سما لك من أم العبيد خيال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سما لك من أم العبيد خيال لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة سما لك من أم العبيد خيال لـ ابن المقرب العيوني

سَما لَكَ مِن أُمِّ العُبَيدِ خَيالُ

وَدُونَ لِقاها أَجرُعٌ وَسَيالُ

سَما وَمَطايانا كَأَنَّ اِقتِحامَها

غَوارِبَ أَمواجِ الفُراتِ فِيالُ

فَأَهدى سُروراً عازِباً كانَ قَد مَضى

وَأَنسَتهُ أَيّامٌ مَرَرنَ طِوالُ

وَعادَ فَلَم يَلبَث فَواقاً كَأَنَّما

عَلَيهِ بِتَعجيلِ الرُجوعِ كفالُ

فَشايَعتُهُ أَقضي الذِّمامَ لِأَنَّني

لِذاكَ أَبٌ في الحالَتَينِ وَخالُ

إِلى أَن بَلَغنا الجِسرَ وَالتُرعَةَ الَّتي

بِأَكنافِها الحَيُّ الكِرامُ حِلالُ

وَحانَت لِعَيني يَقظَةٌ بانَ عِندَها

بِأَنَّ الَّذي قَد كُنتُ فيهِ مُحالُ

فَواهاً لَها تَهوِيمَةً بَعَثَت جَوىً

حُرِمتُ لَهُ اللّذّات وَهيَ حَلالُ

أرَتني دِيارَ الحَيِّ قَومي وَدُونَها

وِهادٌ وَأَطوادٌ عَلَت وَرِمالُ

وَكُلَّ اِبنِ شَرٍّ قَرنُهُ مِن رِدائِهِ

يَرى شَخصَهُ جِنُّ الفَلا فَيُهالُ

رَعى اللَهُ هاتيكَ الدِيارَ وَإِن سَرَت

إِلَينا أَفاعٍ أَنبَتَت وَصِلالُ

أَقُولُ لِرَكبٍ مِن عُقَيلٍ لَقيتُهُم

وَأَعناقُها لِلقَريَتينِ تُمالُ

أَيا رَكبُ حُيِّيتُم وَجادَت بِلادَكُمُ

غَمائِمُ أَدنى سَحِّهِنَّ سِجالُ

إِذا جِئتُمُ أَرضَ الحَساءِ وَقابَلَت

قِبابٌ بِضاحي بَرِّها وَتِلالُ

فَأَرخُوا لَها فَضلَ الأَزمَّةِ ساعَةً

وَإِن كانَ أَينٌ مَسَّها وَكَلالُ

إِلى أَن تُوافوا الدَربَ وَالمَسجِدَ الَّذي

بِهِ الحَيُّ حَيٌّ وَالشَمالُ شَمالُ

فَثَمَّ تُلاقُونَ المُلوكَ بَني أَبي

وَيَكثُرُ عَنّي حينَ ذاكَ سُؤالُ

فَقُولُوا لَهُم إِنّا تَرَكنا أَخاكُمُ

بِحَيث مَآلُ الراغِبينَ مَآلُ

لَدى مَلِكٍ لا يَبلُغُ الوَصفُ مَدحَهُ

وَإِن أَطنَبَ المُدّاحُ فيهِ وَقالُوا

حَمُولٌ لِأَعباءِ الأُمورِ وَإِنَّها

عَلى غَيرِهِ لَو رامَها لَثِقالُ

لَهُ أَبَداً عِرضٌ مَصونٌ عَنِ الخَنا

وَمالٌ لِمُمتاحِ النَوالِ مُذالُ

هُوَ المَلكُ لا يَجري البَذا في نَدِيِّهِ

وَإِن طالَ قِيلٌ في الخِصامِ وَقالُ

تَوَلّى فَأَولى كُلَّ خَيرٍ فَأَصبَحَت

بِهِ المُهَجُ العَطشى وَهُنَّ نِهالُ

وَلاقى الرَعايا خافِضاً مِن جَناحِهِ

وَفي بُردَتَيهِ هَيبَةٌ وَجَلالُ

جَوادٌ لَو اِنَّ البَحرَ عارَضَ جُودَهُ

لَما اِبتَلَّ لِلمُجتازِ فيهِ قِبالُ

وَلَو أَنَّ لِلعَضبِ اليَمانِيِّ عَزمَهُ

لَما كادَهُ أَنَّ الرُؤوسَ جِبالُ

وَلَو أَنَّ لِلضِرغامِ قَلباً كَقَلبِهِ

لَما هالَهُ أَنَّ التُرابَ رِجالُ

هُوَ الشَمسُ نُوراً وَاِرتِفاعاً وَشارَةً

كَما قَد تَسَمّى وَالمُلوكُ ذُبالُ

بِهِ البَصرَةُ الفَيحاءُ أَقبَلَ سَعدُها

وَقَد كانَ فيها لِلنُحوسِ مَجالُ

تَوَخّى شَكاياها الَّتي بَرَحَت بِها

فَأَبرَأَ مِنها الداءَ وَهوَ عُضالُ

وَلَولاهُ لَم يَبرَح مُقيماً بِأَرضِها

هوانٌ وَذُلٌّ شامِلٌ وَنَكالُ

أَزالَ الأَذى عَنها اِحتِساباً وَرَغبَةً

وَما كانَ مَرجُوّاً لِذاكَ زَوالُ

وَأَقصى وُلاةَ الجَورِ عَنها حَميَّةً

لِيَسكُنَ مَرعُوبٌ وَيَنعُمَ بالُ

فَلا عُدِمَت أَيّامُهُ الغُرُّ إِنَّها

لَتَعدِلُ طَعمَ الماءِ وَهوَ زُلالُ

وَأُقسِمُ ما تَأتي اللَيالي بِمِثلِهِ

وَأَنّى وَما كُلُّ الرِجالِ رِجالُ

فَيا أَيُّها الساعي لِيُدرِكَ مَجدَهُ

أَفِق إِنَّ هَذا السَعيَ مِنكَ ضَلالُ

وَدَع عَنكَ ما لا تَستَطيعُ فَقَد تَرى

مَساعيَ شَمسِ الدَينِ لَيسَ تُنالُ

إِذا عُدَّ أَهلُ الفَضلِ يَوماً فَكُلُّهُم

عَلى فَضلِهِ لَو يُنشَرونَ عيالُ

لِكُلِّ اِمرِئٍ مِنهُم خِصالٌ حَمِيدَةٌ

وَلَكِنّ شَمسَ الدّينِ فيهِ كَمالُ

تَرى عِندَهُ ما عِندَهُم مِن فَضِيلَةٍ

وَفيهِ خِلالٌ فَوقَها وَخِلالُ

حَياءٌ وَإِقدامٌ وَحِلمٌ وَقُدرَةٌ

وَحَزمٌ وَجُودٌ لَيسَ فيهِ مِطالُ

وَعِلمٌ وَإِيمانٌ وَعَدلٌ وَرَأفَةٌ

وَنُسكٌ وَرَهبانِيَّةٌ وَجَمالُ

تَزاحَمَ أَهلُ العِلمِ وَالطالِبُو النَدى

لَدَيهِ لِكُلٍّ في هَواهُ سُؤالُ

فَلِلطّالِبي الفَتوى بَيانٌ مُعَلَّلٌ

كَذاكَ لِطُلّابِ النَوالِ نَوالُ

فِدىً لَكَ يا تاجَ المُلوكِ مَعاشِرٌ

سِيادَتُهُم لِلمُسلِمينَ وَبالُ

لَهُم عَن فِعالِ الخَيرِ أَيدٍ قَصيرَةٌ

وَلَكِنَّها في المُخزِياتِ طِوالُ

فَدُونكَ عِقداً صاغَهُ الفِكرُ مِن فَتىً

يَرى أَنَّ مَدحاً في سِواكَ خَبالُ

وَلَستُ بِمُهدٍ لِلرِجالِ مَدائِحي

وَإِن قَلَّ مالٌ أَو تَغَيَّرَ حالُ

وَلَكِنَّ نُعمى حَرَّكَتني وَصُحبَةٌ

وَوُدٌّ وَهَذا لِلكِرامِ صِقالُ

فَلا ظَفِرَت مِنكَ الأَعادي بِغِرَّةٍ

وَلا زِلتَ تَغزُو أَرضَها فَتُدالُ

وَجُزتَ المَدى يابا شُجاعٍ وَلا عَدَت

فِناءَكَ مِن بَعدِ الرِجالِ رِحالُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سما لك من أم العبيد خيال

قصيدة سما لك من أم العبيد خيال لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي