سما لك هم ولم تطرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سما لك هم ولم تطرب لـ النابغة الجعدي

اقتباس من قصيدة سما لك هم ولم تطرب لـ النابغة الجعدي

سَما لَكَ هَمُّ وَلَم تَطرَبِ

وَبِتَّ بِبَثٍّ وَلَم تَنصَبِ

وَقالت سُلَيمى أَرَى رأَسَهُ

كَناصِيَةِ الفَرَسِ الأَشهَبِ

وَذَلكَ مِن وَقَعاتِ المُنونِ

فَفِيئي إِليكِ وَلا تَعجَبى

أَتَينَ عَلى إِخوَتي سَبعَةً

وَعُدنَ عَلى رَبعِيَ الأَقرَبِ

وَسادَةِ رَهطيَ حَتّى بَقي

تُ فَرداً كصِيصِيَّةِ الأَغضَبِ

فَلَيتَ رَسُولاً لَهُ حاجَةٌ

إِلى الفَلَجِ العودِ فَالأَشعَبِ

وَدَسكَرةٍ صَوتُ أَبَوابِها

كَصوتِ المَواتِحِ بِالجَوأَبِ

سَبَقتُ صِياحَ فَرارِيجِها

وَصوتَ نَواقِيسَ لَم تُضرَبِ

برَنَّةِ ذي عَتَبٍ شارِفٍ

وَصَهباءَ كَالمِسكِ لَم تُقطَبِ

وَقَهوَةٍ صَهباءَ باكَرتُها

بِجُهمَةٍ وَالديكُ لَم يَنعَبِ

وَجُردٍ جَوانِحَ وِردَ القَطا

يوائِلنَ مِن عَنَقٍ مُطنِبِ

خَرَجنَ شَماطِيطَ مِن غارةٍ

بِأَلفٍ تَكَتَّبُ أَو مِقنَبِ

كأَنَّ الغُبارَ الَّذي غادَرَت

ضُحَيّاً دَواخِنُ مِن تَنضُبِ

تَلافَيتُهُنَّ بِلا مُقرِفٍ

بَطيءٍ وَلا جَذَعٍ جَأَنَبِ

بِعاري النَواهِق صَلتِ الجَبي

نِ أَجرَدَ كالقَدعِ الأَشعَبِ

يُقَطَّعُهُنَّ بِتَقرِيبِهِ

وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهِبِ

وَإِرخاءِ سِيدٍ إِلى هَضبَةٍ

يُوائِلُ مِن بَرَدِ مُهذِبِ

إِذا سِيقَتِ الخَيلُ وَسَطَ النها

رِ يُضرَبنَ ضَرباً وَلَم يُضرَبِ

غَدا مَرِحاً طَرِباً قَلبُهُ

لَغِبنَ وأَصبَحَ لَم يَلغَبِ

فَلِيقُ النَسا حَبِطُ الموقِفَي

نِ يَستَنُّ كالتيسِ في الحُلَّبِ

مُدِلٌّ عَلى سُلُطاتِ النُسو

رِ شُمِّ السَنابكِ لَم تُقلَبِ

صَحِيحُ الفُصوصِ أَمِينُ الشَظا

نِيامُ الأَباجِلِ لَم تُضرَبِ

كَأَنَّ تَماثِيلَ أَرساغِهِ

رِقابُ وُعُولٍ لَدى مَشرَبِ

كَأَنَّ حَوافِرَهُ مُدبِراً

خُضبِنَ وَإِن كانَ لَم يُخضَبِ

حِجارَةُ غَيلٍ بِرَضراضَةٍ

كُسِينَ طِلاءً منَ الطُحلُبِ

وَأَوظِفَةٌ أيِّدٌ جَدلُها

كَأَوظِفَةِ الفالِجِ المُصعَبِ

وَلَوحُ ذِراعَينِ في بِركَةٍ

إِلى جُؤجُؤ رَهِلِ المَنكِبِ

أُمِرَّ ونُحِّيَ مِن صُلبِهِ

كَتنَحِيَةِ القَتَبِ المُجلَبِ

عَلى أَنَّ حارِكَهُ مُشرِفٌ

وَظَهرَ القطاةِ وَلَمَ يَحدَبِ

كَأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِهِ

إِلى طَرَفِ القُنبِ فالمَنقَبِ

لُطِمنَ بِتُرسٍ شَديدِ الصِفا

قِ مِن خَشَبِ الجَوزِ لَم يُثقَبِ

وَيَصهِلُ في مِثلِ جَوفِ الطَوِيّ

صَهيلاً يُبَيّنُ لِلمُعربِ

وَمِن دَونِ ذاكَ هَوِيٌّ لَهُ

هَوِيَّ القُطامِيّ لِلأَرنَبِ

كَأَنَّ تَواليَها بِالضُحى

نواعِمُ جَعلٍ مِن الأَثأَبِ

أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذّها

بِ فَالأَوقِ فَالمِلحِ فَالمِيثَبِ

فَنَجدَي مَريعِ فَوادِي الرَجاءِ

إِلى الخانِقَينِ إِلى أَخرُبِ

تُجَرّي عَلَيهِ رَبابُ السَما

كِ شَهرَينِ مِن صَيِّفِ مُخصِبِ

عَليهنَّ مِن وَحشِ بَينُونَةٍ

نِعاجٌ مَطافِيلُ في رَبرَبِ

وَكانَ الخَلِيلُ إِذا رابَني

فَعاتَبتُهُ ثُمَّ لَم يُعتِبِ

هَوايَ لَهُ وَهَوَى قَلبِهِ

سِوايَ وَمَا ذاكَ بِالأَصوَبِ

فَإِنّي جَرِيءٌ عَلى هَجرِهِ

إِذا ما القَرينَةُ لَم تُصحِبِ

أَدُومُ عَلى العَهدِ ما دامَ لِي

فَإن خانَ خُنتُ وَلَم أَكذِبِ

وَبَعضُ الأَخِلاّءِ عِندَ البَلا

ءِ والرُزءِ أَروَغُ مِن ثَعلَبِ

وَكيفَ تُواصِلُ مَن أَصبَحَت

خِلالَتُهُ كَأَبي مَرحَبِ

رَآكَ بِبَثَّ فَلَم يَلتَفِت

إِلَيكَ وَقالَ كَذاكَ اِدأَبِ

وَما نَحَني كَمِنَاحِ العَلُو

قِ ما ترَ مِن غِرَّةٍ تَضرِبِ

أَبي لي البَلاَءُ وَإِنِّي اِمرؤٌ

إِذا ما تَبَيَّنتُ لَم أَرتَبِ

فَلا أُلفِيَن كاذباً آثماً

قَديمَ العَداوَةِ كَالنَيرَبِ

يُخَبِّرُكُم أَنَّه ناصِحٌ

وَفي نُصحِهِ حُمَةُ العَقرَبِ

إذَا ناءَ أَوَّلُكُم مُصعِداً

يَقُولُ لآخِرِكُم صَوِّبِ

لِيُوهِنَ عَظمَكُمُ لِلعِدى

وَعَمداً فَإن تُغلَبُوا يَغِلبِ

وَخَصمَي ضِرارٍ ذَوَي تُدرَإِ

مَتَى يَأتِ سِلمُهُما يَشغَبِ

وَمُستَأذِنٍ يَبتَغِي نائلاً

أَذِنتُ لَهُ ثُمَّ لَم يُحجَبِ

فَآبَ بِصالحِ ما يَبتَغِي

وقُلتُ لَهُ اِدخُل فَفِي المَرحَبِ

وَلَستُ بذي مَلَقٍ كَاذِبٍ

إِلاقٍ كَبَرقٍ مِنَ الخُلَّبِ

وَقَومٍِ يَهيِنُونَ أَعراضَهُم

كَوَيتُهُمُ كَيَّةَ المُكلِبِ

وَيَومٍ كَحاشِيَةِ الأَرجُوا

نِ مِن وَقعِ أَزرَقَ كَالكَوكَبِ

حَدَتهُ قَنَاةٌ رُدَينِيَّةٌ

مُثَقَّفَةٌ صَدقَةُ الأَكعُبِ

إِذَا شِئتَ أَبصَرتَ مِن عَقبِهِم

يَتامى يُعاجَونَ كَالأَذؤُبِ

فَإِن لَم يَكُن مِنهُمُ زاجِرٌ

وَلَم تُرعَ رِحمٌ وَلَم تُرقَبِ

وَحانَت مَنايا بأَيديكُمُ

وَمَن يَكُ ذا أَجَلِ يُجلَبِ

فَإِنَّ لَدى المَوتِ مَندُوحةً

وَإِنَّ العِقابَ عَلى المُذنِبِ

أَبَعدَ فَوارسَ يَومَ الشُرَي

فِ آسَى وَبعدَ بَني الأَشهَبِ

وَبَعدَ أَبيهِم وَبَعدَ الرُقا

دِ يَومَ تَرَكناهُ بِالأَكلُبِ

إِذا ما انتَشَيتُ طَرَحتُ اللِجا

مَ في شِدقِ مُنجَرِدٍ سَلهَبِ

يَبُذُّ الجِيادَ بِتَقرِيِبهِ

وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهَبِ

كُمَيتٌ كأَنَّ عَلى مَتِنِهِ

سَبائِكَ مِن قِطَعِ المُذهَبِ

كَأَنَّ القُرُنفُلَ والزَنجَبِيلَ

يُعَلُّ عَلى رِيقِها الأَطيَبِ

فَأَخرَجَهُم أَجدَلُ السَاعِدَي

نَ أَصهَبُ كَالأَسَدِ الأَغلَبِ

فَلَماَّ تَخَيَّمنَ تَحتَ الأَرا

كِ والأثلِ مِن بَلَدٍ طيّبِ

عَلى جانَبي حائِرٍ مُفرِطٍ

بِبَرثٍ تَبَوَّأنَهُ مُعشِبِ

وَقُلنَ لَحى اللَهُ رَبُّ العبادِ

جَنُوبَ السِخالِ إِلى يَترَبِ

لَقَد شَطَّ حيٌّ بِجِزعِ الأَغَرِّ

حَيّاً تَرَبَّعَ بِالشُربُبِ

كَطَودِ يُلاَذُ بِأَركانِهِ

عَزيزِ المُراغِمِ وَالمَهرَبِ

إِذا مَسَّهُ الشَرُّ لَم يَكتَئِب

وَإِن مَسَّهُ الخَيرُ لَم يُعجَبِ

فَأَدخَلَكَ اللَهُ بَردَ الجِنا

نِ جِذَلاَنَ في مُدخَلٍ طَيِّبِ

أَصابَهُمُ القَتلُ ثُمَّ الوَفاةُ

هَذَّ الإِشاءَةِ بِالمَخلَبِ

مَضَوا سَلَفاً ثُمَّ لَم يَرجِعُوا

إِلينا فَيا لَكَ مِن مَوكِبِ

غُيُوثاً تَنُوءُ عَلى المُقتِري

نَ إِن يَكذِبِ الغَيثُ لَم تَكذِبِ

كِراماً لَدى الضَيفِ عندَ الشِتا

ءِ والجَدبِ في الزَمَنِ الأَجدَبِ

إِذا عَزَبَ الناسُ أَحلامَهُم

أَراحُوا الحُلُومَ فَلَم تَعزُبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سما لك هم ولم تطرب

قصيدة سما لك هم ولم تطرب لـ النابغة الجعدي وعدد أبياتها واحد و ثمانون.

عن النابغة الجعدي

قيس بن عبد الله، بن عُدَس بن ربيعة، الجعدي العامري، أبو ليلى. شاعر مفلق، صحابي من المعمرين، اشتهر في الجاهلية وسمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثمَّ نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام. ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأدرك صفّين فشهدها مع علي كرم الله وجهه، ثم سكن الكوفة فَسَيّره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد كُفَّ بصره وجاوز المائة.[١]

تعريف النابغة الجعدي في ويكيبيديا

أبو ليلى النابغة الجعدي الكعبي (55 ق هـ/568م - 65 هـ/684م): شاعر، صحابي، ومن المعمرين. ولد في الفلج (الأفلاج) جنوبي نجد. اشتهر في الجاهلية، وقيل إنه زار اللخميين بالحيرة. وسمي «النابغة» لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقوم الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر، قبل ظهور الإسلام. جاء عنه في سير أعلام النبلاء: «النابغة الجعدي أبو ليلى، شاعر زمانه، له صحبة، ووفادة، ورواية. وهو من بني عامر بن صعصعة. يقال: عاش مائة وعشرين سنة. وكان يتنقل في البلاد، ويمتدح الأمراء. وامتد عمره، قيل: عاش إلى حدود سنة سبعين».وقدم وهو سيد قومه مع وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 9 هـ / 630م، فأسلم. وشهد فتح فارس، وحارب مع علي بن أبي طالب معركة صفين وهو شيخًا كبير. ثم سكن الكوفة، فسيره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها، فمات فيها وقد كف بصره سنة 65 هـ / 684، وجاوز المِئَة واثنا عشر سنة، وقيل مئة وعشرون سنة.والنابغة شاعر متقدم صنفه ابن سلام في رأس الطبقة الثالثة من الجاهليين مع أبو ذؤيب الهذلي والشماخ بن ضرار، لبيد بن ربيعة ووصفه بأنه شاعر مُفلْق. نظم النابغة الشعر كبيراً، فمدح، وفخر، ووصف مآثر قومه، وهاجى ليلى الأخيلية، وأوس بن مغراء والأخطل، فتغلبوا عليه، وكان من أوصف الشعراء للخيل، وشعره متفاوت لعدم تهذيبه، جمعت شعره المستشرقة الإيطالية ماريا نلينو في «ديوان» مع ترجمة إلى الإيطالية وتحقيقات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي