سمعت أن رجلا له ولد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سمعت أن رجلا له ولد لـ محمد عثمان جلال

اقتباس من قصيدة سمعت أن رجلا له ولد لـ محمد عثمان جلال

سَمعتُ أَن رَجُلاً لَهُ وَلَد

ما عَزَّ عِندَهُ كَمثلهِ أَحَد

يَأخذ بِالمنجِّمين طالِعه

وَفتح الكتابَ ثُم طالَعَه

قيل لَهُ اِحفَظهُ مِن السِباع

وَارعَ ذِمامَه فَأَنتَ الراعي

فَحفظ الغلام حَتّى اِشتدا

وَبَلغ الإِدراك وَالأَشُدّا

وَقالَ لِلبَواب إِحذَر الوَلَد

لا تخرجَنهُ قَطُّ يَمشي في البَلَد

دَعهُ هُنا يَلعَب لَدَيَّ وَحدَه

وَأَدخل الأَولاد تَلعَب عِندَه

قالَ فَلَما كَمُلَت لَهُ القوى

وَاِشتاقَ لِلصَيد وَإِطلاق الهَوا

تَعَلَّقت آماله بِالقَنَصِ

وَضاقَ مِن شِدَةِ ضيق القَفَصِ

وَقامَ حُبُّ الصَيد فيهِ وَبَدا

وَلَم يُطع قَول أَبيه أَبَدا

لا سِيما المَمنوعُ عَذبُ المَورِدِ

وَالبُعدُ وَالإِحجام طَبع الأَمردِ

وَكانَ يَدري سَبب التَخريج

وَسَبب المَنع مِن الخُروج

وَالبَيت فيهِ صورٌ كَثيرَه

في خُرَطٍ مَنقوشَةٍ كَبيرَه

في تِلكَ رَسم الصَيد بِالنُقوشِ

وَتِلكَ فيها صُور الوحوش

وَبَينما يَنظرها هَذا الوَلَد

إِذ نَظَرت عَيناه صورَةَ الأَسَد

فَجاءهُ وَقالَ يا كَلب العَرَب

أَنتَ لِحَبسي ها هُنا كُنت السَبب

وَوكز الصورة وَكزاً بِيَدِه

فَاِشتَعَلَت نار الغَضى في جَسَدِه

لِأَنَّهُ قَد كانَ تَحتَ الصورَه

مِسمارها وَرَأسه مَكسورَه

فَدَخل المسمار في قَبضته

وَوَقع الغُلام في غشيته

وَشاعَ في الدار الصِياح وَالبُكا

وَناحَ كُل مَن رَآه وَاِشتَكى

وَجاءَت العوّاد وَالأُساةُ

وَدَخَلَت بَعدهُم الرُقاةُ

وَلَم يَكُن يُجدي الطَبيبُ طبّاً

كَلا وَلا أَفلَح شَيخٌ كَتَبا

وَقيس مِنهُ بَعد ذَلِكَ الأَثَر

وَأَخَذوا طالِعه يَوم المَطَر

فَأَخبر الطالع لَما أَن طَلَع

بِأَن شَيئاً فَوقَ رَأسه يَقَع

فَأَخرَجوه مِن بُيوتٍ أَولا

وَأَسكنوه في مَحلٍّ في الخَلا

وَأَبعدوه عَن أَذى السقوفِ

كَذاكَ عَن كُلِّ أَذىً مخوِف

في ساعة رَأَيت فيها النسرَ فات

وَكانَ في المنقار مِنهُ سُلحُفاة

وَدَأبُهُ لِلسُلحُفاةِ يَرمي

مِن فَوق أَحجار لِكَسرِ العَظم

حَتّى إِذا ما كسرت مِن عَظمِها

يَأكل ما طابَ لَهُ مِن لَحمِها

مَرَّ فَظَنَ رَأس هَذا حَجَرا

أَلقى عَلَيها السُلحافةَ وَجَرى

فَنَزَلَت عَلَيهِ مثلَ الصَخرَه

وَكَسَرَت دِماغَهُ بِالمَرَّه

وَأخرجَت رَغمَ الأُنوف روحه

وَهَذِهِ حِكاية مَليحه

تَنظُر فيها العَجَب العجابا

وَإِن سَأَلت لَم تَجد جَوابا

بَل تَعرف الحَق وَتَترُك الحَذَر

إِذ كُل شَيءٍ بِقَضاءٍ وَقَدر

وَالمَرء قَد يُقتل مِن مَأمَنِه

وَقَد يُصاب المَرء مِن مَيمَنِه

وَهَكذا المُنَجِّمون سُحقوا

وَكَذبوا في القَول مَهما صَدَقوا

شرح ومعاني كلمات قصيدة سمعت أن رجلا له ولد

قصيدة سمعت أن رجلا له ولد لـ محمد عثمان جلال وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن محمد عثمان جلال

محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي. شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده (1249 هـ 1833 م) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد. اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي. وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية، ثم عينه الخديوي توفيق (وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية. ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط. ولاقته المنية1898 م. له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.[١]

تعريف محمد عثمان جلال في ويكيبيديا

محمد عثمان يوسف جلال، شاعر ومترجم وأديب مصري من واضعي أساس القصة الحديثة والرواية المسرحية في مصر، وكان من ظرفاء عصره. ولد عام 1828 ببلدة «ونا القس» مركز الواسطى محافظة بني سويف بمصر، وتوفي بالقاهرة عام 1889م[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد عثمان جلال - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي