سمعت بأذني ما تكذبه نفسي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سمعت بأذني ما تكذبه نفسي لـ فؤاد بليبل

اقتباس من قصيدة سمعت بأذني ما تكذبه نفسي لـ فؤاد بليبل

سَمِعتُ بِأُذني ما تُكَذِّبُهُ نَفسي

وَشِمتُ بِعَيني ما يُغالِطُهُ حِسّي

تَجَسَّمَ طَيفُ الشَكِّ حَتّى لَو اِنَّني

تَلَمَّستُهُ بِالكَفِّ هانَ عَلى اللَمسِ

أُصِبتُ بِداءٍ دونَهُ المَسُّ وَالضَنى

وَما بِيَ مِن داءٍ وَما بِيَ مِن مَسِّ

رَأَيتُ أُموراً في هَواكِ مُريبَةً

فَأَدرَكتُ مِنها ما دَعاني إِلى اليَأسِ

وَهَبتُ لَكِ القَلبَ الثَمينَ فَبِعتِهِ

لِأَوَّلِ مَن وافاكِ بِالثَمَنِ البَخسِ

وَبِتُّ كَأَنّي مِن هَواكِ بِمَأتَمٍ

وَبِتّ مِنَ السَلوى كَأَنَّكِ في عُرسِ

أَوَجداً وَلا وَجدٌ لَدَيكِ وَلا هَوى

وَحُبّاً وَإِخلاصاً وَأَنتَ عَلى العَكسِ

أَتَنسَينَ إِحساني إِلَيكِ فَإِن أُسِئ

إِلَيكِ بِلا عَمدٍ ذَكَرتِ فَلَم تَنسي

إِذا صَفِرَت كَفّي قَسَوتِ فَلَم تَفي

وَإِن مُلِئَت كَفّي وَفَيتِ فَلَم تَقسي

فَما أَكثَرَ الأَحبابَ في ساعَةِ الغِنى

وَما أَندَرَ الأَصحابَ في ساعَةِ البُؤسِ

وَقَد كُنتُ كَالأَعمى أُكَذِّبُ ما أَرى

وَأَخلِطُ ما بَينَ الحَقيقَةِ وَاللَبسِ

وَأُنكِرُ حيناً ما أَعي وَأُقِرُّهُ

وَأَغدو عَلى بَعضِ الظُنونِ وَلا أُمسي

وَأَهجُرُ حَتّى لا تَزاوُرَ بَينَنا

فَيَدفَعُني ضَعفي وَيَردَعُني يَأسي

وَكُنتُ إِذا ما شَفَّني الوَجدُ وَالأَسى

وَضاقَت بِيَ الدُنيا لَجَأتُ إِلى الكَأسِ

أُعاقِرُها صَهباءَ لا تَعرِفُ الشَجا

تَلَألَأُ مِثلَ الدُرِّ في القَدَحِ الوَرسي

مُشَعشَعَةً تَطفو عَلى جَنَباتِها

نُجومٌ نَماها الكَرمُ مِن ناضِرِ الغَرسِ

إِذا أَفَلَت في جَوفِ مَن يَحتَسونَها

أَدالَت لَهُم مِن طالِعِ الشُؤمِ وَالنَحسِ

أُسائِلُها بَعضَ العَزاءِ لَعَلَّها

تُفَرِّجُ كَربي أَو تُخَفِّفُ مِن تَعسي

لَعَمرُكِ كَم طافَت بِرَأسي وَساوِسٌ

بَسمتِ فَأَقصاها اِبتِسامُكِ مِن رَأسي

وَكَم مَرَّةٍ أَعرَضتُ عَنكِ عَلى جَوىً

فَزالَ وَعدنا فَاِلتَقَينا عَلى أُنسِ

وَأَقسَمتُ لا أَرعى لِعَهدِكِ مَوثِقاً

فَأَلفَيتُني أَرعى لِعَهدِكِ مِن أَمسِ

وَلَمّا تَجَلّى الشَكُّ في أُفقِ الهَوى

وَأَشرَقَ نورُ الحَقِّ مِن ظُلمَةِ الحَدسِ

وَلاحَ لِعَيني مِن خِداعِكِ ما اِختَفَى

وَكُنتُ عَمِيّاً عَن طَبائِعِكِ الشُمسِ

تَيَقَّنتُ أَنّي لا مَحالَةَ هالِكٌ

إِذا أَنا لَم أَربَأ بِنَفسي عَنِ الرِجسِ

فَوَدَّعتُ أَحلامَ الهَوى وَغُرورَهُ

وَشَيَّعتُ أَوهامَ الشَبابِ إِلى الرَمسِ

وَأَطلَقتُ قَلبي مِن إِسارِكِ مُعرِضاً

وَقُلتُ لَهُ يا قَلبُ فِرَّ مِنَ الحَبسِ

فَلا خَيرَ في حُبٍّ يُباعُ وَيُشتَرى

يَحومُ عَلَيهِ كلُّ ذي سَفَهٍ جِبسِ

لَقَد غَربَت شَمسي إِلى غَيرِ مَطلَعٍ

فَماذا أُرَجّي بَعدَ ما غَربَت شَمسي

وَقَفتُ عَلى ماضي هَواها كَأَنّني

وَقَفتُ مِنَ الدُنيا عَلى طَلَلٍ دَرسِ

أُسَرِّحُ طَرفي لا أَرى ما يهيجُني

وَأُرهِفُ سَمعي لا أَعي فيهِ مِن هَمسِ

يَلوحُ كَبَحرٍ ما لَهُ مِن شَواطِئٍ

تَمُرُّ بِهِ فُلكُ الغَرامِ فَلا تُرسي

نَبَذتُ الهَوى حَتّى بَرِئتُ مِنَ الهَوى

فَكَيفَ أُبالي بَعدَ بُرئِيَ بِالنَكسِ

سَأَسحَقُ قَلبي إِن هَفا لِوِصالِها

وَأَقتُلُ نَفسي إِن هَفَت نَحوَها نَفسي

شرح ومعاني كلمات قصيدة سمعت بأذني ما تكذبه نفسي

قصيدة سمعت بأذني ما تكذبه نفسي لـ فؤاد بليبل وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن فؤاد بليبل

فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل. أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان، تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م. ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي