سمعت نعيها صما صمام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سمعت نعيها صما صمام لـ أبو العلاء المعري

اقتباس من قصيدة سمعت نعيها صما صمام لـ أبو العلاء المعري

سَمِعْتُ نَعِيّها صَمّا صَمَامِ

وإنْ قالَ العَوَاذِلُ لا هَمَامِ

وأمَتْني إلى الأجْداثِ أُمٌّ

يَعِزّ عَلَيّ أنْ سارَتْ أمامي

وأُكْبِرُ أنْ يُرَثّيها لِساني

بلَفْظٍ سالِكٍ طُرُقَ الطّعامِ

يُقالُ فَيَهْتِمُ الأنْيابَ قَوْلٌ

يُباشِرُها بأنْبَاءٍ عِظَامِ

كأنّ نَواجِذي رُدِيَتْ بصَخْرٍ

ولم يَمْرُرْ بهِنَّ سِوَى كلامِ

ومَنْ لي أن أصُوغَ الشُّهْبَ شِعْراً

فأُلْبِسُ قَبْرَهَا سِمْطَيْ نِظامِ

مَضَتْ وقد اكتَهَلتُ فخِلتُ أنّي

رَضِيعٌ ما بَلَغْتُ مَدى الفِطامِ

فيا رَكْبَ المَنُونِ أمَا رَسُولٌ

يُبَلّغُ رُوحَها أرَجَ السّلامِ

ذَكِيّاً يُصْحَبُ الكافُورُ مِنْهُ

بِمِثْلِ المِسْكِ مَفضُوضَ الخِتامِ

ألا نَبِّهْنَني قُيْنَاتِ بَثٍّ

بَشَمْنَ غَضىً فمِلْنَ إلى بَشامِ

وَحَمّاءَ العِلاطِ يَضيقُ فُوهَا

بما في الصّدرِ من صِفَةِ الغَرامِ

تَداعَى مُصْعِداً في الجيدِ وَجْدٌ

فغالَ الطَوْقَ منها بانْفِصَامِ

أشاعَتْ قِيلَها وبكَتْ أخاهَا

فأضْحتْ وهْيَ خنْساءُ الحَمامِ

شَجَتْكَ بظَاهِرٍ كقَريضِ ليْلى

وباطِنُهُ عَوِيصُ أبي حِزامِ

سألتِ مَتَى اللّقاء فقيل حتى

يَقُومَ الهامِدُونَ مِنَ الرِّجامِ

ولو حَدّوا الفِراقَ بعُمْرِ نَسْرٍ

طَفِقْتُ أعُدّ أعْمَارَ السِّمامِ

فلَيْتَ أذِينَ يَوْم الحَشْرِ نادى

فأجْهَشَتِ الرِّمامُ إلى الرّمامِ

ونَحْنُ السَّفْرُ في عُمْرٍ كمَرْتٍ

تَصَافَنَ أهْلُه جُرُعَ الحِمامِ

فصَرَّفَني فَغَيّرَني زَمَانٌ

سيُعْقِبُني بِحَذْفٍ وادّغامِ

ولا يُشْوي حِسابَ الدّهْرِ وَرْدٌ

له وِرْدٌ مِنَ الدّمِ كالمُدامِ

يُعَنّيهِ البَعُوضُ بكُلّ غابٍ

فَريشٍ بالجَماجِمِ واللِّمامِ

بَدَا فَدَعا الفَرَاشَ بناظِرَيْهِ

كما تَدْعوهُ مُوقِدَتَا ظَلامِ

بنَارَيّ قادِحَيْنِ قد اسْتَظَلاّ

إلى صَرْحَيْنِ أوْ قَدَحَيْ مُدامِ

كأنّ اللّحْظَ يَصْدُرُ عن سُهَيْلٍ

وآخَرَ مِثْلِهِ ذاكي الضّرَامِ

تَطُوفُ بأرضِهِ الأُسْدُ العَوادي

طَوَافَ الجَيْشَ بالملكِ الهُمامِ

وقالَ لِعِرْسِهِ بِيني ثَلاثاً

فما لَكِ في العَرِينَةِ مِنْ مُقامِ

وقد وطِئَ الحَصى ببَني بُدورٍ

صِغارٍ ما قَرُبْنَ من التّمامِ

أمُحْتَذِيَ الأهِلّةِ غَيْرَ زَهْوٍ

سَلَبْتَ مِن الحُلِيّ شهورَ عامِ

ولا مُبْقٍ إذا يسعى صُدُوعاً

غَوَائِرَ في الدّكادِكِ والإكامِ

حُبابٌ تَحْسَبُ النَّفَيَانَ منه

حَبَاباً طارَ عن جنَبَات جامِ

تَطَلَّعَ من جِدارِ الكاسِ كَيْما

يُحَيّيَ أوْجُهَ الشَّرْبِ الكِرامِ

يَهُمّ شَمَامُ أنْ يُدْعَى كَثيباً

إذا نَفَثَ السَّمَامَ على شَمَامِ

مَشَى للوَجْهِ مُجْتَاباً قَمِيصاً

كلامَةِ فارِسٍ يُرْمَى بلامِ

كدِرْعِ أُحَيْحَة الأوْسيّ طالتْ

عليه فهْيَ تُسْحَبُ في الرَّغامِ

نَسِيبُ مَعاشِرٍ وُلِدَتْ عليهِمْ

دُرُوعُهمُ فصارتْ كاللِّزامِ

كدَعْوَى مُسْلِمٍ ليَزيدَ حَمْل السْ

سَوابغِ في التّغاوُرِ والسلامِ

وتُلقى عنهُمُ لكَمالِ حَوْلٍ

كثِيراتِ الخُرُوقِ مِنَ السِّمامِ

على أرْجائِها نُقَطُ المَنايا

مُلَمَّعَةً بها تَلْيمعَ شامِ

إلى مَن جُبْتُ والحِدْثانُ طاوٍ

قبائلَ عامرٍ لا كُنْتَ عامِ

وقد ألِفوا القَنا فغدَتْ عليهِمْ

رِماحُهمُ أخَفّ منَ السّهامِ

كأنّ بَنَانَةً في الكفّ زِيدَتْ

قناةٌ غيرُ جاذِيَةِ القَوَامِ

وتَبْيَضّ البلادُ إذا أراحوا

بما نَضَحَتْه أخْلافُ السَّوامِ

ولَيْلاً تُلْحِقُ الأهْوالُ فيه

بفَوْدِ الشّيْخِ ناصِيَةَ الغُلامِ

إذا سَئمُوا الرّحالَ فكُلّ غِرّ

يَرَى صَرَعَاتِه خُلَسَ اغْتِنامِ

كأنّ جُفونَهُ عُقِدتْ برَضْوَى

فما يُرْفَعْنَ مِنْ سُكْرِ المَنامِ

لو أنّ حَصَى المُناخِ مُدىً حِدادٌ

أزَارَتْها النّحُورَ مِنَ السّآمِ

وجازَ إليَّ أبرادي هَجيرٌ

يَجوزُ من القِرابِ إلى الحُسامِ

يَرُدّ مَعَاطِسَ الفِتْيانِ سُفْعاً

وإنْ ثُنِيَ اللّثامُ على اللّثامِ

إذا الحِرْباءُ أظْهَرَ دينَ كِسْرَى

فصَلّى والنّهارُ أخُو الصّيامِ

وأذّنَتِ الجَنادِبُ في ضُحاها

أذَاناً غيرَ مُنْتَظَرِ الإمامِ

وغاضَ مِياهُنا إلاّ فِرِنْداً

إذا نَكَزَ المَوارِدُ جاشَ طامي

فأفْلَتَ سالِماً إلاّ بَقَايا

على أثْرَيْةِ مِنْ أَثَرِ القَتامِ

له ثِقَلُ الحَدائدِ فهْوَ رَاسٍ

وإصْعادُ التّلَهّبِ فهْو نامِ

كأنّ الضّبّ كان له سُجَيْراً

فحالَفَهُ على فَقْدِ الأُوَامِ

أقَلَّ عَمُودُهُ شَهْرَيْ رَبيعٍ

وقَيْظاً للمَنِيةِ في احْتِدَامِ

خِضَمٌّ لُجُّهُ سِيفُ الرّزايا

وصَفْحَتُه منَ المَوْتِ الزّؤامِ

وشَفْرَتُه حَذامِ فلا ارْتِيابٌ

بأنّ القَوْلَ ما قالتْ حَذامِ

تَوَارَثَهُ بَنُو سَامِ بْنِ نُوحٍ

ثَقِيلَ الغِمْدِ مِنْ دُرٍّ وَسَامِ

ولوْ أنّ النّخِيلَ شَكِيرُ جِسمي

ثَنَاهُ حَمْلُ أنْعُمِكِ الجِسامِ

كَفاني رِيُّها مِنْ كُلّ رِيّ

إلى أن كِدْتُ أُحْسَبُ في النّعامِ

وكمْ لكِ مِنْ أبٍ وَسَمَ اللّيالي

على جَبَهَاتِها سِمَةَ اللئامِ

مَضَى وتَعَرُّفُ الأعْلامِ فيهِ

غَنِيَّ الوَسْمِ عن ألِفٍ ولامِ

سقَتْكِ الغادياتُ فما جَهَامٌ

أطَلّ على محَلّكِ بالجَهامِ

وقَطْرٌ كالبِحارِ فلسْتُ أرْضَى

بقَطْرٍ صابَ مِن خَلَلِ الغَمامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سمعت نعيها صما صمام

قصيدة سمعت نعيها صما صمام لـ أبو العلاء المعري وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن أبو العلاء المعري

أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر وأديب ونحوي ولد في معرة النعمان في محافظة إدلب وينسب لها. من شعراء الدولة العباسية وكان يلقب برهين المحبسين؛ العمى واعتزاله الناس في بيته.

تعريفه من ويكيبيديا

أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمدُ بن عبَد الله بن سُلَيمان القضاعي التَنوخي المَعِري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً، ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاضٍ في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، وغيرها من المدن الشامية. فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي. وهو أحد رواة شعر المتنبي.

كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، وسافر في أواخر سنة 398 هـ 1007م إلى بغداد فزار دور كتبها وقابل علماءها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ 1009م، وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.

وقد كان عزم على اعتزاله الناسَ وهو في بغداد، خصوصاً بعد أن ورد إليه خبر وفاة والده، وقدد عزز فكرة ذهابه عن بغداد أنه رأى تنافس العلماء والرؤساء على الجاه، وتيقن "أن الدنيا كما هي مفطورة على الشرور والدواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة"

وكتب إلى خاله أبي القاسم قبيل منصرفه من بغداد "ولما فاتني المقام بحيث اخترتُ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس، ويقطع ما بيني وبين الناس إلا من وصلني الله به وصل الذراع باليد، والليلة بالغد" وقال بعد اعتزاله بفترة طويلة "لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أُتوفى على تسبيح الله وتحميده"

عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا، معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. حتى توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.

وقد جمعت أخباره مما كتبه المؤرخون وأصحاب السير في كتاب بإشراف الدكتور طه حسين بعنوان "تعريف القدماء بأبي العلاء".

تعريفه من معجم الأدباء لياقوت الحموي

هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن [محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان] بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنور بن اسحم بن النعمان، ويقال له الساطع لجماله، ابن عديّ بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وتيم الله مجتمع تنوخ: من أهل معرة النعمان من بلاد الشام، كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، عالما حاذقا بالنحو، جيد الشعر جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته.

ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واعتل بالجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم.

اقرأ المزيد في الصفحة: معجم الأدباء/أحمد بن عبد الله بن سليمان

تعريفه من معجم الشعراء العرب

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و (سقط الزند-ط) ، و (ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و (عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و (رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و (رسالة الغفران-ط) ، و (الفصول والغايات -ط) ، و (رسالة الصاهل والشاحج).

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي