سهادي فيك أعذب من رقادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سهادي فيك أعذب من رقادي لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة سهادي فيك أعذب من رقادي لـ السري الرفاء

سُهادي فيكَ أعذبُ من رُقادي

وغَيِّي فيكَ أحسنُ من رَشادي

وإن حَلَّ الفِراقُ عُقودَ دَمعي

وبيَّنَتِ النَّوى ما في فُؤادي

فما زالَتْ غَوادي الدَّمعِ تُبْدي

خَفِيَّ الوَجْدِ للظُّعْنِ الغَوادي

مَهاً لو مُلَّكَت غَرْبَ التَّنائي

لآثرَتِ الدُّنُوَّ على البُعادِ

مَرضاتُ الجُفونِ إذا انتَحَتْنا

بأسهُمِها صَحيحاتُ الوَدادِ

فمِنْ نَشوانَ من شَوْقٍ طَريفٍ

أضفناه إلى شَوْقٍ تِلادِ

وكم للبَيْنِ من شَوْقٍ طَريفٍ

أضفناه إلى شَوْقٍ تِلادِ

ويومٍ لو مَلكْتُ قِيادَ صَبري

بهِ أَلفَيْتَني صَعْبَ القِيادِ

نُصِرْتُ على الهَوى بالدمعِ فيه

كما نُصِرَ الأميرُ على الأعادي

فتىً كالدَّهْرِ يُسعِدُ مَنْ يُوالي

بأنعُمِهِ ويُشقي مَنْ يُعادي

ترى الأقدارَ تَنجُدُ فيه نَجْداً

رَحيبَ الباعِ يَخطِرُ في النِّجادِ

سَديدَ الرأي والرُّمحِ استقامتْ

طَرائِقُهُ على طُرُقِ السَّدادِ

وأبيضَ في سوادِ الخَطْبِ يَسري

بعَزْمٍ في سَوادِ اللَّيلِ هَادي

بفَرْعٍ من عَدِيٍّ بينَ ماضي

غِرارِ العَزْمِ أو واري الزِّنادِ

فلاحَ سَناهُ في زَمنٍ بَهيمٍ

وذابَ نَداه في سَنَةٍ جَمادِ

رَمَيْتَ ذوي العِنادِ وقد تمادَوا

سَفاهاً في العَداوَةِ والعِنادِ

بجيشٍ للمَنايا فيه جيشٌ

شديدُ البأْسِ في النُّوبِ الشِّدادِ

إذا ماجَ الحديدُ ضُحىً عليه

حَسِبْتَ البرَّ بحراً ذا اطِّرادِ

ببيضٍ أخلَصَتْ حتى أقامَت

عَمُودَ الصُّبحِ في ظُلَمِ الدآدي

وسُمْرٍ سُمَّرَتْ فيهنَّ زُرْقٌ

هَوادٍ في النُّحورِ وفي الهَوادي

إذا صَدَرَتْ عن الأجسادِ خِيلَتْ

مُضمَّخَةَ الصُّدورِ منَ الجِسادِ

فأَلبَسْتَ الخِلافةَ ثَوْبَ عِزٍّ

غداةَ لَبِستَ قَسْطَلَةَ الجِيادِ

وأنتَ مُظَفَّرٌ في يومِ سَعْدٍ

مَحا إشراقُه ظُلَمَ البِلادِ

رأيْنا اللَّيْثَ في غابِ العوالي

به والشمسَ في ظِلِّ الأيادي

سَلِمْتَ لنَشْرِ عارفةٍ رُفاتٍ

تَعُمُّ ودَفْعِ نائبةٍ نآدِ

فكم حلَّتْ بساحتِكَ الأماني

فلم يَصْدُرْنَ عن وِرْدٍ ثِمادِ

وكم قصدَتْكَ أبكارُ القَوافي

فلم يَقنَعْ نَوالُكَ باقتصادِ

أرى مَنَّ الحُسينِ بلا امتنانٍ

وإحسانَ الحسينِ بلا نَفادِ

خِلالٌ كلُّها رَوْضٌ أريضٌ

قريبُ العَهْدِ من صَوْبِ العِهادِ

يَفوزُ بها كريمٌ عن كريمٍ

ويَحويها جَوادٌ عن جَوادِ

زَفَفْتُ إليه من مَدحي عَروساً

مُعَرَّسةَ الهَوى في كلِّ نَادِي

بألفاظٍ عَذُبْنَ فهنَّ أشهى

إلى الصَّادي من العَذْبِ البُرادِ

سَوادٌ في بياضٍ لاحَ حتى

حَسِبناهُ بياضاً في سَوادِ

وإن بدأَتْ مواهبُه وعادَت

فمَدحي عائدٌ فيه وبَادِي

شرح ومعاني كلمات قصيدة سهادي فيك أعذب من رقادي

قصيدة سهادي فيك أعذب من رقادي لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي