سيدي والظنون فيك جميلة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سيدي والظنون فيك جميلة لـ ابن خلدون

اقتباس من قصيدة سيدي والظنون فيك جميلة لـ ابن خلدون

سيدي والظنون فيك جميلة

وأياديك بالأماني كفيله

لا تحل عن جميل رأيك إني

ما لي اليوم غير رأيك حيله

واصطنعني كما اصطنعت بإسدا

ء يد من شفاعة أو وسيله

لا تضعني فلست منك مضيعاً

ذمة الحب والأيادي الجميله

وأجرني فالخطب عض بناب

بيه وأجرى إلى حماي خيوله

ولو أني دعا بنصري داع

كنت لي خير معشر وفصيله

أنه أمري إلى الذي جعل الل

ه أمور الدنيا له مكفوله

وأراه في ملكه الآية الك

برى فولاه ثم كان مديله

أشهدته عناية الله في التم

حيص أن كان عونه ومنيله

العزيز السلطان والملك الظا

هر فخر الدنيا وعز القبيله

ومجير الإسلام من كل خطب

كاد زلزال بأسه أن يزيله

ومديل العدو بالطعنة النجلا

ء تفري ماذيه ونصوله

وشكور لأنعم الله يفني

في رضاه غدوه وأصيله

وتلطف في وصف حالي وشكوى

خلتي يا صفيه وخليله

قل له والمقال يكرم من مث

لك في محفل العلا أن يقوله

يا خوند الملوك يا معدل الد

هر إذا عدل الزمان فصوله

لا تقصر في جبر كسرى فما زل

ت أرجيك للأيادي الطويلة

أنا جار لكم منعتم حماه

ونهجتم إلى المعالي سبيله

وغريب أنستموه على الوحش

ة والحزن بالرضى والسهوله

وجمعتم من شمله فقضى الل

ه فراقاً وما قضى مأموله

غاله الدهر في البنين وفي الأه

ل وما كان ظنه أن يغوله

ورمته النوى فقيداً قد اجت

احت عليه فروعه وأصوله

فجذبتم بضبعه وأنلتم

كل ما شاءت العلا أن تنيله

ورفعتم من قدر قبل أن يش

كو إليكم عياءه وخموله

وفرضتم له حقيقة ود

حاش لله أن ترى مستحيله

همة ما عرفتها لسواكم

وأنا من خبرت دهري وجيله

والعدا نمقوا أحاديث إفك

كلها في طرائق معلوله

روجوا في شأني غرائب زور

نصبوها لأمرهم أحبوله

ورموا بالذي أرادوا من الب

هتان ظناً بأنها مقبولة

زعموا أنني أتيت من الأقوا

ل ما لا يظن بي أن أقوله

كيف لي أغمط الحقوق وأني

شكر نعماكم علي الجزيله

كيف لي أنكر الأيادي التي تع

رفها الشمس والظلال الظليله

إن يكن ذا فقد برئت من الل

ه تعالى وخنت جهراً رسوله

طوقونا أمر الكتاب فكانت

لقداح الظنون فينا مجيله

لا ورب الكتاب أنزله الل

ه على قلب من وعى تنزيله

ما رضينا بذاك فعلاً ولا جئ

ناه طوعاً ولا اقتفينا دليله

إنما سامنا الكتاب ظلوم

لا يرجى دفاعه بالحيله

سخط ناجز وحلم بطيء

وسلاح للوخز فينا صقيله

ودعوني ولست من منصب الح

كم ولا ساحباً لديهم ذيوله

غير أني وشى بذكري واش

يتقصى أوتاره وذحوله

فكتبنا معولين على حل

مك تمحو الاصار عنا الثقيله

ما أشرنا به لزيد ولا عم

رو ولا عينوا لنا تفصيله

إنما يذكرون عمن وفيمن

مبهمات أحكامها منقوله

ويظنون أن ذاك على ما

أضمروا من شناعة أو رذيله

وهو ظن عن الصواب بعيد

وظلام لم يحسنوا تأويله

وجناب السلطان نزهه الله ع

ن العاب بالهدى والفضيله

وأجل الملوك قدراً صفوح

يرتجي ذنب دهره ليقيله

فاقبلوا العذر إننا اليوم نرجو

بحياة السلطان منكم قبوله

وأعينوا على الزمان غريباً

يشتكي جدب عيشه ومحوله

جاركم ضيفكم نزيل حماكم

لا يضيع الكريم يوماً نزيله

جددوا عنده رسوم رضاكم

فرسوم الكرام غير محيله

داركوه برحمة فلقد أم

ست عقود اصطباره محلوله

وانحلوه جبراً فليس يرجي

غير إحسانكم لهذي النحيله

يا حميد الآثار في الدهر يا

ألطنبغا يا روض العلا ومقيله

كيف بالخانقاه ينقل عني

لا لذنب أو جنحة منقوله

بل تقلدتها شغوراً بمرسو

م شريف وخلعة مسدوله

ولقد كنت آملاً لسواها

وسواها بوعده أن ينيله

وتوثقت للزمان عليها

بعقود ما خلتها محلوله

أبلغن قصتي فمثلك من يق

صد فعل الحسنى بمن ينتمي له

واغنموا من مثوبتي ودعائي

قربة عند ربكم مقبوله

واصحب العز ظافراً بالأماني

واترك العصبة العدا مفلوله

واعتمل في سعادة الملك الظا

هر أن تمحو الأذى وتزيله

وتعيد الدنيا لأحسن شمل

حين تضحي بسعده مشموله

واطلب النصر من سعادته يص

حبك داباً في الظعن والحيلوله

وارتقب ما يحله بالأعادي

في جمادى أو زد عليه قليله

وخذوه فألاً بحسن قبول

صدق الله في الزمان مقوله

فلقد كان يحسن الفال عند ال

مصطفى دائماً ويرضى جميله

شرح ومعاني كلمات قصيدة سيدي والظنون فيك جميلة

قصيدة سيدي والظنون فيك جميلة لـ ابن خلدون وعدد أبياتها سبعة و ستون.

عن ابن خلدون

عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر. الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة، أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس، رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس، ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزين بزي القضاة محتفظاً بزي بلاده، وعزل، وأعيد، وتوفي فجأة في القاهرة. كان فصيحاً، جميل الصورة، عاقلاً، صادق اللهجة، عزوفاً عن الضيم، طامحاً للمراتب العالية، ولما رحل إلى الأندلس اهتز له سلطانها، وأركب خاصته لتلقيه، وأجلسه في مجلسه. اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر) مجلدات، أولها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها، وختم (العبر) بفصل عنوانه (التعريف بابن خلدون) ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل به من أحداث زمنه، ثم أفرد هذا الفصل، فتبسط فيه، وجعله ذيلاً للعبر، وسماه (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غرباً وشرقاً -ط) وله شعر. ومن كتبه: (شرح البردة) ، وكتاب في (الحساب) ، ورسالة في (المنطق) ، و (شفاء السائل لتهذيب المسائل-ط) .[١]

تعريف ابن خلدون في ويكيبيديا

أَبُو زَيْدٍ وَلِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَٰنِ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحَسَن بن مُحَمَّد بن جَابِر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَٰنِ بن خَلْدُوْن الْحَضْرَمِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ الشهير اختصاراً بِـ«ابن خَلْدُون»: عالمٌ من علماء العرب والإسلام برع في علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني والتاريخ بنى رؤيته الخاصة في قراءة التاريخ وذلك بتجريده من الخرافات والروايات التي لا تتفق والمنطق؛ ليكون أوّل من طبق المنهج العلمي على الظواهر الاجتماعية. امتهن الكتابة في ديوان الرسائل في شبابه وأصبح رسولاً بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس قبل أن يهاجر إلى مصر ويُقلد قضاء المالكية على يد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق؛ ترك مُراسلة الملوك وانصرف للدراسة والتصنيف وألّف عديد الكُتب كان من أهمها كتاب «العبر وديوان المُبتدأ والخبر في أيام العَرب والعَجم والبَربر وَمَن عاصَرَهُم من ذَوي السُلطان الأكبر» والذي عُرف اختصارًا بـ«تاريخ ابن خلدون». ومقدمة هذا الكتاب الشهيرة بـ«مقدمة ابن خلدون» والتي تعد كتاباً بذاتها. وُلد ابن خلدون في تونس زمن الدوّلة الحفصية، وقضى بها طفولته قبل أن يبدأ تنقله بين المُدن في المغرب العربي وبلاد الأندلس واعتكف وهو بالمغرب للدراسة، وأنهى مقدمته الشهيرة قبل هجرته إلى مصر ومنها توجّهَ لأداء فريضة الحج. دخل وسيطاً لحقن الدماء بين أهالي دمشق وجيوش تيمورلنك فكان ضمن القضاة المُرافقين للسطان المملوكي الناصر زين الدين فرج. في دمشق نزل بالمدرسة العادلية وأقام بها حتّى أتمّ مهمته. فيما عدا هاتين الرحلتين لم ينقطع عن مصر وكان مُعلماً في إحدى مدارس المالكية بالقاهرة وهي المدرسة القمحية، وكذلك في المدرسة الظاهرية البرقوقية عقب تأسيسها. خلال دراسته لأحوال الشعوب والمجتمعات اكتشف ابن خلدون علم العمران البشري وهو مُلخص حياة الدوّل وما تصل إليه من ازدهارٍ ثم اضمحلالٍ، ويهدف هذا العلم لدراسة أحوال الناس في أوضاعهم المعيشية والسياسية والدينية والاجتماعية وفق رؤيةٍ علميةٍ وتأريخ صحيح للمجتمعات من خلال إبعاد التأثيرات الخارجية لآراء المؤرخين الشخصية. لمؤلفات ابن خلدون أثرٌ كبير في الفكر العالمي إذ يُعدُّ أول من درس نشوء وتفكك الدوّل وفق رؤيةٍ كاملة شملت النُظم السياسية والاجتماعية والسياسات الاقتصادية والنقدية إضافة لمستوى التقدم في العُمران المدني، هذه الأفكار جعلت منه شخصيةً مركزيةً في الدراسات المعاصرة له قبل انهيار الحضارة الإسلامية، وشكّل عند العجم منارةً علميةً في العلوم السياسية والاقتصاد فدُرست مؤلفاته وتُرجمت إلى عدّة لغات، وأولُ هذه الدراسات كانت على يد جاكوب خوليو الذي تتبع فكر ابن خلدون وألّف كتابه المعنون رحلات ابن خلدون عام 1636. تُرجم الكتاب إلى اللغات اللاتينية والفرنسية واليونانية. يُعدُّ ابن خلدون أوّل عالمٍ دوّن سيرته الشخصية كاملةً حيث اشتملت أجزاء تاريخه -مؤلفه الأكبر- على تفاصيل حياته كلِّها، وما عاناه أثناء ولادة وموت الممالك في المغرب العربي إضافةً لما رآه أثناء الإقامة في مصر ووساطته مع تيمورلنك ورحلته لأداء فريضة الحج.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن خلدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي