سيد الرسل وأم المؤمنين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سيد الرسل وأم المؤمنين لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة سيد الرسل وأم المؤمنين لـ أحمد محرم

سيّدُ الرُّسُلِ وأمُّ المؤمنينْ

بشِّرِ الأبطالَ بالنّصرِ المُبينْ

خرجت في الجيشِ ترجو ربَّها

عِصمةَ الراجي وعونَ المستعينْ

ينصرُ الحقَّ ويقضي أمره

إن رماه كلُّ أفَّاكٍ مَهينْ

اصبري إن جلَّ أمرٌ إنّها

يا ابنةَ الصِّديقِ دُنيا الصالحينْ

أرأيتِ الأرضَ لمّا رجفتْ

إذ هَوى عِقْدُكِ بل لا تشعرِينْ

اقشعرّتْ وتمنّتْ لو هَوَى

كل عالٍ من رواسيها مَكِينْ

أنتِ في شأنكِ إذ تبغينه

وهي في همٍّ وغمٍّ وأنينْ

سوف يُبدي الخطبُ عن روعتِه

بعد حينٍ فاصبري حتى يَحينْ

رفعوا الهودَجَ والظنُّ بها

أنّها فيهِ وساروا مُدلِجِينْ

وانجلى اللّيلُ عن الخطبِ الذي

غادرَ الإصباحَ مُسَودَّ الجبينْ

أين غابت أيَّ أرضٍ نزلت

كيف غُمَّ الأمرُ هل من مُسْتَبِينْ

يا رسولَ اللهِ صبراً إنّها

في ذِمامِ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينْ

يا أبا بكرٍ رُويداً إنّنا

لَنراها في حِمَى الرُّوحِ الأمِينْ

رجعتْ واللّيلُ في بُرْدَتِه

دائمُ الإطراقِ كالشّيخِ الرزينْ

ذهب الجيشُ وأمستْ وحدَها

غيرَ أصداءٍ من الوادِي الحزينْ

خطرت في الجوِّ من أنفاسِها

خَطَراتٌ للأسى ما ينقَضِينْ

ماجَ كالبحرِ طغتْ أثباجُه

وارتمت أهوالهُ حولَ السّفِينْ

نام عنها الهمُّ لمّا رقدت

فَهْوَ في الأحشاءِ مكتومٌ دفينْ

وأتى صفوانُ ما يبدو له

غيرُ شيءٍ ماثلٍ للنّاظرينْ

يُرسِلُ الطرفَ ويَمشِي نحوها

مِشيةَ المُرتابِ في رِفقٍ ولينْ

عرف الخطبَ فما أصدقَهُ

حين يدعو دعوةَ المسترجعين

دعوةً رنَّتْ فلو قِيلَ اسمعوا

لَسمِعْنا اليومَ ترداد الرنينْ

أيقظت عائشةً من نومها

مثلما يُوقِظُها صوتُ الأذينْ

جفلَتْ منه فغطّتْ وجَهها

وهيَ في سِترين من عقلٍ ودينْ

يَصرفُ اللّحظَ كليلاً دُونها

خاشعَ القلبِ كدأبِ المتقينْ

قرَّب النّاقةَ منها ودعا

اركبي أُمّاهُ مُلِّيتِ البنين

أخذَ المِقْوَدَ يُمناً ومَضى

يتبع الماضِينَ من أهل اليمين

يَنتحِي يثربَ بالنّورِ الذي

يملأُ الدنيا ويُعيي المطفئين

نشروا الإفكَ فساداً وأذىً

وعلى اللَّهِِ جَزاءُ المفسدِينْ

لا ينالُ الحقَّ في سُلطانِه

كذبُ الحَمقى وإفكُ المرجِفين

يا لها من عُصبةٍ فاسقةٍ

هاجها للشرِّ شيخُ الفاسقين

وَجدتْ فيه زَعيماً حاذقاً

وإماماً بارعاً للمُفترِينْ

هكذا يا ابنَ أُبيٍّ هكذا

لا يكن شأنُك شأنَ المسلمين

انْفُثِ السُّمَّ وَخضها فتنةً

تَتلظَّى نارُها للخائضين

يا ابنةَ الصِّديقِ صبراً ليته

ألمُ المرضَى وَهَمُّ الموجعينْ

يا لها من علّةٍ لو تعلمين

إنّها أبرحُ ممّا تشتكين

أعقبَ البشرَ عُبوسٌ وبدا

من رسولِ اللهِ ما لا ترتضِينْ

كيفَ تِيكُمْ ليس من عادته

كيف تيكم يا لهم من مجرمين

غَيَّروه فلوى من عِطفِه

وطوى من لُطفِهِ ما تعهدينْ

وهو يُخفِي لك ما لا ينقضي

من هوىً صافٍ وشوقٍ وحنينْ

سَجَن السرَّ وكم من روعةٍ

لكِ يا أُمّاهُ في السِّرِّ السجينْ

أنصتي فالليلُ مُصغٍ أنصتي

وَقَع الخطبُ فماذا تصنعين

جاشتِ النَّفسُ ولجَّتْ رعدةٌ

لم تدع في القلب من رُكنٍ ركينْ

مِسْطَحٌ لا قرَّ عيناً مِسطحٌ

شبَّها ناراً تهولُ المُصطلينْ

فضحته عَثرةٌ من أُمِّهِ

فانظري كيدَ ذويكِ الأقربينْ

لا تلوميها إذا ما غَضبتْ

إنّها تَعلمُ ما لا تَعلمينْ

أرسلَتْها دَعوةً واحدةً

ليتها زادتْ على حَدِّ المِئينْ

تَعِسَ الثعلبُ ما أخبثَهُ

فَدَعِي بَدراً وآسادَ العرِينْ

رجعتْ في غمرةٍ من همِّها

لم تَبِتْ منها بليلِ الراقدينْ

لوعةٌ مشبوبةٌ في سَقَمٍ

في شآبيبَ من الدَّمعِ السخينْ

يا رسولَ اللَّهِ هل تأذنُ لي

إنّ بيتي بِمُصابي لَقمينْ

مُرْ ودَعْ همّي لأُمّي وأبي

إنما استأذنْتُ خيرَ الآمرِينْ

بَانَ حُسنُ الصَّبرِ والعزمُ انطوَى

وأرى السُّقمَ مُقيماً ما يَبينْ

قال ما شئتِ هلمِّي فافعلي

لكِ يا صاحبتي ما تُؤثِرينْ

ذهبتْ يحزنها أن لم تكن

طوَّحَ الدَّهرُ بها في الذَّاهبينْ

ثم قالت وهي تبكي عجباً

لكِ يا أُماه ماذا تكتمينْ

أفلا نبَّأتني ما زعموا

ويحهم ما حيلتي في الزاعمين

ظلموني ما رعوا لي حُرمةً

ربِّ كُنْ لي ما أقلَّ المنصفين

جزع الصدِّيقُ ممّا نابَهُ

إنه خَطبٌ يَهولُ الأكرمين

قال أُفٍّ لكِ من داهيةٍ

ما رُمينا بكِ في ماضي السِّنينْ

أفَلمَّا زاننا دِينُ الهدى

ساءنا منكِ حديثٌ لا يزين

كيف تيكم يا لها صاعقةً

أُرسِلَتْ من فمِ خيرِ المُرسلينْ

كيف تيكم كيف تيكم كلَّما

جاء إنّ اللَّهَ مولى الصَّابرينْ

اصبري يا ربَّةَ العِقْدِ الذي

زِينَ من عينيكِ بالدُّرِ الثمين

أوجعتها من عليٍّ شِدَّةٌ

هي من دأبِ الأُباةِ الأوّلينْ

سَلَّطَ الضربَ على مولاتها

أيُّ سرٍّ عندها للضاربين

أقسمتْ صادقةً ما علمت

غيرَ ما يدفعُ دعوى الواهمين

التُّقَى والبرُّ في تاجَيْهِمَا

هل رأى التاجَيْنِ أعلى المالكين

مرحباً بالحقِّ يَحمِي جُندُهُ

ما استباحتْ تُرَّهاتُ المبطلين

مرحباً بالوحي يجلو ما طَوتْ

ظُلماتُ الشكِّ من نُورِ اليقينْ

مرحباً بالرُّوحِ يُلقي من عَلٍ

رحمةَ اللَّهِ تُغيثُ المؤمنين

فِتنةٌ جلّتْ فَلّما انكشَفِتْ

أزلفوا الشُّكرَ وراحوا راشدين

وتجلّت غَمرةُ الهادي فلا

رِيبَةٌ تَغشى ولا ظَنٌّ يرين

يا ابنةَ الصِّديقِ طِيبي وانعمي

ذاك حكمُ اللَّهِ خيرِ الحاكمين

ضرب القومَ بماضٍ مِخذَمٍ

من مواضيهِ فولّوا مُدبرين

سَقطوا صَرْعَى عليهم غَبرةٌ

من قتام البغيِ تُخزِي الظالمين

أمسك الصِّدِّيقُ من معروفهِ

يُنكِرُ الغدرَ وينهَى الغادرين

وطوى عن مِسْطَحٍ نِعمتهُ

ليرى حقَّ الكرامِ المنعمين

عاله دهراً فلمّا خانه

رَاحَ يَجزيه جَزاءَ الخائنين

سُنَّةُ العدلِ قضاها مَن قَضَى

سُنّةَ الرحمةِ بين الراحمين

نزل الذكرُ بها قُدسيَّةً

فعفا النَّاقِمُ وارتاحَ الضنين

اجعلِ الخيرَ قريناً إن أبى

كلُّ غاوٍ إنّه نِعمَ القرين

جلَّ ربّي وعلا كلُّ امرئٍ

بالذي يكسبُ من أمرٍ رهين

شرح ومعاني كلمات قصيدة سيد الرسل وأم المؤمنين

قصيدة سيد الرسل وأم المؤمنين لـ أحمد محرم وعدد أبياتها ثلاثة و ثمانون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي