سيل همومي قد طغى عبابا
أبيات قصيدة سيل همومي قد طغى عبابا لـ إبراهيم عبد القادر المازني
سيل همومي قد طغى عبابا
وجن حتى ملأ الشعابا
يا اليتني لو تدفع المصابا
ليت وتحلى الصبر المذابا
أدري لداء منهكي طبابا
يبلد الإحساس والألبابا
يفل حد الخطب إن أصبابا
ويذهب الأشجان والأوصابا
إني سمعت في الدجى اصطخابا
كأن في إهابه ذئابا
سيمت أذى فطلبت وثابا
مستهولاً ينتزع الصوابا
يهتك من فودك الحجابا
مثل الصدى قد عمر الخرابا
كأن حولي رمماً أسلابا
تفصل في مسامعي خطابا
وخلت أني ناظرٌ شبابا
تخالهم على الثرى ثيابا
بيضاً وطوراً تجتلي ضبابا
منهم يغطي الأفق والرحابا
ويحجب الأطواد والسحابا
تنكره إذا بدا أو غابا
فقمت أسعى نحوهم مرتابا
منجفلاً ومرة وثابا
يا ليتني لم أبتغ اقترابا
وليتني جانبتهم جنابا
أي قضاء قد مضى غلابا
وأي خطبٍ قد رمى فصابا
وبز هذي الأنفس الصعابا
أرواحها وأولغ الذئابا
في دمعها ووسد الترابا
خدودها النواضر الراطابا
وبذر الرؤوس والرقابا
ونثل الكبود والعيابا
وفرق الخلان والأحبابا
وجمع الوحوش والعقابا
يا ويح أيدٍ جنت المصابا
وهاجت السيوف والحرابا
وتخذت من الردى أسبابا
يا ممطراً على الورى عذابا
وراعيا جماجماً صلابا
ومجرياً دماءها عبابا
وظالماً لا يتقي حسابا
أجلك يبكي الحضر الغيابا
وتألف الوجوه الاكتئابا
وتركب الأرامل الصعابا
وتحمل الكواهل الهضابا
ليت الذي سن لنا القرضابا
يسمع لو يسطيع ذا الخطابا
من ذاهبٍ لا يرتجي إيابا
وسائل لا يحفل الجوابا
يلبس من دمائه جلبابا
متخذاً جراحه أكوابا
بكرهه ودمه شرابا
يا ملكاً أجبت إذا أهابا
خال الدماء ذهباً مذابا
فساقنا إلى الردى أغصابا
أجر وليدي واحتقب ثوابا
وكن معيناً لأبٍ قد شابا
يبكي ويستبكي لي السحابا
وزوجةٍ ألبسها المصابا
تسفى على واضحها الترابا
لا تجعلن ظلم العباد دابا
بل أنت لا تسمع لي خطابا
هل يرحم الضعيف والمصابا
ملكٌ يرى الرحمة فيه عابا
أدعو الذي أن أدعه أجابا
ثم ارتمي وافترش الصحابا
شرح ومعاني كلمات قصيدة سيل همومي قد طغى عبابا
قصيدة سيل همومي قد طغى عبابا لـ إبراهيم عبد القادر المازني وعدد أبياتها ثمانية و ستون.
عن إبراهيم عبد القادر المازني
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني. أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية. نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية. ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته. وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. له (ديوان شعر - ط) ، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن، قصة، و (قبض الريح - ط) ، و (صندوق الدنيا - ط) ، و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز - ط) و (بشار بن برد - ط) ، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و (الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط) .[١]
تعريف إبراهيم عبد القادر المازني في ويكيبيديا
إبراهيم عبد القادر المازني (10 أغسطس 1889 - 10 أغسطس 1949م) شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان. يستطيع الكاتب عن الشخصيات أن يختار المهنة التي تناسب الشخصيات التي يقدمها ولكن من الصعب أن يتخيل أحدا للمازني مهنة غير الأدب، «فخيل إليه أنه قادر على أن يعطي الأدب حقه، وأن يعطي مطالب العيش حقها، فلم يلبث غير قليل حتى تبيّن لهُ أنه خلق للأدب وحده، وأن الأدب يلاحقه أينما ذهب فلا يتركه حتى يعيده إلى جواره». حاول المازني الإفلات من استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثا غزيرا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز .[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ إبراهيم عبد القادر المازني - ويكيبيديا