سينقشع الغيم الذي قد تلبدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سينقشع الغيم الذي قد تلبدا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة سينقشع الغيم الذي قد تلبدا لـ جميل صدقي الزهاوي

سينقشع الغيم الَّذي قد تلبَّدا

فيبيضّ ليلي بعد أَن كانَ أَسودا

وغير بعيد أَن لَيليَ ينجلي

فَيبقى بأفق الشرق صبحاً موردا

تحملته حتى تضاءَل قالصاً

لصبح بدا والصبح أَجمل ما بدا

وما كنت ذاك الفدم يحسب ليله

خلافاً لما تأتي النواميس سرمدا

وَقَد كانَ قبل اليوم روضي قاحلاً

يعالج من شح الغمام به الصدى

وَكانَ يَعيش العَندَليبُ بمعزلٍ

عن الروض جم الهم إذ كانَ أجردا

وكنت ذممت العيش في الروض مثله

وأبعدت عنه لا أَرى فيه مقصدا

وَما رغبتي في الروض والروض قاحل

وَقَد طارَ عنه العندليب وأبعدا

وكنت أمنِّي النفس أن تدرك المنى

وأرجو زَمان العز أن يتجددا

أقول لها لا تيأسي فهي عسرة

ستذهب يوماً بعد أَن تبلغ المدى

عسى أَن يعود الروض غضاً كعهده

وَيرجع فيه العَندليب مغردا

إلى أَن رأَيت الدهر قد عاد راحماً

وَعاد زمان كان قد ضام مسعدا

إلى أَن رأَيت الروض يبسم للحيا

وَيشكر من قلب صميم له يدا

تجدد أَنفاس الرَبيع حياته

وتنبت من فيض لجيناً وعسجدا

وَحينئذ أَعلنت بالروض رغبة

وَحينئذ ألممت بالروض مخلدا

وقفت به في الصبح مستمعا إلى

قريض به ابن الطير يطرب منشدا

وأَي امرئ للشعر يسمع ثم لا

يهيم به إلا إذا كان جلمدا

وإني بشدو العندليب لمغرم

فماذا يثير العندليب إذا شدا

جعلت على سيارة ذات سرعة

إلى الشام أطوى فدفداً ثم فدفدا

فأَدركتها من بعد يوم وليلة

ومنها إلى بيروت قد جئت موفدا

فها أَنا ذا ألقى ببيروت حفوة

وأَشهد عزاً لم يكن لي لأشهدا

رَعى اللَه بيروتاً ومن كان نازِلاً

ببيروت أَو كانَت له تلك مولدا

رأَيت بها قوماً تلين طباعهم

وأَهلاً يعزون الغريب المبعَّدا

رجالاً رأوا في المجد عذراً لجهدهم

وَفي العلم مجداً لا يَزول وسؤددا

أَرى أَينما وجهت وجهي حديقة

وَفي جنبها للهو صرحاً ممردا

وللأدب الريان فيها محافلاً

وَللعلم فيها معهداً ثم معهدا

بماذا سوى علم به يكرم الفَتى

يريد الفَتى في الناس أَن يتفردا

وَما زلت قبلاً باسم بيروت هاتفاً

أَبيت له في كل وقت مرددا

فأَحببت بيروتاً وأَحببت أَهله

وكانَ عن الغايات حبي مجردا

وإني إذا ناديت بيروت صارخاً

يجاوبني من جانب الجبل الصدى

وكنت ببغداد أُكابد جفوة

وكانَ يسمّيني بها القوم ملحدا

مريضاً من الآلام يشكو أَمرَّها

فَلا الموت أَنجاني ولا الصبر أنجدا

رجوت سلاماً للشعوب يعمُّهم

وأَن لا يَكون المرء للمرء سيدا

وَقالوا ليَ احمد في البلاد همامها

فقلت لهم هاتوا هماماً لأَحمدا

ورب أَديب باتَ أسوان واجداً

يدير بوجه الليل طرفاً مسهدا

فلما أَراه الصبح ناصع وجهه

أَرى الصبح وجهاً للفجيعة أربدا

غدا يحمل الآلام وهي تمضُّه

وَراح حمولاً للشقاء كما غدا

وَهَذا جزاء الشاعر الأخرق الَّذي

إلى بلد جم الجهالة أَخلدا

وَما الموت ممقوت من الناس كلهم

وإن هابه من طاب عيشاً وأَرغدا

أَلَم يجدوا في باطن الأرض مرقداً

كما وجدوا في ظاهر الأرض مرقدا

وَما كانَ في موت امرئ العز من ردى

ولكن حياة الصاغرين هي الردى

تعبت لهم أَرجو بشعري صلاحهم

وَلِلَّه أَتعابي فقد ذهبت سدى

بلاد بها قد كنت أَمرح في الهَوى

وأَشرب من ماء أَبل به الصدى

وَلَم أَشك من دنياي إلا ظلامة

وَسهماً إلى قلب العراق مسددا

إذا المرء رامَ البعد عَن أَرض ذلة

فَلا يَنبَغي للمرء أَن يترددا

وَلا خير في غمد خلا من حسامه

وَلا في حسام ظل يصدأ مغمدا

وإن فراق الشيخ أَرضاً له بها

مُنىً مشهدٌ أَكبرْ بذلك مشهدا

وأَكبر منه أَن أُفارق بغتة

عَلى شغفي لَيلى لليلَى أَنا الفدى

وكنت وَلَيلى قبل أَن تصدع النوى

جميعين لا نَخشى النوى أَن تهددا

فَلما تفرقنا شكوت كَما شكَت

شقاء أَليماً ثم شملاً مبددا

كلفت بليلى وحدها دون غيرها

وَليلى شهاب غاب من بعد ما بدا

وإني إذا أَهدى لي الليل طيفها

جعلت ظلام الليل للعين إثمدا

وأَكثر مني شقوة في زمانه

صديق سقته الموت مراً يد العدى

وَلَيسَ وداع الشيخ قد شاب رأسه

وَداع فتى في أَول العمر أَمردا

وأَبدع أَلواح الهوى موقف به

تعانق للتوديع غيداء أَغيدا

شدا فاِنبرَت تشدو جواباً لشدوه

فأحسن بما تشدو وأحسن بما شدا

وإني امرؤ بغداد أَول بقعة

رضعت بها الآداب أصفى من الندى

وَما كنت في يوم عن الحق ساكتاً

وَلا فيه عن نصر الحقيقة قُعدُدا

معاذ العلى أَن يرجع الشعر ناكصاً

وَيجبن يوماً عن مكافحة العدى

ورب زَمان خلت لي فيه قربة

إلى الحق إلا أنني كنت مبعدا

وَكَم فجوة فيها الهداية ضلة

وَكَم شقة فيها الضلال هو الهدى

وإني على شيخوختي وَزَمانتي

أُريد بِشعري في الحياة التجددا

وَلا خير في شعر مضى اليوم عهده

وفي شاعر إن قالَ قال مقلدا

وَما شاعر العصر الجديد سوى الَّذي

على دولة الشعر القديم تمردا

ومن كانَ ذا روح مع العصر ثائر

فَلَيسَ يريد الروح منه ليجمدا

أَخو الشعر قد يردى ويُبقي وراءَه

على الدهر للأعقاب شيئاً مخلدا

فأَكبرْ بشعرٍ كان حراً كربِّه

وأَكبرْ بحرٍّ لا يَكون مقيدا

أَرى العلم يرمي للبعيد بقصده

وَلكنَّ منه الشعر أَبعد مقصدا

يريد أُناس منيَ الشعر جيداً

وَيأبى الضنى أَن أَنظم الشعر جيدا

أَنا اليوم في بيروت ضيف مكرم

وإن لبيروت على ضيفها يدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة سينقشع الغيم الذي قد تلبدا

قصيدة سينقشع الغيم الذي قد تلبدا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها سبعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي