شاهدت في زمني الآيات والعبرا

أبيات قصيدة شاهدت في زمني الآيات والعبرا لـ الغشري

شاهدتُ في زَمَني الآياتِ والعِبَرَا

حتى غدوْتُ بما عاينتُ مُعْتبرا

فكان كلُّ الذي عاينتُ في زمني

كطيفِ حُلْمٍ أَتَيٍ في ليلةٍ سحرا

إلاَّ نصيبيَ ما قدمتُه لغدٍ

وكلَّ تكبيرةٍ كبرتُها بُكُرا

يا ليتَ شعريَ ذنبي صار في كتبي

بالحق أم ليَ ربُّ العرشِ قد غفرا

وفي غدٍ أيّةَ الدارين أسكنُها

أجنَّة الخلد ذاتَ الفوز أم سقَرا

من أجل ذلك أرباب النهي تركوا

دنياهمُ ثم دمعُ العاقلينَ جَرَى

لم تَطَّبِيهمْ خريداتٌ تميسُ على

بُرْدِ الشباب بهنَّ المسكُ قد ظهرا

من كل فتَّانةِ العينيْنِ واضحةِ

الخدَّيْنِ ميَّاسةٍ مثلِ الشموسِ تُرَى

تَبْدُو وتبسمُ عن سِمْطٍ به دررٌ

ترى الجُمَانَ به قد فُصِّلَ الدررا

يا سائلي عن إجازاتِ المديحِ فخُذْ

مني جواباً يُريكَ الحقَّ منتشرا

فلا على مادح بالصدق يا أملي

ردٌّ على ما حوى من سادةٍ أُمَرَا

وإن يكنْ مادحاً بالكذْب يلزمه

ردٌّ لأجرةِ مدحٍ أيها الشُّعَرَا

وآخذُ الأجرِ أو من ليس يأخُذُه

كِلاهُما آثم في الكِذْبِ ليس مِرَا

وابنُ النِّسا الحيَّضِ المخلوقُ من حَمَأٍ

أيَسْتَحِقُّ مديحاً فامْعِن النظرا

واحمدْ إلهك أهلَ الحمدِ ليس له

في الخلقِ والأمرِ أعوانٌ ولا وزرا

ومن يسبِّحُهُ من في السماء ومن

في الأرضِ والفَلَك السيَّار والقمرا

منزَّهٌ عن شريكٍ ثم عَنْ ولدٍ

ربٌّ تعالى يَرَى الأشْياء وليس يُرَى

ثم الصلاةُ على المختارِ سيِّدِنا

ما رنّحَ البانَ هفَّافُ الضِّيا وسَرَى

قصيدة شاهدت في زمني الآيات والعبرا لـ الغشري وعدد أبياتها ثمانية عشر.

سعيد بن محمد بن راشد بن بشير الخليلي الخروصي. من شعراء القرن الثاني عشر.^[١]