شباب المرء ثوب مستعار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شباب المرء ثوب مستعار لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة شباب المرء ثوب مستعار لـ السري الرفاء

شَبابُ المَرءِ ثَوبٌ مُستعارُ

وأيامُ الصِّبا أبداً قِصارُ

طوَى الدَّهْرُ الجديدَ من التَّصابي

وليسَ لِمَا طوى الدَّهرُ انتشارُ

ولم نُعْطَ المُنى في القُرْبِ منه

فكَيفَ بها وقد شَطَّ المَزارُ

صدودٌ في التَّقارُبِ واجتِنابٌ

وشوقٌ في التَّباعُدِ وادِّكارُ

يَطولُ إذا تَقاصَرَتِ الَّليالي

ويقرُبُ إنْ تباعَدَتِ الدِّيارُ

لَحى اللهُ العِراقَ وساكِنيهِ

فما للحُرِّ بينَهُمُ قَرارُ

وجادَ المَوصِلَ الغَرَّاءَ غَيْثٌ

يَجودُ وللبروقِ به انسفارُ

كما انهلَّتْ مَدامِعُ مُستَهامٍ

تلهَّبُ منه في الأحشاءِ نارُ

ففي أيامِها حَسُنَ التَّصابي

وفي أفيائِها خُلِعَ العِذارُ

لياليَ كان لي في كلِّ يومٍ

إلى الحاناتِ حَجٌّ واعتمارُ

فعَنْ ذِكرِ القيامَةِ بي صُدودٌ

وعن ساحِ المساجدِ بي نِفارُ

ولي خِدْنانِ همُّهما المعالي

وشأُنهما السَّكينةُ والوَقارُ

وساقٍ تَضحَكُ الدُّنيا إليه

إذا ضَحِكَتْ بِكَفَّيْهِ العُقارُ

يَطوفُ بها وقد حَمَلَتْ حَباباً

كما حملَ السَّقيطَ الجُلَّنارُ

كأنَّ الشَّرْبَ ينتهبونَ ناراً

لها لَهَبٌ وليس لها شَرارُ

رأى الدهرُ اجتماعَ الشَّمْلِ مِنّا

فشتَّتَه وللدَّهرِ الخِيَارُ

وبَدَّلَني بأخدانِ المعالي

أُناساً فِعلُهُم شَيْنٌ وعَارُ

مَشَاجِبُ لستُ أغشاهُم ولا لي

من الأيامِ بينَهُمُ انتصارُ

هم شجرٌ من التمويهِ أكدَى

فلا ظِلٌّ لدَيْهِ ولاثِمارُ

فمغبوطٌ وليسَ له عَشاءٌ

ومَحسودٌ وليس له دِثارُ

ومقصورُ النَّدى قَصُرَتْ يَداه

فلا نَفعٌ لَدَيْهِ ولا ضِرارُ

ومعتصِبٌ بتاجِ المُلكِ فيهِ

إلى مَنْ رامَ نائلَهُ افتقارُ

أسيرٌ في يدِ الأيامِ راضٍ

بما يجري به الفلَكُ المُدارُ

إذا حكَمَ العبيدُ عليه فاضَتْ

لفَرْطِ الذُّلِّ أدمُعُه الغِزارُ

فما يَخْشى سَطاه الدهرَ جانٍ

ولا يَرجو نَداه الدهرَ جارُ

أَ أَقعُدُ بالعراقِ أسيرَ دَهْرٍ

غريباً لا أزورُ ولا أُزارُ

وفي غَربيِّ دِجلةَ لي محلٌّ

جِوارُ المِكرُماتِ له جِوارُ

وسيِّدُ مَعشَرٍ كَرُموا وسادوا

يُجيرُ على الخُطوبِ ويُستَجارُ

يَهُزُّ على النوائبِ منه عَضباً

حُساماً لا يُفَلُّ له غِرارُ

له من جَوهَرِ الآدابِ حَلْيٌ

وللأسيافِ حَلْيٌ مُستَعارُ

تَشبَّهَ في الفِعالِ به أُناسٌ

وأنَّى يُشبِهُ الشَّبهَ النُّضارُ

جلَتْ عَزَماتُه نُوَبَ اللَّيالي

كما يجلو دُجى اللَّيلِ النَّهارُ

وشادَ المجدَ بالأفضالِ حتَّى

تناهَى في العُلوِّ به الفَخارُ

فما فيه عن المعروفِ مَنعٌ

ولا فيه عن الحَمْدِ ازوِرارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة شباب المرء ثوب مستعار

قصيدة شباب المرء ثوب مستعار لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي