شجته بظهر الصالحية دور

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شجته بظهر الصالحية دور لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة شجته بظهر الصالحية دور لـ ابن قلاقس

شجَتْهُ بظهرِ الصالحيّةِ دورُ

أقام بها يبكي فليسَ يَسيرُ

منازلُ عفّى رسمَها بعد جِدّةٍ

سحابٌ أثارتْهُ الرياحُ غَريرُ

لئن أقفرتْ من شخصِ أسماءَ أدْوُرٌ

لقد عمَرَتْ منها الغداةَ صُدورُ

عجبتُ لها تنأى جفاً وخيالُها

يُلمُّ إذا جنّ الدُجى ويَزورُ

ولي عندَ زَوْرِ الطيفِ من طيبِ نَشْرِها

ومن فيضِ دمعي روضةٌ وغَديرُ

ولمّا بدَتْ أسماءُ يخطُرُ حولَها

كواعبٌ يصرَعْنَ البيبَ وحورُ

حكتْ ما بقلبي من غرامٍ روادفٌ

وما لي من صبرٍ لهنّ خُصورُ

وأبصرتُ كُثْباناً يميسُ يمينُها

غصونٌ ومن فوق الغصونِ بُدورُ

مَرَرْن بغِزْلانِ الصريمةِ فالتقى

أنيسٌ على حافاتِها ونَفورُ

ودانَيْنَ أكنافَ الحِمى فتشابهَتْ

ثغورُ أقاحٍ في الرُبى وثُغورُ

ألا قاتلَ اللهُ العيونَ فإنّها

تحكّمُ فينا عزةً وتَجورُ

تتبّعُ حبّاتُ القلوبِ كأنّها

لها عند حبّاتِ القلوبِ ثُؤورُ

أقاطعةً حبلَ الوصالِ ترفّقي

قليلاً فقلبي في يديكِ أسيرُ

نسيتُنّ عهداً قد عقدناهُ بيننا

وإني له يا هذه لذَكورُ

وما ذاك إلا أن بدا لك مَوْهِناً

فراعكَ بين العارضينَ قَتيرُ

وفيفاءَ تكبو الريحُ في جنَباتِها

ويرجِعُ عنها الطرفُ وهو حَسيرُ

تعسّفتُها ثبْتَ الجَنانِ ببازلٍ

تكادُ إذا استنّ الطريقُ تطيرُ

يقول الحُدا فيها وقد رُفعت من الد

ياجي لأسفارِ الصّباحِ سُتورُ

كأنّ بياضَ الصبحِ في حالِكِ الدُجى

من البيضِ مفتوقُ الأديمِ شَهيرُ

فقلتُ بعُدْتُمْ بل حكى وجهَ أحمدٍ

كذلك يسْري ضوؤه ويَنورُ

فقالوا جميعاً قد أصَبْتَ شبيهَهُ

لعمرُك ما في ذي المقالةِ زُورُ

أبا طاهرٍ فخراً بما قد حوَيْتَه

فما لك في أهلِ الزمانِ نظيرُ

محيّاك هذا ألبسَ العيدَ حُلّة

بها وجهُه للناظرينَ يَنورُ

أقمتَ منارَ العلمِ شرْقاً ومغرِباً

فأحكامُه طُراً عليك تَدورُ

حميتَ ببذْلِ الجودِ عِرْضَكَ فاحتَمى

وللعِرْضِ من بذْلِ المكارمِ سُورُ

أُريتَ سحابَ الجودِ في أفُقِ الدُجى

فبابُك من ماءِ السحابِ مطيرُ

فلا غرْوَ إذ كانتْ أياديكَ لم تزَلْ

تسُحّ النّدى أن لا يكونَ فقيرُ

إليك أتَتْ تطوي الفَيافي ركائبي

ولما يخِبْ ركبٌ إليك يَسيرُ

إذا لم تُجِرْنا من صروفٍ تواترتْ

علينا فمَنْ هذا سواكَ يُجيرُ

فلا زِلْتِ في عزٍ نجومَ سُعودِه

وإن طالتِ الأيامُ ليس تَغورُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة شجته بظهر الصالحية دور

قصيدة شجته بظهر الصالحية دور لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي