شددت على صدر الزماع حزامي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شددت على صدر الزماع حزامي لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة شددت على صدر الزماع حزامي لـ ابن حمديس

شَدَدْتُ على صَدْرِ الزّماعِ حِزَامي

وَجَرَّدْتُ من عزْمي شقيقَ حُسامي

وقمتُ نهوض العَوْدِ حُلّ عِقالُهُ

فأقعدَني المقدورُ عند قيامي

إذا صاحَ بي أمرٌ من اللّه صيحةً

رجعتُ ورائي والحبيبُ أمامي

وكيفَ أرى لي قصْد وجهي إليكمُ

إذا كانَ في كفّ القضاءِ زمامي

وما هي إلا غربةٌ مُسْتمرّةٌ

أرى الشيخَ فيها بَعْدَ سِنّ غلامِ

كأنّ قذالي بالقتير مُعَوَّضٌ

قبيلةَ سامٍ منْ قبيلةِ حامِ

وما شيّبَ الإنسانَ مثلُ تَغَرّبٍ

يَمُرّ عليه اليومُ منه كَعامِ

وهل رحتُ إلا طالباً بالنوى عُلاً

كأنّي منها للنّجوم مُسامِ

وإنّي لَسَهْمٌ في نفاذي وليتني

يُهدّبُ بي دارَ الأحبّةِ رامِ

أبا الحسن اسمعْ عذرةً قد بعثتُها

فلا زلتَ في عزّ قرين دوامِ

إذا لم تُطِقْ عن أرض قوْمٍ ترَحَّلاً

فرزقك ما استوعبته بمقامِ

وأعربتَ عن نفسٍ إليّ مشوقةٍ

كأنّ كلاماً منك طيّ كلامِ

أتاني كتابٌ منك نَمّقْتَ خطّهُ

كما دبّجَ الروضَ انسجامُ غمامِ

تناولتُهُ من كفّ مُهْدٍ كأنّما

بَرَدْتُ بعذبِ الماء حَرَّ أُوامِ

مَشَى في ضميري بالسرور كما مشَى

صَلاحُ شفاءٍ في فَسادِ سَقامِ

كأنّ كتابي باليمين أخذتُهُ

وقيل ليَ ادخلُ جنّةً بسلامِ

فلا تحسبوني قدْ تَسَلّيتُ عنكم

بطيبِ سَماعٍ أو بكأسِ مُدامِ

ولا ضحكتْ منّي وهل ضحكتْ وما

وضعتُ على فَضّ الدموعِ ختامي

متى كنتُ مختاراً على الوَصْل فُرْقةً

تُطيلُ إلى وِرْدِ اللقاءِ هيامي

ولا تحسبوني خائفاً قَطْعَ مَهْمَهٍ

يدومُ وأخفافُ المطيّ دوامِ

تَنَفّسَ منه الحرُّ في حُرّ وجنتي

تَنَفُّسَ قَيْنٍ في صقيلِ حسامِ

ولا ساكناً في ليلةٍ مُدْلَهِمَّةٍ

سَرَى ركبُها فيها اصطلاءَ ظلامِ

إذا ما رغا في الجوّ فحلُ سحابها

حَكى الثلجُ من شدقيه جَعْدَ لغامِ

ألمْ أُركبِ النّفْسَ اشتياقاً إليكمُ

غواربَ مخضرّ الغواربِ طامِ

ألم أكُ في الغَرْقى مُشيراً براحتي

فلم أنجُ إلا من لقاءِ حِمامي

ألم أفقدِ الشمسَ التي كان ضوءُها

يُجَلّي عن الأجفانِ كلّ ظلامِ

طمعتُ بهذا كلّه في لقائكمْ

لِتَغْرَمَ نَفْسٌ أُتْلِفَتْ بغرامِ

بقيّةَ أحبابي الذين حَوَتْهُمُ

مضاجعُ لم يُضْجَعْ بها لمنامِ

أخذتُ ذمامي مِنْ زماني عليكمُ

فما كان إلا غادراً بذمامي

تَفرّقتُمُ في البينِ في كلّ وُجْهَةٍ

نثيرَ جُمانٍ في انقطاعِ نظامِ

فَحزبٌ يكفُّ الدهرُ عنهُ عزيمَتي

وحزبٌ تردّ الرومُ عنهُ مَرامي

سأُعْطي بشيراً قال لي قد تجمّعوا

ثوابَ صلاتي طائعاً وصيامي

وأرْقُبُ يوماً فيهِ بالوَصْلِ تَلتقي

سجامُ دموعٍ بيننا بسِجامِ

متى آتكم يُنشَرْ لكم من ضريحه

دفينُ اغترابٍ لا دفينُ رغامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة شددت على صدر الزماع حزامي

قصيدة شددت على صدر الزماع حزامي لـ ابن حمديس وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي