شرح القصائد العشر/قصيدة عبيد بن الأبرص الأسدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

قصيدة عبيد بن الأبرص الأسدي

قصيدة عبيد بن الأبرص الأسدي - شرح القصائد العشر

قصيدة عبيد بن الأبرص الأسدي قال محمد بن عمرو بن أبي عمرو الشيباني: كان من حديث عبيد بن الأبرص ابن حنتم بن عامر بن فهر بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان: إنه كان رجلا محتاجا، ولم يكن له مال، فأقبل ذات يوم ومعه غنيمة له، ومعه أخته ماوية ليورد غنمه، فمنعه رجل من بني مالك بن ثعلبة، وجبهه، فانطلق حزينا مهموما لما صنع به المالكي، حتى أتى شجرات فاستظل هو وأخته تحتهن، فناما، فزعم أن المالكي نظر إليه نائما، وأخته إلى جنبه فقال:

ذَاكَ عَبِيدٌ قَدْ أَصَابَ مَيَّا. . . . . . . .يَا لَيْتَهُ أَلْقَحَهَا صَبِيَّا

فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ ضَاوِيَّافسمعه عبيد، فساءه، فرفع يديه نحو السماء، فابتهل، فقال: اللهم أن كان هذا ظلمني ورماني بالبُهتان فأدلني منه، ثم نام - ولم يكن قبل ذلك يقول شعرا - فأتاه آت في المنام بكبة من شعر حتى ألقاها في فيه، ثم قال له: قُم، فقام وهو يرتجز ببني مالك، وكان يقال لهم بنو الزنية فقال:

يا بَنِي الزَِّنْيَةِ مَا غَرَّكُمُ ؟. . . . . . . .لَكُمُ الوَيْلُ بِسِرْبَالٍ حَجَر

ثم اندفع في قول الشعر، فقال:

( أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ. . . . . . . .فَالقُطَبِيِّاتُ، فَالذَّنُوبُ )

( فَرَاكِسٌ، فَثُعَالِبَاتٌ. . . . . . . .فَذَاتُ فِرْفَيْنِ، فَالْقَلِيبُ )

ويروى ( فثُعيلبات ) وراكس وثعالبات: موضعان، والقليب: البئر.

( فَعَرْدَةٌ فَقَفَا حِبِرٍّ. . . . . . . .لَيْسَ بهَا مِنْهُمُ عَرِيبُ )

ويروى ( ففردة ) ويروى ( فقفا عبر ) وعريب: أحد، لا يستعمل إلا في النفي.

( وَبُدِّلَتْ مِنْ أَهْلِهَا وُحُوشاً. . . . . . . .وَغَيَّرَتْ حَالهَا الخُطُوبُ )

( أَرْضٌ تَوَارَثُهَا شَعُوبُ،. . . . . . . .وَكلُّ مَنْ حَلَّهَا مَحْرُوبُ )

شعوب: اسم للمنية، ويروى ( فكل من حلها ) ومحروب: مسلوب.

( إمَّا قَتِيلٌ، وَإِمَّا هَالِكٌ،. . . . . . . .وَالشّيْبُ شَيْنٌ لِمَنْ يَشِيبُ )

و ( إما قتيلا وإما هالكا ) يريد إما أن يكون ذلك المحروب قتيلا وإما أن يكون هالكا، وقوله ( والشيب شين لمن يشب ) يقول: أن لم يُقتل وعُمر حتى يشيب فشيبه شين له، وكانوا يستحبُّون أن يموت الرجل وفيه بقية قبل أن يفرط به الكبر.

( عَيْنَاكَ دَمْعُهُمَا سَرُوبَ. . . . . . . .كَأَنَّ شَانِيْهِمَا شَعِيبُ )

سروب: من ( سرب الماء يسرب )، والشعيب: المزادة المنشقة، والشأن: مجرى الدمع.

( وَاهِيَةٌ، أو مَعِينٌ مُمْعِنٌ. . . . . . . .مِنْ هَضْبَةٍ دُونَهَا لُهُوبُ )

ويروى ( أو معين معن ) ويروى ( أو هضبة ) وواهية: بالية، والمعين: الذي يأتي على وجه الأرض من الماء فلا يرده شيء، والممعن: المسرع واللهوب: جمع لهب وهو شق في الجبل، يقول: كأن دمعه ماء يمعن من هذه الهضبة منحدرا، وإذا كان كذلك كان أسرع له إذا انحدر إلى أسفل وفي أسفلها لهوب.

( أو فَلَجٌ بِبَطْنِ وَادٍ. . . . . . . .لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبُ )

فلج: نهر صغير، وقسيب الماء، وأليله، وثجيجه، وعجيجه: صوت جريه.

( أو جَدْوَلٌ فِي ظِلاَلِ نَخْلٍ. . . . . . . .لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ سُكُوبُ )

الجدول: النهر الصغير، وسُكُوب: أراد انسكاب فلم تمكنه القافية.

( تَصْبُو وَأَنّى لَكَ التَّصَابِي ؟. . . . . . . .أَنّى وَقَدْ رَاعَكَ المَشِيبُ ؟ )

تصبو: من الصبوة، يعني العشق، ( أنى لك ) أي كيف لك بهذا بعدما قد صرت شيخا ؟ وراعك: أفزعك.

( أن يَكُ حُوِّلَ مِنْهَا أَهْلُهَا. . . . . . . .فَلاَ بَدِئٌ، وَلاَ عَجِيبُ )

ويروى:

أن تَكُ حَالَتْ وحُوِّلَ منها أهلها. . . . . . . .فَلاَ بَدِئَ، وَلا عَجِيبُ

حالت: تغيَّرت عن حالها، وحُوِّلوا: نقلوا، والبدئ: المبتدأ، أي ليس أول ما خلا من الديار، وليس ذلك بعجب، وقد يكون بدئ بمعنى عجيب، رأيت أمرا بدينا وفريا: أي عجيبا.

( أو يَكُ قَدْ أَقْفَرَ مِنْهَا جَوُّهَا. . . . . . . .وَعَادَهَا المَحْلُ وَالجُدُوبُ )

جوَّها: وسطها، وعادها: أصابها وأصله من عيادة المريض، ويروى ( أو يك أقفر منها أهلها ) والمحل والجدب واحد.

( فَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ مَخْلُوسُهَا. . . . . . . .وكلُّ ذِي أَمَلٍ مَكْذوبُ )

المخلوس والمسلوب واحد، أي كل من أمل أملا مكذوب: أي لا ينال كل ما يؤمل.

( وَكلُّ ذِي إبِلٍ مَوْرُوثٌ. . . . . . . .وكلُّ ذِي سَلَبٍ مَسْلُوبُ )

ويروى ( مورثها ) أي يُورقها غيره، يقول: من كان له شيء سلبه من غيره فهو يُسلب يوما ايضا، ولم يدم ذلك له، أي يأتي عليهم الموت.

( وكلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ. . . . . . . .وَغَائِبُ المَوْتِ لاَ يَؤُوبُ )

( أَعَاقِرٌ مِثْلُ ذَاتِ رِحْمٍ ؟. . . . . . . .أو غَانِمٌ مِثْلُ مَنْ يَخِيبُ ؟ )

العاقر من النساء: التي لا تلد، ومن الرمال التي لا تُنبت شيئا، وأراد بذات رحم الولود، أي لا تستوي التي تلد والتي لا تلد، ولا يستوي من خرج فغنم ومن خرج فرجع خائبا.

( مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ. . . . . . . .وَسَائِلُ اللهَ لاَ يَخِيبُ )

قال ابن الأعرابي: هذا البيت ليزيد بن ضبة الثقفي.

( باللهِ يُدْرَكُ كلُّ خَيْرٍ. . . . . . . .وَالقَوْلُ فِي بَعْضِهِ تَلْغِيبُ )

تلغيب: أي ضعف، من قولهم ( سهم لغب )، إذا كانت قُذذه بطنانا، وهو رديء، ورجل لغب: ضعيف.

( واللهُ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ. . . . . . . .عَلاّمُ مَا أَخْفَتِ القُلُوبُ )

( أَفْلِحْ بمَا شِئْتَ، فَقَدْ يُبْلَغُ بال

ضَّعْفِ، وَقَدْ يُخْدَعُ الأرِيبُ )

ويروى ( أفلج ) بالجيم، و ( أفلح ) بالحاء من الفلاح وهو البقاء ؟ أي عش كيف شئت فلا عليك ألا تبالغ، فقد يدرك الضعيف بضعفه ما لا يدرك القوي، وقد يخدع الأريب العاقل عن عقله، ويروى ( فقد يدرك بالضعف ) قيل: سأل سعيد بن العاصي الحطيئة: من أشعر الناس ؟ قال: الذي يقول ( أفلح بما شئت. . .البيت ).

( لاَ يَعِظ النَّاسُ مَنْ لاَ يَعِظُ ال

دّهْرُ، وَلاَ يَنْفَعُ التَّلْبِيبُ )

ويروى ( من لم يعظ الدهر ) يقول: من لم يتَّعظ بالدهر فإن الناس لا يقدرون على عظته، والتلبيب: تكلف اللُّب من غير طباع ولا غريزة.

( إلاّ سَجِيَّاتُ مَا القُلُوبِ. . . . . . . .وَكَمْ يَصِيرَنْ شَائِناً حَبِيبُ )

( ما ) صلة، يقول: لا ينفع التلبيب الا سجيات القلوب، والشانئ: المبغض، يقول: كثيرا ما يتحول العدو صديقا ويروى ( إلا سجايا من القلوب ) يقول: لا ينفع إلا من كانت سجيته اللب.

( سَاعِدْ بِأَرْضٍ إذا كُنْتَ بِهَا. . . . . . . .وَلاَ تَقُلْ إنَّنِي غَرِيبُ )

ساعد: من المساعدة، أي ساعدهم ودارهم وإلا أخرجوك من بينهم، وقيل: ( لا تقل إنني غريب ) أي واتهم على أمورهم كلها، ولا تقل لا أفعل ذلك لأني غريب

( قَدْ يُوصَلُ النَّازِحُ النَّائِي، وَقَدْ. . . . . . . .يُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ القَرِيبُ )

النَّازح والنَّائي واحد، ويقطع: يُعق، والسُّهمة: النصيب، وذو السُّهمة: ذو السهم والنصيب يكون لك في الشيء، يقول: يعُق الناس ذا قرابتهم، ويصلون الأباعد، فلا يمنعنك إذا كنت في غربة أن تخالط الناس بالمساعدة لهم.

( وَالمَرْءُ مَا عَاشَ فِي تَكْذِيبٍ. . . . . . . .طُولُ الحَيَاةِ لَهُ تَعْذِيبُ )

يقول: الحياة كذب، وطولها عذاب على من أعطيها ؛ لما يقاسي من الكبر وغيره من غير الدهر.

( بَلْ رُبَّ مَاءٍ وَرَدْتُهُ آجِنٍ. . . . . . . .سَبِيلُهُ خَائِفٌ جَدِيبُ )

آجن: متغير، خائف: أراد إنه مخُوف المسلك، وقد يقوم الفاعل مقام المفعول، ويروى ( يا رُبَّ ماء صرى وردته ) جمع صراة، وهو المتغير الأصفر، ويروى ( وردت آجن ).

( رِيشُ الحَمَامِ عَلَى أَرْجَائِهِ. . . . . . . .لِلْقَلْبِ مِنْ خَوْفِهِ وَجِيبُ )

أرجاؤه: نواحيه، والوجيب: الخفقان.

( قَطَعْتُهُ غُدْوَةً مُشِيحاً. . . . . . . .وَصَاحِبِي بَادِنٌ خَبُوبُ )

مُشيحا: أي مُجدا، وبادن: ناقة ذات بدن وجسم، وخبوب: تخب في سيرها، قطعته: يعني الماء، ويروى ( هبطته ).

( عَيْرَانَةٌ مُؤْجَدٌ فَقَارُهَا. . . . . . . .كَأَنَّ حَارِكَهَا كَثِيبُ )

ويروى ( مُضبر فقارها )، قال أبو عمرو: المؤجد: التي يكون عظم فقارها واحدا، ومُضبر: مُوثق، وأصله من الإضبارة، وهي الحزمة من الكتب، والفقار: خرز الظهر، وحاركها: منسجها، والكثيب: الرمل، وصف حاركها بالإشراف والملاسة.

( أَخْلَفَ مَا بَازِلاً سَدِيسُهَا. . . . . . . .لاَ حِقّةٌ هِيَ، وَلاَ نَيُوبُ )

أخلف: أتى عليها سنة بعد ما بزلت، والسديس: ينبت قبل البازل، والبازل بعده، فإذا جاوز البزول بعده بعام قيل: مُخلف عام، ومُخلف عامين، وأعوام، و ( ما ) صلة، كأنه قال: أخلف بازلا، يقول: سقط السَّديس وأخلف مكانه البازل.

( كَأَنّهَا مِنْ حَمِيرِ عَانَاتٍ. . . . . . . .جَوْنٌ بِصَفْحَتِهِ نُدُوبُ )

أي كأن هذه الناقة حمار جون، والجون: يكون أبيض وأسود، وصفحته: جنبه، ويروى ( كأنها من حمير غاب ) وغاب: مكان، وندوب: آثار العض.

( أو شَبَبٍ يَرْتَعِي الرُّخَامَي. . . . . . . .تَلُفُّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ )

الشبب: الذي قد تم شبابه وسنه، والمشب والشبوب واحد، والرخامي: نبت، وتلفه: يعني تلف الثور، ولفها: إتيانها إياه من كل وجه، والهبوب: الهابة، ويروى ( يحفر الرخامي ) و ( يحتفر ).

( فَذَاكَ عَصْرٌ، وَقَدْ أَرَانِي. . . . . . . .تَحْمِلُنِي نَهْدَةٌ سُرْحُوبُ )

أي ذاك دهر قد مضى فعلت فيه ذلك، ونهدة: فرس مُشرفة، وسرحوب: سريعة سريحة السير سمحة، وقيل: طويلة الظهر.

( مُضَبَّرٌ خَلْقُهَا تَضْبِيراً. . . . . . . .يَنْشَقُّ عَنْ وَجْهِهَا السَّبِيبُ )

مُضبر: موثق، والسبيب ههنا: شعر الناصية، يقول: هي حادة البصر، فناصيتها لا تستر بصرها.

( زَيْتِيَّةٌ نَائِمٌ عُرُوقُهَا. . . . . . . .وَليِّنٌ أَسْرُهَا رَطِيبُ )

ويروى ( ناعم ) ونائم عروقها: أي ساكنة لصحتها، وليِّن: من اللين، وأسرها: خلقها الذي خلقها الله عليه، ورطيب: متثن، وقيل في قوله ( نائم عروقها ): أي ليت بناتئة العروق، وهي غليظة في اللحم.

( كَأَنَّهَا لِقْوَةٌ طَلُوبُ. . . . . . . .تَخِرُّ فِي وَكْرِهَا القُلُوبُ )

اللَّقوة: العُقاب، سميت بذلك لأنها سريعة التلقي لما تطلب، والقُلُوب: يعني قلوب الطير، ويروى ( تيبس في وكرها القُلُوب ).

( بَاتَتْ عَلَى إِرَمٍ عَذُوباً. . . . . . . .كَأنّهَا شَيْخَةٌ رَقُوبُ )

ويروى ( على إرم رابية ) والإرم: العلم، والعذوب: الذي لا يأكل شيئا، والرقوب: التي لا يبقى لها ولد، يقول: باتت لا تأكل ولا تشرب كأنها عجوز ثاكل يمنعها الثكل من الطعام والشراب.

( فَأَصْبَحَتْ فيِ غَدَاةٍ قِرَّةٍ. . . . . . . .يَسْقُطُ عَنْ رِيِشهَا الضّرِيبُ )

ويروى ( في غداة قر ) ويروى ( ينحط عن ريشها )، والضريب: الجليد، وضربت الأرض: إذا أصابها الضريب.

( فَأبْصَرَتْ ثَعْلَباً سَرِيعاً،. . . . . . . .وَدُونهُ سَبْسَبٌ جَدِيبُ )

ويروى ( فأبصرت ثعلبا من ساعة ) ويروى ( ودون موقعه شنخوب ) والشناخيب: رءوس الجبال، ويروى ( ودونها سربخ ) وهي أرض واسعة، ويروى ( فأبصرت ثعلبا بعيدا ).

( فَنَفَضَتْ رِيشَهَا وَوَلَّتْ. . . . . . . .فَذَاكَ مِنْ نَهْضَةٍ قَرِيبُ )

ويروى:

فَنَشَرَتْ رِيشَهَا فَاتْتَفَضَتْ. . . . . . . .وَلَمْ تَطِرْ، نَهْضُهَا قَرِيبُ

يقول: نفضت الجليد عن ريشها، والنهضة: الطيران، يقول: حين رأت الصيد بالغداة وقد وقع عليها الجليد نشرت ريشها، وانتفضت: رمت بذلك عنها ليمكنها الطيران، وإنما خص بها الندى والبلل لأنها أنشط ما تكون في يوم الطل، وقيل: لأنها تسرع إلى أفراخها، خوفا عليها من المطر والبرد، كما قال:

لاَ يَأْمَنانِ سِبَاعَ اللَّيْلِ أو بَرَداً. . . . . . . .إن أظْلَمَا دُونَ أَطْفَالٍ لَهَا لجب

وبيت عبيد يدل على خلاف هذا ؛ لأنه لم يقل إنها راحت إلى أفراخها، بل وصفها بأنها أصبحت والضريب على ريشها فطارت إلى الثعلب، يقول: هي قريب أن تنهض إذا ما رأت صيدها.

( فَاشْتَالَ وَارْتَاعَ مِنْ حَسِيسٍ. . . . . . . .وَفِعْلَهُ يَفْعَلُ المَذْؤُوبُ )

اشتال، يعني الثعلب: رفع بذنبه من حسيس العُقاب، ويروى ( من خشيتها ) و ( من حسيسها ) والمذءوب والمزءود: الفزع: ذُئِبَ فهو مذءوب.

( فَنَهَضَتْ نَحْوَهُ حَثِيثَةً. . . . . . . .وَحَرَدَتْ حَرْدَهُ تَسِيبُ )

نهضت: طارت نحو الثعلب سريعة، وحردت: قصدت، وتسيب: تنساب.

( فَدَبَّ مِنْ رَأَيِهَا دَبِيباً. . . . . . . .وَالعَيْنُ حِمْلاَقُهَا مَقْلُوبُ )

دبَّ: يعني الثعلب لما رآها.ويروى ( ودب من خوفها دبيبا ) والحماليق: عروق في العين، يقول: من الفزع انقلب حملاق عينه، وقيل: الحملاق جفن العين، وقيل: الحملاق ما بين المأقين، وقيل: الحملاق بياض العين ما خلا السواد، وقيل: العروق التي في بياض العين.

( فَأَدْرَكَتْهُ، فَطَرَّحَتْهُ. . . . . . . .وَالصَّيْدُ مِنْ تَحْتِهَا مَكْرُوبُ )

ويروى ( فخوَّنته ).

( فَجَدَّلَتْهُ، فَطَرَّحَتْهُ. . . . . . . .فَكَدَّحَتْ وَجْهَهُ الجَبُوبُ )

ويروى:

فَرَفّعَتْهُ فَوَضّعَتْهُ. . . . . . . .فكَدَّحَتْ وَجْهَهُ الجَبُوبُ

و ( الجبوب ) قالوا: هي الحجارة، وقيل: الأرض الصلبة، وقيل: القطعة من المدر، وقيل: وجه الأرض، وجدَّلته: طرحته بالجدالة، وهي الأرض.

( فَعَاوَدَتْهُ، فَرَفَّعَتْهُ. . . . . . . .فَأَرْسَلَتْهُ وَهْوَ مَكْرُوبُ )

( يَضْغُو، وَمِخْلَبُهَا فِي دَفِّه. . . . . . . .لاَ بُدَّ حَيْزُومُهُ مَنْقَوبُ )

يضغو: يصيح، والاسم الضُّغاء، ومخلبها: ظفرها، ودفه: جنبه، والحيزوم: الصدر منقوب ( مثقوب ) يقول: لابد حين وضعت مخلبها في دفه إنه منقوب، ولابد: لاشك، عن الفراء، وقال غيره: لابد لا ملجأ ولا وعل.آخر القصائد العشر، والحمد لله - جل جلاله - أولاً وآخراً، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه والعاملين من أمته.وقد تم ما أراد الله تعالى ووفق إليه من تحقيق شرح القصائد العشر ؛ والحمد لله على نعمائه، والشكر له - سبحانه - على توفيقه، وصلاته وسلامه على خاتم أنبيائه، وعلى آله وصحبه وأوليائه.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي