شرح المعلقات التسع/الحارث بن حلزة اليشكري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحارث بن حلزة اليشكري

هو الحارث بن حلزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل. شاعر جاهلي مشهور وصاحب إحدى المعلقات في الجاهلية هو يقابل عمرو بن كلثوم الشاعر الآخر ينتميان إلى وائل. الحلزة لقب والده وشهر به وهو في أحد معنيين إما البخيل، أو دويبة معروفة وقال قطرب إنه ضرب من النبات وبه سمي الحارث بن حلزة. لا نعرف الكثير عن حياته سوى موقفه الذي ألقى فيه هذه القصيدة وهو أحد الشعراء الذي شهروا بواحدة طويلة. سبب القصيدة:اجتمع بكر وتغلب للمفاخرة عند عمرو بن هند وفي ليلة المفاخرة هيأ الشاعر قصيدته، وجمع بعض شباب قبيان وأرادهم أن ينشدوها لكن لم يوفق أحد في إلقائها كما يريد شاعرنا، وكان به برص، وكان يكره ذلك لأن هند أم عمرو بن هند ستسمع القصيدة وسوف ينضحون أثره بالماء حتى لا يعديهم ولكنه لم يكن له بد من إلقائها. وفي يوم المفاخرة جلست هند وراء ستورها تسمع وكانت ترفع سترا بعد ستر لإعجابها بالقصيدة وقربته على مجلس عمرو ابنها. وحكم عمرو بن هند للحارث وبني بكر مما جعل آل تغلب يغضبون وينصرفون.وأمر عمرو بن هند ألا ينضح أثره بالماء. ولا نعرف عن الحارث بن حلزة سوى هذه الحادثة ولولا قصيدته هذه لظل مجهولا وانطوى اسمه شأن أي إنسان ولد في الجاهلية ومات دون أن يخلف أثرا، وكثير من نقاد الأدب لم يعترف بقصيدته هذه إحدى المعلقات منهم أبو عمرو الشيباني والخطابي صاحب جمهرة أشعار العرب إذ لم يضعها في المعلقات وكذلك حذفها الزوزني من معلقاته ولم يوردها. رأي النقاد فيه:قال أبو عمرو الشيباني لو قال الحارث هذه القصيدة في سنة لم يلم، ولكنه لم يعتبرها من المعلقات فلم يشرحها. قال ابن سلام في كتابه طبقات الشعر: أجود الشعراء قصيدة واحدة جيدة ثلاثة مفر: عمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة وطرفة بن العبد. قال صاحب كتاب شعراء النصرانية، إنه من شعراء الطبقة الأولى. ولعله اعتبره من أوائل الشعراء زمانيا. قالوا إنه ارتجل هذه القصيدة ارتجالا وشك في ذلك طه حسين وأنا معه في أنه لم يرتجلها أمام عمرو بن هند، وإنما بيتا ألفا قبل ذلك ثم ألقاها. في القصيدة إقواء فالقافية كلها مرفوعة ما عدا:

فملكنا بذاك الناس حتى

ملك المنذرين ماء السماء

والأقواء معروف عند الشعراء الجاهليين وممن سقطوا فيه النابغة الذبياني. لو أردنا الموازنة بين قصيدة الحارث وقصيدة عمرو بن كلثوم لرأينا أن قصيدة الحارث فيها الحكمة والاتزان والعقل أما قصيدة عمرو فهي قصيدة العاطفة والارتجال. هذه أهم الآراء التي يمكن أن نقولها عن الحارث.

المعلقة

آذنتنا ببينها أسماء

رب ثاو يمل منه الثواء

آذنتنا بعهدها ثم ولت

ليت شعري متى يكون اللقاء

بعد عهد لنا ببرقة شما

ء فأذني ديارها الخلصاء

فالمحياة فالصفاح فأعنا

ق فتاق فعاذب بالوفاء

فرياض القطا فأودية الشر

بب فالشعبتان فالأبلاء

لا أرى من عهدت فيها فأبكي

اليوم دلها وما يحير البكاء

وبعينيك أوقدت هند النا

ر أخيرا تلوي بها العلياء

فتنورت نارها من بعيد

بخزازى هيهات منك الصلاة

أوقدتها بين العقيق فشخص

ين بعود كما يلوح الضياء

غير أني قد أستعين على الهم

إذا خف بالثوي النجاء

بزفوف كأنها هقلة

أم رئال دوية سقفاء

آنست نبأة وأفزعها القن

اص عصرا وقد دنا الإمساء

فترى خلفها من الرجع والو

قع منينا كأنه إهباء

وطراقا من خلفهن طراق

ساقطات ألوت بها الصحراء

أتلهى بها الهواجر إذ كل

ابن هم بلية عمياء

وأتانا من الحوادث والأنب

اء خطب نعنى به ونساء

أن إخواننا الأراقم يغلو

ن علينا في قيلهم إخفاء

يخلطون البريء منا بذي الذن

ب ولا ينفع الخلي الخلاء

زعموا أن كل من ضرب الع

ير موال لنا وأنا الولاء

أجمعوا أمرهم عشاء فلما

أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء

من مناد ومن مجيب ومن تص

هال خيل خلال ذاك رغاء

أيها الناطق المرقش عنا

عند عمرو هل لذاك بقاء

لا تخلنا على غراتك إنا

قبل ما قد وشى بنا الأعداء

فبقينا على الشناءة تنمينا

حصون وعزة قعساء

قبل ما اليوم بيضت بعيون الن

اس فيها تعبظ وإباء

وكأن المنون تردي بنا أر

عن جونا ينجاب عنه العماء

مكفهرا على الحوادث لا تر

نوه للدهر مؤيد صماء

إرمي بمثله جالت الخي

ل فآبت لخصمها الأجلاء

ملك مقسط وأفضل من يم

شي ومن دون ما لديه الثناء

إيما خطة أردتم فأدو

ها إلينا تمشي بها الأملاء

إن نبشتم ما بين ملحة فالصا

قب فيه الأموات والأحياء

أو نقشتم فالنقش يجشمه النا

س وفيه الصلاح والإبراء

أو سكتم فكنا كمن أغم

ض عينا في جفنها أقداء

أو منعتم ما تسألون فمن حد

ثتموه له علينا العلاء

هل علمتم أيام ينتهب النا

س غوارا لكل حي عواء

إذا ركبنا الجمال من سعف البحر

ين سيرا حتى نهاها الحساء

ثم ملنا على تميم فأحر

منا وفينا بنات مر إماء

لا يقيم العزيز بالبلد السه

ل ولا ينفع الذليل النجاء

ليس ينجي موائلا من حذار

رأس طود وحرة رجلاء

فملكنا بذلك الناس حتى

ملك المنذر بن ماء السماء

ملك أضرع البرية لا يو

جد فيها لما لديه كفاء

ما أصابوا من تغلبي فمطلو

ل عليه إذا أصيب العفاء

كتكاليف قومنا إذا غزا المنذ

ر هل نحن لابن هند رعاء

إذ أحل العلياء قبة ميسو

ن فأدنى ديارها العوصاء

فتأوت له قراضبة من

كل حي كأنهم ألقاء

فهداهم بالأسودين وأمر الله

بلغ تشقى به الأشقياء

إذا تمنونهم غرورا فسا

قتهم إليكم أمنية أشراء

لم يغروكم غرورا ولكن

رفع الآل شخصهم والضحاء

أيها الناطق المبلغ عنا

عند عمرو هل لذاك انتهاء

إن عمرا لنا لديه خلال

غير شك في كلهن البلاء

من لنا عنده من الخير آيا

ت ثلاث في كلهن القضاء

آية شارق الشقيقة إذ جا

ؤا جميعا لكل حي لواء

حول قيس مستلئمين بكبش

قرطي كأنه عبلاء

وصتيت من العواتك لا تنه

اه إلا مبيضة رعلاء

فرددناهم بطعن كما يخر

ج من خربة المزاد الماء

وحملناهم على حزم ثهلا

ن شلالا ودمي الأنساء

وجبهناهم بطعن كما تنهز

في جمة الطوي الدلاء

وفعلنا بهم كما علم الله

وما إن للحائنين دماء

ثم حجرا اعني ابن أم فطام

وله فارسية خضراء

أسد في اللقاء ورد هموس

وربيع إن شمرت غبراء

وفككنا غل امرئ القيس عنه

بعد ما طال حبسه والعناء

ومع الجون جون آل بني الأو

س عنود كأنها دفواء

ما جزعنا تحت العجاجة إذا ولوا

شلالا وإذ تلظى الصلاء

وأقدناه رب غسان بالمنذ

ر كرها إذ لا تكال الدماء

وأتيناهم بتسعة أملا

ك كرام أسلابهم أغلاء

وولدنا عمرو بن أم أناس

من قريب لما أتانا الحباء

مثلها يخرج النصيحة للقوم

فلاة من دونها أفلاء

فاتركوا الطيخ والتعاشي وإما

تتعاشوا ففي التعاشي الداء

واذكروا حلف ذي المجاز وما

قدم فيه العهود والكفلاء

حذر الجور والتعدي وهل ين

قض ما في المهارق الأهواء

واعلموا أننا وإياكم فيما

اشترطنا يوم اختلفنا سواء

عننا باطلا وظلما كما تعتر

عن حجرة الربيض الظباء

أعلينا جناح كندة أن

يغنم غازيهم ومنا الجزاء

أم علينا جرى إياد كما

نيط بجوز المحمل الأغباء

ليس منا المضربون ولا قيس

ولا جندل ولا الحذاء

أم جنايا بني عتيق فمن يغد

ر زفإنا من حربهم براء

وثمانون من تميم بأيد

يهم رماح صدورهن القضاء

تركوهم ملحبين وآبو

بنهاب يصم منها الحداء

أم علينا جرى حنيفة أو ما

جمعت من محارب غبراء

أم علينا جرى قضاعة أم

ليس علينا فيما جنوا أنداء

ثم جاؤوا يسترجعون فلم تر

جع لهم شامة ولا زهراء

لم يخلوا بني رزاح ببرقا

ء نطاع لهم عليهم دعاء

ثم فاؤوا منهم بقاصمة الظه

ر ولا يبرد الغليل الماء

ثم خيل من بعد ذاك

مع الغلاق لا رأفة ولا إبقاء

وهو الرب والشهيد على يو

م الحيارين والبلاء بلاء

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي