شعشع الخمر وهات
أبيات قصيدة شعشع الخمر وهات لـ نسيب عريضة
شَعشِعِ الخَمرَ وهاتِ
الكأسَ من نارٍ ونور
علَّني أعلَمُ بعضَ
العِلمِ ما مَعنى السُرور
يا ندِيمي وانسَ ما
كان وما سوفَ يَصِير
ودَعِ العَتبَ على الدَهرِ
فلا تَدري الدُهور
قُم بنا نطلُبُ لَهواً
غيرَ عُودٍ وزُمُور
نَتَأمل مَسرَحَ الدُنيا
بِطَرفٍ لا يَحُور
تُبصِرُ الناسَ عليه
كألاعِيبٍ تَدور
كلُّهُم يَلعَبُ دَوراً
غيرَ ما يَخفِي الضَمير
إِنَّ ما لاحَ هو غيرُ
الذي خَلفَ السُتور
يا نديمي إِنَّ بعضَ الناس
إِن جُستَ الأمور
عالِمٌ يَبحَثُ طُولَ
العُمرِ ما بينَ السُطور
جامعٌ في صَدرِهِ ما
ليسَ تَحويه الصُدور
ما تُراه حازَ من
فَهمِ الأحاجي والجُذور
آه هل يَحترِمُ الأعلامَ
دُودٌ في القُبور
دَعكَ منه واقلِبِ
الصَفحةَ في سِفرِ الدُهور
يا نديمي إِنَّ بعضَ الناسِ
إِن جُستَ الأمور
ذو ثَراءٍ يَحسِبُ المالَ
غِنىً وَهو غُرور
يَملِكُ المالَ ولكن
هو للمالِ أجِير
دَعكَ منه واقلِبِ
الصَفحةَ في سِفرِ الدُهور
يا نديمي إِنَّ بعض الناسِ
إِن جُستَ الأمور
تاجرٌ يطلُبُ رِبحا
من بِضاعاتٍ ودُور
يَضرِبُ الخَمسَ بسُدسٍ
وصحيحاً بكُسور
يَسهَدُ الليلَ لِخَوفٍ
مِن مَتاعٍ أَن يَبُور
ثُم يَنسى المَتجرَ الأسمى
لدى حَسبِ الأجور
دَعكَ منه واقلِبِ
الصَفحةَ في سِفرِ الدُهور
يا نديمي إِن بعضَ الناس
إِن جُستَ الأمور
عاشقٌ يرقُبُ في
الظَلماءِ أنوارَ الخُدور
همُّهُ أن يتَلهَّى
بِنحُورٍ وثُغور
يقبلُ النفسَ على
مرأى قُدودٍ وخُصور
ما تُراه يَرتجي من
وَصلِ غاداتٍ وحُور
واذا ما شَبِعَ الجِسمُ
وأضناهُ الفُتور
أنزِلَ الحُبُّ عن العَرشِ
إلى سُوقِ الفُجور
دَعكَ منه واقلِبِ
الصَفحةَ في سِفرِ الدُهور
يا نديمي إِنَّ بعضَ الناسِ
إِن جُستَ الأمور
شاعرٌ مهنتهُ صَوغُ
القَوافي من شُعور
يَعشَقُ الحُسنَ وَيبني
في عُلى الجَوِّ القُصور
يَمتطي الشمسَ وَيَسعى
فوقَ هامات البُدور
وهوَ في الأرضِ يَجُرُّ
الرِجلَ تُدميها الصُخور
يأمُرُ الدَهرَ وَيَنهاهُ
بِبُهتانٍ وزُور
دَعكَ منه واقلِبِ
الصَفحةَ في سِفرِ الدُهور
يا نديمي إِنني أُبصِرُ
هل أنتَ بَصِير
ولَعَمري قد يَرى
السكرانُ ما يُخفي الضَمير
إِنَّ كلَّ الناس أشباهٌ
إذا زِحتَ السُتور
ليسَ في الدُنيا غنيّ
ليسَ في الدنيا فَقِير
لا عليمٌ لا جَهولٌ
لا عظِيمٌ لا حقِير
كلُّها حالاتُ وقتٍ
كَغبوقٍ وبُكور
كلُّها تَمثيلُ أدوارِ
على مَلهى العُصور
فالغِنى والفَقرُ إِن
كنتَ غَنياً في الشُعور
والنُهى والجَهلُ إِن
كنتَ عليماً في الصُدور
يا نديمي نحنُ مثل الناس
إِن جُستَ الأمور
كلُّنا أسرى حياةٍ
أذهلتنا عن نُشور
نُضرِمُ النارَ ولا
نَعلَمُ ما تَحوي القُدور
فاعطني الكأسَ وهاتِ
الخَمرَ من نارٍ ونُور
ثم أيقظني فإِن لم
أَصحُ من سُكرِ الغُرور
دَعكَ مني واقلِبِ
الصَفحةَ في سِفرِ الدُهور
شرح ومعاني كلمات قصيدة شعشع الخمر وهات
قصيدة شعشع الخمر وهات لـ نسيب عريضة وعدد أبياتها خمسة و خمسون.
عن نسيب عريضة
نسيب بن أسعد عريضة. شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي. ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك. وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن. له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و (أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و (ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية) .[١]
تعريف نسيب عريضة في ويكيبيديا
نسيب عريضة (1887 - 1946 م) شاعر وقاص سوري ولد في حمص، درس في دار المعلمين الروسية في الناصرة وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1905م، حيث عمل محرراً في بعض الصحف العربية. أسس مطبعة وأصدر مجلة «الفنون» عام 1912م. كان أحد مؤسسي الرابطة القلمية في نيويورك عام 1920 م، وقد ضمت هذه الرابطة كثيراً من أدباء المهجر في أميركا الشمالية. نشر عدة مقالات، وترجم عدة كتب عن الروسية. يتميز شعره بالرقة والحنين للوطن، وقد جَمعهُ في ديوان «الأرواح الحائرة»، الذي توفي قبل أربعة أيام من صدوره. له قصّتان: «الصمصامة» و«ديك الجن الحمصي». يقول نسيب بن أسعد عريضة في قصيدته «أم الحجارة السود» واصفاً مدينته حمص: حمص العديّة، كلنا يهواك ِ يا كعبة الأبطال، إنّ ثراكِ غمدٌ لسيف الله، في مثواكِ وهي القصيدة الشهيرة التي يقول فيها: يا دهر قد طال البعاد عن الوطنْ هل عودة تُرجى وقد فات الظعنْ خذني إلى حمصٍ[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ نسيب عريضة - ويكيبيديا