شقي أجنته الدياجي السوادف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شقي أجنته الدياجي السوادف لـ علي محمود طه

اقتباس من قصيدة شقي أجنته الدياجي السوادف لـ علي محمود طه

شقيٌّ أجنَّته الدياجي السوادفُ

سليبَ رقادٍ أرَّقته المخاوفُ

ترامى به ليلٌ كأنَّ سواده

به الأرض غرقى والنجوم كواسفُ

إلى أين تمضي أيها التائه الخطى

يساريك برقٌ أو يباريك عاصفُ

رأيتكَ في بحر الظلام كأنما

إلى الشاطئ المجهول يدعوك هاتفُ

تخوض الدُّجى سهمانَ والنجمُ حائر

يسائل من ذاك الشقيُّ المجازفُ

طريداً يفرُّ الوحشُ من وقع خطوه

ويعزبُ عن الصِّلِّ والصلُّ واجفُ

كأن إله الشرِّ يقتحم الورى

أو أن الردى في برده الرثِّ زاحفُ

فوا عجباً لم تحملِ الأرضُ مثله

ولا طاف منه بالدجنَّة طائفُ

يخاف الثرى مسراهُ وهو يخافه

وبينهما يسري الدجى وهو خائفُ

ترى أيُّ سرٍ في الظلام محجَّبٍ

أليس له من نبأة القلب كاشفُ

أجبْني طريدَ الأرض إني يهزني

إليك هوىً من جانب الغيب شاغفُ

فردَّدَ ذاك الطيفُ صوتاً محبَّباً

إليَّ كلحنٍ ردَّدته المعازفُ

وقال أجل إني الطريدُ وإنه

لسرٌّ تهز القلبَ منه الرواجفُ

أتسألكَ الأفلاك عني أنا الذي

رمته الدياجي والرعودُ القواصفُ

أجلْ إن ذاتي يا نجيَّ تنكرت

لعينك لكنَّ القلوبَ تعارَفُ

وما أنا إلا من بني الأرض ناءَ بي

مقيمُ عذابي والشقاءُ المحالفُ

وما كان هذا النوءُ والموج والدجى

ليرهبَ نفساً حقَّرتْ ما تصادفُ

سواءٌ لديها أشرق الفجرُ أم سجت

غياهبُ في سرِّ الدجى تتكاثفُ

هي الأرض مهدُ الشرِّ من قبل خلقنا

ومن قبل أن دبَّت عليها الزواحفُ

غذتها الضحايا بالجسوم فأخصت

وأترعها سيلٌ من الدمِّ جارفُ

وهيهات تشفي غُلَّةً من دمائنا

ويا ليتَ ترويها الدموعُ الذوارفُ

ولي قصةٌ يُشجي القلوبَ حديثُها

ويعجز عن تصويرها اليوم واصفُ

دعوتُ إلى حرِّية الرأي معشراً

ثقافتهم ضربٌ من العلم زائفُ

يرون بأنَّ العيشَ لذاتُ ماجنٍ

وأن قصاراهُ حُلىً وزخارفُ

إذا لمحوا نور الحقيقة أغمضوا

وقالوا ألا أين الضياءُ المشارفُ

عجبتُ لهذا العقل حُراً فما له

من الوهم يُمسي وهو في القيد راسفُ

هو الحقُّ في الكوخ الحقير فحيِّه

وليس بما تُزهي هناك المقاصفُ

هنا تصدقُ الإنسانَ عاطفةُ الهوى

إذا كذبت ربَّ القصورِ العواطفُ

لقد سئمت نفسي الحياةَ وما أرى

بديلاً عن الكأس التي أنا راشفُ

أيُجحد في الشرق النبوغُ ويُزدرى

ويشقى بمصر النابهونَ الغطارفُ

يجوبون آفاقَ الحياة كأنهم

رواحلُ بيدٍ شردتها العواصفُ

طرائدَ في صحراءَ لا نبعَ واحةٍ

يرقُّ ولا دانٍ من الظلِّ وارفُ

ألا إنَّ لي قلباً طعيناً تحوطه

عصائبُ تنزو من دمي ولفائفُ

أقلتهُ أحنائي ذماءً ولم أزَلْ

به في غمار الحادثات أجازفُ

كما رفَّ نسرٌ راشه السهم فارتقى

خفوقَ جناحٍ وهو بالدمِّ نازفُ

أتيتُ إلى هذا المكان تهزني

إليه عهودٌ للشباب سوالفُ

أردِّدُ فيها للطفولة والصِّبا

أحاديثَ شتَّى كلهن طرائفُ

أودِّعها قبل الفراقِ وإنني

أفارقها والقلب لهفانُ كاسفُ

إلى حيث ينمو الرأيُ حُراً تذيعه

من الحقِّ فيها ألسنٌ وصحائفُ

لعلّ بلاداً ما علتني سماؤها

ولا نبهتْ فيها لذكري عوارفُ

أعيش بها حُرَّ العقيدة هاتفاً

برأييَ إمَّا أسعدتني المواقفُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة شقي أجنته الدياجي السوادف

قصيدة شقي أجنته الدياجي السوادف لـ علي محمود طه وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن علي محمود طه

علي محمود طه المهندس. شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة. له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه) ، (وليالي الملاح التائه) و (أرواح شاردة) و (أرواح وأشباه) و (زهر وخمر) و (شرق وغرب) و (الشوق المائد) و (أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.[١]

تعريف علي محمود طه في ويكيبيديا

علي محمود طه المهندس (1901-1949) شاعر مصري من وضح الرومانسية العربية لشعره بجانب جبران خليل جبران، البياتي، السياب وأمل دنقل وأحمد زكي أبو شادي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي محمود طه - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي