شق الدجى عن نحره الفجر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شق الدجى عن نحره الفجر لـ ابن معصوم

اقتباس من قصيدة شق الدجى عن نحره الفجر لـ ابن معصوم

شَقَّ الدُجى عن نحره الفَجرُ

وَبَدَت عليه غَلائِلٌ خضرُ

واِفترَّ يبسمُ عن تبلُّجهِ

ضوءُ الصَباح كأَنَّه ثغرُ

وَالشَمسُ قد نهضَت لمشرِقها

فاِنهض بشمسِكَ أَيُّها البَدرُ

واِشفَع بها شمسَ الصباح وإِن

أَضحت وبدءُ شروقها العَصرُ

واِستَضحِكِ الدهرَ العَبوسَ بها

فبمثلها يُستَضحَكُ الدَهرُ

واِستجلِها بِكراً مُعتَّقةً

تَصبو إِليها العاتِقُ البِكرُ

حَمراءُ تَسطعُ في زجاجتِها

فكأَنَّها لو لم تذب جَمرُ

وَكأَنَّما إِبريقُها سَحَراً

إِذ قَهقَهَت لحَمامِه وَكرُ

جُليت على خُطّابِها فحكَت

عَذراءَ ما عَن وَصلِها عُذرُ

يَسعى بها ساقٍ لواحِظُه

سَكرى وَصفو رُضابِه خَمرُ

حلوُ الهَوى عَذبٌ مقبَّلُه

لكن مذاقُ مِطاله مُرُّ

أَو غادَةٌ رؤدٌ غدائِرُها

لَيلٌ وَضوءُ جَبينها فَجرُ

هَيفاءُ لَولا عَقدُ منطقها

لَم يستقلَّ بِرِدفها الخصرُ

خُرعُوبَةٌ جمٌّ محاسِنُها

لكنَّما إِحسانُها نَزرُ

في رَوضَةٍ وَشّى الرَبيعُ لها

حُللاً فطرَّزَ وشيَها القَطرُ

وَالبَرقُ شقَّ بمرجِها طَرَباً

جيبَ الحَيا فتبسَّم الزَهرُ

وَشَدَت بها الوَرقاءُ مَطربةً

فَتَمايسَت أَغصانُها الخُضرُ

واهاً لمجلِسنا وقد جمعَت

فيه المُنى وتهتَّك السِترُ

إِبريقُنا ذَهَبٌ وخمرتُه

ياقوتَةٌ وَحَبابُها دُرُّ

وليومِنا وَسُقاةِ أَكؤسِنا

صُبحٌ أَغَرُّ وأَوجهٌ غُرُّ

دعتِ المُدام إِلى الصَبوح به

من ليسَ يُثقلُ سمعَه وَقرُ

إِن لَم يَطِب سُكرٌ لشارِبها

فَمَتى يَطيبُ لشارِبٍ سُكرُ

فاِشرب ولا تقل الزَمانُ قَضى

أَن لا يَفوزَ بلذَّةٍ حُرُّ

شَملَ الزَمانَ ندى أَبي حسنٍ

فَصَفا وَزالَ بِيُسره العُسرُ

وَسرت تَهلَّلُ من أَنامِلِهِ

لبني الرَجاءِ سحائِبٌ عشرُ

سحبٌ ولكن وَدقُ صَيّبها

تِبرٌ ولَمعُ وَميضِها بِشرُ

فالخَلقُ من يُمنى يَدَيه لهم

يُمنٌ ومن يُسراهُما يُسرُ

وَحَكَت عوارفُه معارفَه

فتدفَّقا فَكِلاهُما بَحرُ

بَحرٌ وَلكن لجُّ نائِله

ما رَدَّ سائِلَ فَيضهِ نَهرُ

برَّت بإخلاصٍ سريرتُه

فهو التَقيُّ المخلصُ البَرُّ

أَسمِع بِهِ واِنظر إِليه تَجِد

خَبَراً يحقِّقُ صدقَهُ الخُبرُ

ذو هِمَّة كادَت لعزمتها

صُمُّ الصُخور يُذيبها الذُعرُ

لَو رامَ يَصطادُ النجومَ بها

لم يأَو وَكرَ سَمائِه النَسرُ

من دَوحة سُقيت أَرومتُها

ماءَ العُلى وَنَما بها الفَخرُ

فتهدَّلت أَغصانُها كرماً

زكت الفروع وأَنجبَ العِترُ

يا أَيُّها البَدءُ الَّذي شكرت

جَدوى يديه البَدوُ وَالحَضرُ

شعري بمدحك لا أَضنُّ به

فَلمثل مدحك يُنظمُ الشِعرُ

وإِليكها عِقداً مفصَّلة

لم يحلُ قطُّ بمثلها نحرُ

وافَت مُهنِّئة بمرتبةٍ

بك قَد سما لمقامها قَدرُ

واِسلم مدى الأَيّام مُرتَقياً

رُتباً يضيق لعدِّها الحصرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة شق الدجى عن نحره الفجر

قصيدة شق الدجى عن نحره الفجر لـ ابن معصوم وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن معصوم

علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم. عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الأصل، ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز، وفي شعره رقة. من كتبه (سلافة العصر في محاسن أعيان العصر-ط) ، و (الطراز- خ) في اللغة، على نسق القاموس، و (أنوار الربيع- ط) ، و (الطراز- خ) شرح بديعية له، و (سلوة الغريب- خ) وصف به رحلته من مكة الى حيدر آباد، و (الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة- خ) ، وله (ديوان شعر- خ) .[١]

تعريف ابن معصوم في ويكيبيديا

السيّد علي خان صدر الدين المدني الهاشمي الشيرازي نسبة إلى مدينة شيراز حيث دَرّس وتوفي، يعرف أيضا بـابن معصوم (10 أغسطس 1642 - ديسمبر 1709)، فقيه وأديب عربي حجازي مسلم عاش معظم حياته في الهند. ولد في المدينة المنوّرة في عائلة هاشمية شيعية اثنا عشرية سكنت في بلاد فارس لفترة من الزمن ثم عادوا إلى الحجاز. ينتهي نسبه إلى زيد بن علي. تلقَّى علومه في مسقط رأسه ثم هاجر إلى حيدر آباد سنة 1658م مع والده وأقام فيها حتى سنة 1703م متنقلاً بين مناصب عدة في سلطنة مغول الهند. ثم استعفى واستوطن شيراز واشتغل بالتدريس فيها إلى آخر أيام عمره حتى توفي فيها ودفن في الجامع الأحمدية (شاه جراغ). له مؤلفات عديدة في الفقه والأدب والشعر:رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين و سلوة الغريب وأسوة الأديب والدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة و سلافة العصر في محاسن أعيان عصر إلخ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن معصوم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي