شمس تفيض على أرض تباهيها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شمس تفيض على أرض تباهيها لـ الهمشري

اقتباس من قصيدة شمس تفيض على أرض تباهيها لـ الهمشري

شَمسٌ تَفيضُ عَلى أَرضٍ تُباهيها

جَداوِلاً مِن عُيونِ النورِ تُرويها

يا حَبَّذا شَمسُ آذارٍ وَبَهجَتِها

وَطولُ أَنفاسِها وَالحُبُّ يوهيها

تَرِفُ أَنوارُها فَوقَ الحُقولِ كَما

رَفَّت عَلى جَبهَةِ أَحلى أَمانيها

كَأَنَّها النورُ موسيقى لَها أُذنُ

بَينَ القُلوبِ تُغَنّيها فَتُضحيها

هُوَ الرَبيعُ إِذا هَبَت شَمائِلُه

هَزَّ البَسيطَةَ دانيها وَقاصيها

فَصلٌ جَميلٌ مِنَ الجِناتِ مَشرِقَةٌ

تُبدي الطَبيعَةَ فيهِ كُلَّ ما فيها

كَأَنَّ أَيّامَهُ وَالسِحرُ يُطلِقُها

أَحلامُ حَسناءَ طافَت في لَياليها

كَأَنَّما النورُ فَوقَ العُشبِ مَسرَحُها

وَالزَهرُ أَسرابُها رَفَّت عَلى فيها

زارَ الحُقولَ وَأَحيا كُلَّ نامِيَةٍ

فَتاهَتِ الأَرضُ في أَبهى غَواليها

وَصَبَّ في الزَهرِ أَعطاراً تَفوحُ بِها

وَلَقَّنَ الطَيرَ أَنغاماً يُغَنّيها

فَالجَوُّ بَحرٌ مِنَ الأَلحانِ مُصطَفِقٌ

غَشّى الحَدائِقَ حَتّى كادَ يُطميها

وَالريحُ هامِسَةٌ تَسري مولَهَةً

تَشكو هَوىً ظَلَّ طولَ الفَصلِ يُضنيها

كَأَنَّها في ثَنايا النورِ خافِتَةً

شَكوى مُحِبٍّ يَكادُ الشَوقُ يُفنيها

وَتَحسَبُ الزَهرَ وَالأَنداءَ تُضحِكُهُ

مُداهِناً سَطَعَت فيهِ لِآليها

تَسبيكَ حُسناً فَإِن أَهويتَ تَقطِفَها

مَدَّت لَها الشَمسُ أَيديها لِتُخفيها

وَالبُرتُقالُ نَواقيسٌ مُذهَبَةٌ

النَحلُ يَنقِسُها وَالريحُ تَحكيها

تُجيبُ شَدوَ غَديرٍ ماءُهُ سَلِسٌ

يَجري عَلى لُؤلُؤِ الحَصباءِ يُبريها

في رَوضَةٍ صَدَحَت أَطيارُها وَضَحَت

أَزهارُها حينَ جادَتها غَواديها

توحي إِلى العَينِ مِن أَنوارِها صُوَراً

شَتّى المَناظِرِ فَوقَ الأَرضِ توحيها

طَبِعنَ فيها فَلَو أَرسَت أَشِعَّتَها

عَلى خَلاءِ أَرتِها فِتنَةً فيها

فَقُم بِنا نَجتَلي نورَ الرَبيعِ عَلى ال

سُنبَلاوينِ وَنَلهو في ضَواحيها

وَنُرسِلُ الروحَ تَسمو نَحوَ فاتِنَها

خَلصانَة خَلَعَت عَنها أَمانيها

فَطالَما عَذَّبَتها مِن تَدُلُّلِها

وَطالَما أَرهَقَتها مِن تَجَنيها

وَتِلكَ لَو كُنتَ تَدري خَيرَ مَرحَلَةٍ

لِلأُنجُمِ الزُهرِ تَهدينا بِزاهيها

شرح ومعاني كلمات قصيدة شمس تفيض على أرض تباهيها

قصيدة شمس تفيض على أرض تباهيها لـ الهمشري وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن الهمشري

محمد بن عثمان الهمشري. متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة، ولد برأس البر (مصر) ، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي فترجم عنه بعض القصائد ومئات من القصص وكثيراً من روايات (الجيب) . وتولى التحرير في مجلة التعاون سنة 1934 إلى أن توفي بالقاهرة، وجمع نظمه في (ديوان - ط) صغير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي