شموس العلا ذرت ولاح سنا البدر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شموس العلا ذرت ولاح سنا البدر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة شموس العلا ذرت ولاح سنا البدر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شموس العلا ذرَّت ولاح سنا البدر

وليلُ النوى ولّى بمبتلج الفجرِ

وصاح هزار السر من كل روضةٍ

وصرحُ الهنا أعلاهُ قد غرَّد القُمري

وماست فنون العزّ تيها وقد غدت

زواهرها تزهو كما الأنجم الزُهر

وأضحت رياض المجد فردوس جنَّةٍ

ملائكها تتلو بها سورةٌ الفخر

وأقناسُها الأفراح والأمن واللُهى

وايناءها الأنوار تجنى من الدرِّ

وقد ضاءت الأمصار واعتزَّ رأسها

وأضحت كما الأطواد في معظم القدرِ

وناغت على الأغصان صادحَة الهنا

فبات الملا ولهان من حيث لا يدري

وميّاسةُ الخطّار أبدت خلاعةً

فصالت على الألباب في لينةِ الخصرِ

لها مقلة نجلاءُ فتانةُ الورى

بها تعضِدُ الاِرصاد في فعلة السحر

كذا جبهة غَرّاءُ فَتّانةُ الورى

وفي فرقها مثوى إلى الشمس والبدرِ

وجعدٌ يحاكي الليلَ والصدغُ دونهُ

طروسٌ لقد خطّت من السجعِ والنثرِ

وهنديُّ ذاك اللحظ صلّى مكبّراً

ويتلو على طُهرٍ لنا آيةَ النحرِ

وجوريُّ خدَّيها بياضٌ بحمرةٍ

كماءٍ أتاهُ المزج في حُمرةِ الخمرِ

وثغرٌ حكى الأَلماس نظماً ورونقاً

ولكن فما للماس من سُكَّر الثغرِ

وريقٌ لهُ الدرياق والشهد يعتزى

وقد فاق عن هذينِ في نشوة السكرِ

ولفظٌ هو المنظوم درٌّ عقودهُ

على جيد حسناء سمت خُرَّد الفكرِ

فما تلك إلّا بنت فكرِ خريدة

ببشرى قدوم الملك نادت على الجهرِ

هو الوامق الموموق من كل فطرةٍ

وزيرٌ أتى للكون من جودة الدهرِ

مليكٌ لهُ الإشفاق والرُحم دَيدنٌ

وودق عطاياهُ حكى وابل القطرِ

عدولٌ بني للعدل صرحاً ممرَّداً

وأنشأ للعلياء حصناً على الصخرِ

نصيرٌ أتى للشرع والحق ناصراً

مفيض إلهنا والرغد والرغس واليسرِ

خطيرٌ يسوس الناس بالعدل والتُقى

ويأمر بالمعروف في مقتضى الأمرِ

كبيرٌ عليُّ الذات بالمجد والنُهى

ولكنَّ في الأعمال ناءٍ عن الكبرِ

رفيعٌ وضيعُ القلبِ قد عمَّ حلمهُ

جميع الورى بالخير والأنس والبِرِّ

فخيمٌ لهُ فوق الكواكب منزلٌ

سناهُ يفوق الشمس في جبهة العصرِ

سني سناهُ سنَّ سُنّات عادلٍ

رحومٌ ينتجي الناس من صولة الضُر

شفوقٌ صدوقٌ طاهرُ الذيل صالحٌ

سما يوسفاً حسناً وقد فاق بالطهر

حكيم يراعي الحكم في عين حكمةٍ

سليمان قد ناداهُ دم يا أخا سرّي

كريمٌ حكى التيّارَ هطّالُ جودهِ

ولولا اختشاءُ الغرق اهماهُ كالغَمرِ

سخيٌّ فلم تُدرَك وفيّاتُ جودهِ

وأنّي يفي الإدراك في لجّة البحرِ

أياديه كالأمطار هطالة الجدا

تفيض على الأكوان غيثاً من التبر

وكم من فقيرٍ جاءَ يرجو مكارماً

وقد عاد ذا مالٍ سنيّاً عن الفقرِ

هو الواهب الآمال في كل بغيةٍ

هو المانح اللاجين من مالهِ الدثر

هو الكامل الأوصاف ذو الرشد والحجى

فأفديهِ بالأرواح من مفردٍ برِّ

عطوف أتى للكوت عطفاً ونعمةً

رؤوف تولّى الخلق خيراً بلا شر

عفيفٌ شريفٌ فاق مجداً وسؤدداً

نصيرٌ مجيرٌ ساد بالنصر والخفر

عليمٌ رقي بالفضل أفضل منبرٍ

طهورٌ حكت عنهُ لنا طيبةُ النشر

فصيحٌ له حسّان قد خرَّ ساجداً

بليغٌ لهُ سحبان يرنو على الذكرِ

جوادٌ ترى الجوزاءَ دون جواده

له همَّة علياءُ جلَّت عن الزجرِ

همامٌ شديد البأس لم يخشَ صائلاً

وصمصامهُ يتلو حذارِ من البترِ

إذا صال يوم الروع يلقي جحافلاً

يجذُّ شوى الأبطال بالبيض والسمر

يفرُّ من الآرام والعقد والنحر

ويسعى على الهيجاء بالطعن والسمرِ

شجاع يهز الكون افراط عزمه

ويلقى خميس الحرب بالضرب والدسرِ

بغيضٌ إليهِ السكر من نشوة الخمر

ويهواهُ للعسّال من وكزة الخِمرِ

مهيبٌ وفي الأزكان فخرٌ لذي النُهى

نقابٌ حوى الآداب طرّاً بلا حصرِ

فنون الورى ضمَّت خزائن صدرهِ

ومجهولها أضحى لديهِ بلا غفرِ

جميع الملا يثنون مدحاً لذاتهِ

ولم يبلغوا وصلاً إلى رتبة الشكر

فأنّي يُرى الإمكانُ في مدح سيدٍ

لقد شرَّف الأكوان في ليلة القدرِ

فلو كانت الأبحار نِقساً وبرُّها

طروساً بها الأرقام بالنثر والشعرِ

لما أنجزت وسعاً لبعض محامدِ

وما تلك في الأوصاف في منزلِ السطرِ

فما الشعر بالكافي لذي الحمد والثنا

ولكنَّهُ يُؤتى عن العجز بالعذر

وها عبدك الصعبيُّ يا سيّد الورى

من العجز خلّي المدَّ واجتاز بالجزرِ

بلطفك يا رحمان كن خير ناصرٍ

لحضرتهِ العليا وصنها من الغدرِ

ووفقهُ يا ذا الجود في كل مقصدٍ

وهبهُ بما يبغيهِ يسراً بلا عسرِ

فهذا الذي كنا باكناف ظلة

نميس بتيه الحور في سندسٍ خضرِ

ولما توارت قبل عنا شموسهُ

لبثنا نفي الدعوات للعَود والذَرِّ

وذا الآن مذ شقَّ الظلام صبيحهُ

فعدنا من الأنوار في ساعة الظهرِ

وأسدل فوق الناس أمناً وراحةً

وعدلاً وانصافاً ورُحماً مع السُرِّ

وأوقد في بيروت مصباح عدلهِ

ونوَّر لخطيها وأجلى غشا الصدرِ

وساجعها قد صاح أهلاً ومرحباً

فشرَّفت يا مولايَ لا كنتَ في هجرِ

ولا زلت في الإقبال والسعدِ والولا

ويرعاك طرف اللَهِ بالعزِّ والنصرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة شموس العلا ذرت ولاح سنا البدر

قصيدة شموس العلا ذرت ولاح سنا البدر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي