شوارد حظ لا يقر نفورها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شوارد حظ لا يقر نفورها لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة شوارد حظ لا يقر نفورها لـ مهيار الديلمي

شواردُ حظٍّ لا يَقِرُّ نَفُورُها

ورِبقةُ همٍّ لا يُفكُّ أسيرُها

وصحبةُ أيّام تُعَدُّ حظوظُها

قِصاراً إذا عُدَّتْ طِوالاً شهورُها

ونزعٌ بأطماعٍ ضعافٍ تمدُّها

أمانيُّ لم يَقبَلْ يميناً مُعيرُها

أمرُّ على عَميائها أستذلُّها

وآوِي إلى بَلهائها أستشيرُها

بوارقُ ما للعين إلا وميضُها

ولا للثرى العطشانِ إلا غُرورُها

تعجَّبُ من صبري وعندي خَلوبُها

ومُصعِقُها وعند غيري مَطيرُها

أجِدَّك لم يأنس فمي بثديِّها

فأسألُ عن أخلافها ما دُرورُها

وجاذبتها ثم استمرضرورةً

مَرِيرِي على ما ساءني ومَريرُها

كأنّي إذا لم أقضِ منها لُبانةً

وقد نضَبتْ أوطارُها ونُذورُها

وأنَّى تراني أغسلُ الدمَ موجَعاً

أو العارَ فاعلم ثَمَّ أنى عقيرُها

عطاءٌ على التقتير إلا غديرةً

تزاحَمَ حول الأَربعين قَتيرُها

غرابيبُ من لون الشبيبةِ وُقَّعٌ

أسَفَّ من الأيّام بازٍ يُطيرُها

تُقسِّي القلوبَ بعدها وحشةً لها

كأنَّ قلوبَ الغانيات وُكورُها

تُرِي بوجوهٍ أنها بجمالها

تصيدُ وما الأَشراكُ إلا شعورُها

أجاور في شيبي عيوناً قويةً

على جِزَلِ الشَّيبِ المغالطِ حُورُها

وكلّ بياضٍ فضلةٌ لا يليقُها

إذا لم يكن إلا السواد يَضيرُها

سلا جمرات البين بي كيف دُستُها

يوقَّدُ بالأنفاس تحتي سعيرُها

حملتُ بقلبي منهمُ وهو حَبَّةٌ

ومن عِيسهم ما لا تُقِلُّ ظهورُها

تلفتُّ بالأظعانِ رَفعاً ومَهبِطاً

تعوَّجُ لي أو تستقيمُ سطورُها

بعشواءَ من فرطِ البكاء كأنما

تواعدَ نارُ الحيِّ بَيْناً ونورُها

وفيمن نكِرتُ الحلمَ من جَزعٍ له

صبورُ مقاماتِ الوداع شكورُها

إذا أفحمتني قولةٌ فُصحتْ له

وأقتلُ ألفاظِ الإناثِ ذُكورُها

يدير كؤوساً مُرَّةً من لحاظه

وفي فيه أُخرَى حُلوةٌ لا يُديرُها

من العربيَّاتِ الكرائمِ درّةٌ

تُخاض إليها من تميم بحورُها

تلوم امشاعي في القناعة جالساً

فهل ثورةٌ تُرضِي المَعالي أثورُها

وأوحدني كما تريْنَ وعفَّ بي

فسادُ مودّاتٍ أرَى وفجورُها

وأبناءُ عَلاّتٍ أخوها غنيُّها ال

صريحُ ومولاها الهجينُ فقيرُها

وجوهٌ يصفِّيها النفاقُ وتحتَها

بطائنُ من غِشٍّ يشِفُّ كُدورُها

أضمُّ القوافي لي تفيءُ عليهِمُ

وليس وراء الخِدر إلا نُفورُها

وأوحشتها ممَّن تُقَلِّدُ أنه

سواءٌ حصاها عنده وشذورُها

وأن قياماً بالفِناء لذَودِها

أعزُّ إذا لم يَرعَ خِصباً مسيرُها

أفي نُصرة الأعرابِ من حسدٍ لها

ومنهم بَواديها ومنهم حُضورُها

وفي قومها من فارسٍ للسانها

عدوٌّ فسل في قيصرٍ مَن نصيرُها

لعلَّ غلاماً أدَّبَ الملكُ رأيَهُ

تئِطُّ به أرحَامُها فيُجيرُها

وما ضرَّ في غير الكُفاةِ ارتخاصُها

إذا ما غلَت عند ابن عيسى مهورُها

إذا ما دعتْ أفضى إليه افتراعُها

فكان فتاها مَن أبوه وزيرُها

سعى للمعالي سعيَها وهو يافعٌ

وأَكبرُها من ساد وهو صغيرُها

وهِيبَ وما طَرَّتْ خميلةُ وجهه

وأولَى النصولِ أن يُهابَ طريرُها

أراك وما أسديتَ بعدُ صنيعةً

يقول الرضا عنها ويَشهَدُ زُورُها

تَخالَفُ أقوالٌ عليك اتفاقُها

وتكثُرُ أوصافٌ إليك مصيرُها

لقد فخر النادي أبٌ عَدَلَ ابنَهُ

إذا خاف خجلاتِ الرجالِ فَخورُها

وفي شطَطِ الآمالِ فيك لنفسه

وأكثرُ آمالِ النفوس غُرورُها

لمدَّ على العلياء منك فنالها

يداً يذرَعُ الرمحَ الطويلَ قصيرُها

لكُم وفضةُ الآراءِ تبتَدِهونها

فتُصمِي إذا الآراءُ أشوَى فَطيرُها

وما وهنتْ فيما تُقلِّبُ دولةٌ

وأنتم لها إلا وفيكم جُبورُها

لقد علمتْ كيف اطِّرادُ نظامها

ليالِيَ إذ تُلقَى إليكم أمورُها

إذا ذُكرتْ أَسماؤكم هشَّ تاجُها

لأيّامه منكم وحنَّ سريرُها

حلفتُ بما يحيى الخير أحلَّه

ويوقدُ مما قَلَّدتْهُ ضُفورُها

رَعَوها الربيعَ فالربيعَ وعطَّنوا

عليها إلى أن ضاق عنها سيورُها

تساقُ الشهورَ والليالي هديَّةً

إلى ساعة تُوفَى بجَمْعٍ أُجورُها

ببطحاء لو ما أنبتَ الدمُ روضةً

لروَّضَ من جاري طُلاها صخورُها

لقد سرَّ سمعي ما استطاع مخبِّري

بودِّك والأخبارُ نَزْرٌ سرورُها

سلاماً ووصفاً واشتياقاً بغَيبةٍ

ذكتْ لوعتي منها وشبَّ زفيرُها

فإنّك للآداب والودِّ خاطبٌ

بشيرُ العلا فيما خَطبتَ بشيرُها

فقل كيف تنبو روضةٌ غاضَ برهةً

جدَا الماءِ عنها ثم فاضَ غديرُها

محاسنُ أيقظتَ العلا في طلابها

فقد نام هاديها وقام ضريرُها

فليتك إن كان المبلِّغ صادقاً

أجابك عفواً سهلُها وعسيرُها

فتحتُ لك الأبوابَ عنها وقد أَبَى

زماناً حفيظاها وحُصِّنَ سُورُها

لئن كانت الزَّبَّاءَ عِزّاً ومَنْعَةً

فأنت لها من غير جَدْعٍ قصيرُها

ولولا الودادُ ما بَرزنَ سوامحاً

وقد برَزتْ بالغانيات خدورُها

ولا عاقها في عَرضِها لمعاشرٍ

معارفَها عُجْمُ البصائر عُورُها

إذا اتسعتْ أيمانُها لعطيّةٍ

وراجعت الأخلاقَ ضاقت صدورُها

ولكنّها نفسٌ يطاعُ صديقها

على حُكمها فيها ويُعصَى أميرُها

تَمَلَّ بها لا طيبَ نشرٍ يفوتها

إذا لومستْ ولا جمالَ يبورُها

أزورُ بها دُورَ الملوك طليعةً

ترود لِيَ الأخلاقَ ثم أزورها

وفَسِّحْ لها في زينة الفِصحِ موضعاً

تقوم به تُتْلَى عليك عُشورُها

ونَلْ وأبوك العزَّ ما حنَّ فاقدٌ

وقام على السَّبْع الطِّباقِ مديرُها

وأوفَى بها شُعثٌ لكم يدرسونها

مزاميرَ يستوفي اللُّحونَ زَبورُها

مُكبِّين للأذقانِ يحتضنونها

يصانُ عن الصفح العنيفِ سُفورُها

تفوتكُمُ بالسمع والعينُ ما رأَتْ

ودلَّ على ما في القلوب نذيرُها

فأُقسمُ لو قُضَّتْ ضلوعيَ بعدها

لما التأمتْ إلا عليكم فُطورُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة شوارد حظ لا يقر نفورها

قصيدة شوارد حظ لا يقر نفورها لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي