شيب لغير أوانه يعتاد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شيب لغير أوانه يعتاد لـ الصاحب بن عباد

اقتباس من قصيدة شيب لغير أوانه يعتاد لـ الصاحب بن عباد

شَيبٌ لِغَيرِ أَوانِهِ يَعتادُ

داءٌ وَلكِن أَبطَأُ العُوّادُ

قَبل البَياضُ وَكَم بِقَلبِكَ عِبرَة

هَيهات أَن يَزَعَ البَياضَ سَوادُ

لَو دامَ مُعتَرِضُ القَتيلِ بِحالِهِ

لَرَضيتُهُ لكِنَّهُ يَزدادُ

أَو كانَ يَرضى بِالشَبابِ مُرافِقاً

لَقَنعتُ لكِن جُندُهُ أَبرادُ

أَو لَم يَكُن فَقدُ الشَبابِ نَقيصَةً

لَم تَشمُت الأَعداءُ وَالحُسّادُ

ما شَيَّبَتني أَربَعونَ صَحبَتُها

أَنّى وَلَم يَعلُ بِها الميلادُ

بَل شَيَّبَتني حادِثاتٌ أَخرجَت

آلَ النَبِيِّ الأَبطَحِيِّ شِدادُ

نَوَبٌ تُطَبِّقُ بِالحداد نِساءهُم

أَبَداً لَهُنَّ عَلى الكِرامِ حِدادُ

يا سادَتي مِن أَهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ

أَنتُم عتادي يَومَ لَيسَ عتادُ

كُلٌّ لَهُ زادٌ يَدلُّ بِحملِهِ

وَولاكُم يَومَ القِيامَةِ زادُ

أَنتُم سراجُ اللَهِ في ظُلَمِ الدُجى

لَو كانَ يَدري القابِس المُرتادُ

ها أَنتُمُ سُفُنُ النَجاةِ وَرافِعوا الد

دَرَجاتِ يَومَ تشاهَد الأَشهادُ

بُعِثَ النَبِيُّ وَلا مَنارَ عَلى الهدى

وَالرشدُ قَد ضُرِبَت لَهُ الأَسدادُ

فَهدى وَأَدّى لَيسَ بِفِكرُ في العِدى

وَالكفرُ دونَ جلادِهِ أَجلادُ

فَزها عَلى شَجرِ الرَشادِ ثِمارُهُ

وَأَتى عَلى زَرعِ الضَلالِ حصادُ

خُسِفَت بِهِ الأَصنامُ بَعد عُلُوِّها

فَكَأَنَّهُ ريحٌ وَهاتا عادُ

وَوَزيرُهُ وَأَثيرُهُ وَنَصيرُهُ

أَسَدٌ تَزِلُّ لِبَأسِهِ الآسادُ

ذاكَ اِبنُ فاطِمَة الَّذي عَزَماتُهُ

بيضٌ صَوارِمُ ما لَها أَغمادُ

مَن سَيفُهُ حوَت وَلا يُروى وَاِن

وَرَدَ الدِماءَ حياضُها الأَجساد

مَن عِلمُهُ لم يُبتَذِل بَكأ بِهِ

حاشاهُ من بِحرٍ لَهُ امداد

مَن بَأسُهُ لا بَأسَ ان عَظَّمتَهُ

عَن أَن تُقاسَ بِقَدرِهِ الأَندادُ

عَجِبَت مَلائِكَةُ السَماءِ لِحَربِهِ

في يَومِ بَدرٍ وَالجِيادُ جِهادُ

اِذ شاهَدَتهُ وَالمَنونُ تطيعُهُ

فيمَن يَهمُّ بِخَطفِهِ وَيَكادُ

أَفَحكاهُ عَنهُم جِبرئيلُ لأَحمدٍ

اِسنادُ مجدٍ لَيسَ فيهِ سِنادُ

صَرَعَ الوَليدَ بِمَوقِفٍ شابَ الوَلي

دُ لِهَولِهِ وَتَهاوَتِ الأَعضادُ

وَأَذاقَ عُتبَةَ بِالحُسامِ عُقوبَةً

حُسِمَت بِها الأَدواءُ وَهيَ تِلادُ

وَعَدا عَلى عِشرينَ يَعتَرّونَ بِال

عُزّى فَجادوا بِالحَياةِ وَبادوا

من كُلِّ أَبلَجَ من قُرَيشٍ سيفُهُ

من فَوقِ أَكنافِ السَماءِ نجادُ

أَحلافُ حَربٍ أَرضَعوا أَخلافَها

فَكَأَنَّهُم لِحُروبِهِم أَولاد

قَوم اِذا رَمَقَ الزَمانُ مَكانَهُم

أَقعى وَقالَ المَوتُ وَالمِرصادُ

وَرَأوا أَميرَ المُؤمِنينَ فَأَيقَنوا

أَنَّ الوهادَ تَطولها الأَطواد

يَفري الفَرِيَّ وَيَنزِلُ البَطلَ الكَمي

يَ وَحُلّتاهُ من الدِماءِ جِسادُ

ما كانَ في قَتلاهُ الّا باسِلٌ

فَكَأَنَّما صَمصامُهُ نَقّادُ

لَكَ يا عَلِيُّ دَعا النَبِيُّ بِخَيبَرٍ

وَالقَومُ قَد كَذَّبوا القِتالَ وَعادوا

فَأَخَذتَ رايَتَهُ بكفٍّ عُوِّدَت

عاداتِ نصرٍ لم تَزل تُعتادُ

فَصَدقتَهُم حَرباً غَدت نيرانُها

ثُمَّ اِنثَنَت وَالمُشرِكونَ رمادُ

وَثَلَلتَ مَعقِلَهُم لحرِّ جَبينِهِ

كَم قائِمٍ أَزرى بِهِ الاِقعاد

وَرَجعتَ مَنصورَ الجَبينِ مُظَفَّراً

في المُسلِمينَ دَليلُكَ الاِرشاد

كَم من رؤوسِ لِلضِّلالِ قَصَدتَها

فَتَبَرَّأت من حملها الأَجساد

وَاِذكُر لعمرُ اللَهِ عمراً عِندَما

أَورَدتَهُ اِذ أَعوزَ الايراد

جَبنَ الجَميعُ وَلا جموعَ تَطيقُهُ

وَالشرُّ منهُ مبدأ وَمَعادُ

حَتّى اِنبَرَيتَ لجسمِهِ فَبَرَيتَهُ

كَزنادٍ الوى مالَهُ اصلادُ

بَدَّدتَ شَملَ الكافرونَ بَصارِمٍ

في حَدِّهِ الاِشقاءُ وَالاِسعادُ

لَو رُمتَ أَسرَهُمُ لَهانَ وَاِنَّما

بِكَ أَن يَعُمَّ المُشرِكينَ نفادُ

مُلكتَهُم يَومَ الوَغى وَبَذَلتَهُم

وَكَأَنَّهُم مالٌ وَأَنتَ جَوادُ

كَرم يشارُ اِلَيهِ بِالأَيدي الطوا

لِ وَمَفخر بِالمُكرَمات يَشاد

وَعمومَةٌ وَخؤولَةٌ في هاشِمٍ

لهما بِأَعلى الفرقَدَينِ مهادُ

وَعبادةٌ لو قَسِّمَت بَينَ الوَرى

عادَ العِبادُ وَكلُّهُم عُبّاد

وَخطابَة جذب القرآنُ بِضبعِها

لَم يُحتَكَم قَسٌّ لَها وَاياد

وَشجاعَةٌ لَمّا اِستَمَرَّ مَريرُها

لَم يُرضَ عَنتَرَةٌ وَلا شَدّاد

وَتَزَوَّجَ الزَهراءَ وَهيَ فَضيلَةٌ

غَرّاءُ لَيسَ تَبيدُها الآبادُ

قَد جاءَ بِالحَسَنينِ وَهو موفِقٌ

لِلحُسنَيَينِ وَنَجمُهُ صَعّادُ

غادٍ إِلى الاِسلامِ يَحفظُ أَيدَهُ

لَو لَم يُحاوِل كيدَهُ أَو غادُ

قَد دَبَّت الطَلقاءُ نَحو ضِرارِهِ

تَقتادُها الأَذخالُ وَالأَحقادُ

مِن بَعدِ أَن فُتِحَ الطَريقُ وَضَيِّعَ ال

عَهدُ الوَثيقُ وَأُخلِفَ الميعادُ

يا بَصرَةُ اِعتَرَفي بِأَنَّ بَصائِراً

فَقَدت لَدَيكَ رمى بِهِنَّ عناد

يا كَربَلاءُ تَحَدَّثي بِبَلائِنا

وَبكربنا اِن الحَديثَ يعاد

أَسَدٌ نماهُ أَحمَدٌ وَوَصِيُّهُ

أَرداهُ كلبٌ قَد نَماهُ زِيادُ

لا يَشتَفي الا بِسَبي بَناتِهِ

وَحُداتُها التَخويفُ وَالاِيعادُ

وَالدينُ يَبكي وَالمَلائِكُ تَشتَكي

وَالجَوُّ أَكلَفُ وَالسِنونَ جَمادُ

لا بَأسَ اِنَّ اللَهَ بِالمِرصادِ وَالر

رجسُ الزَنيمُ إِلى الجَحيمِ يُقادُ

أَيا آلَ هِندٍ اِن عَثَرتُ بِحُبِّكُم

فَرَأَيتُ جَدّي عاثِراً يَنأَد

اِن لَم أَكُن حَرباً لحرب كُلِّها

فَنَفانيَ الآباءُ وَالأَجدادُ

اِن لَم أُتابِع لَعنَها فَتَرَكتُ دي

نَ الاِعتِزالِ وَتَركُهُ الحادُ

اِن لَم أُفَضِّل أَحمَداً وَوَصِيَّهُ

فَهَدَمتُ مَجداً شادَهُ عَبّادُ

يا سادَتي قَد صارَ هذا عادَتي

في حُبِّكُم يا حَبَّذا المُعتادُ

أَرجو بِهِ حُسنَ الشَفاعَةِ عِندَكُم

في يَومِ يَنتَظِمُ العبادَ معادُ

كَم شيعَةٍ تَصغي لِسِحرِ قَصائِدي

فَكَأَنَّما أَيّامُها أَعيادُ

وَمناصبين تَسمَّعوا وَقلوبُهُم

حَرّى تَفَتَّتُ دونها الأَكبادُ

يا أَيُّها الكوفِيُّ هذه غُرَّةٌ

في جَبهَةِ الدُنيا لَها اِفرادُ

قَد أُنشِدَت مِن حَيّ عبادِيَّةً

خَضَعت لَها الأَضدادُ وَالأَندادُ

أَنشد وجوِّد فهيَ مِفتاحُ التُقى

يُزهى بِها التَوحيدُ وَالاِنشادُ

وَاِذا سُئِلتَ لِقصدِها وَمقرِّها

فَالحَيرُ أَو كوفان أَو بَغداد

شرح ومعاني كلمات قصيدة شيب لغير أوانه يعتاد

قصيدة شيب لغير أوانه يعتاد لـ الصاحب بن عباد وعدد أبياتها ثلاثة و سبعون.

عن الصاحب بن عباد

إسماعيل بن عباد بن العباس بن أحمد بن إدريس أبو القاسم الطالقاني. وزير غلب عليه الأدب، فكان من نوادر الدهر علماً وفضلاً وتدبيراً وجودة رأي. استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي ثم أخوه فخر الدولة. ولقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة من صباه. فكان يدعوه بذلك. كما لقب ب (كافي الكفاة) . ولد في الطالقان (من أعمال قزوين) وإليها نسبته، وتوفي بالري ونقل إلى أصبهان فدفن فيها. له تصانيف جليلة، وشعر فيه رقة وعذوبة، وتواقيعه آية الإبداع في الإنشاء له معرفة وإلمام بالتفسير والحديث واللغة والتاريخ. قال الصاحب بن عباد: أشتهي أن أزور بغداد فأشاهد جرأة محمد بن عمر العلوي، وتنسك أبي أحمد الموسوي، وظرف أبي محمد بن معروف. له: (المحيط - خ) سبع مجلدات في اللغة، وكتاب (الوزراء) ، و (الكشف عن مساوئ شعر المتنبي-ط) ، و (الإقناع في العروض وتخريج القوافي-خ) ، و (عنوان المعارف وذكر الخلائف-خ) رسالة.[١]

تعريف الصاحب بن عباد في ويكيبيديا

أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس القزويني، الطالقاني، الاصفهاني، المعروف بالصاحب بن عباد و"كافي الكفاة"، كان من كبار علماء وأدباء الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مشاركا في مختلف العلوم كالحكمة والطب والمنطق، وكان محدثاً ثقة، شاعراً مبدعا، وأحد أعيان العصر البويهي. كان وزيراً، ومن نوادر الوزراء الذين غلب عليهم العلم والأدب.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الصاحب بن عباد - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي