صاح الحمى ببني الهيجاء فاعتزموا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صاح الحمى ببني الهيجاء فاعتزموا لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة صاح الحمى ببني الهيجاء فاعتزموا لـ أحمد محرم

صَاحَ الحِمَى ببني الهيجاءِ فاعتَزموا

وراحَ يهتزُّ في أبطالِهِ العَلمُ

جُندٌ من الحقِّ ما في بأسِه وَهَنٌ

عند اللّقاءِ ولا في دينهِ سَقَمُ

ما جالَ إلا انْجلَتْ عن مِصرَ أبؤسُها

ولا تبلَّج إلا انْجابت الظُّلَمُ

يُغضي عن الحربِ يستقصي وسائلَها

كالموتِ يهدأ حيناً ثمّ يَقتحمُ

شرُّ الجُنودِ غداةَ الحربِ مُنْقَلَباً

مَن كان يزعُمُ أن الحقَّ يَنهزِمُ

قُلْ للكنانةِ جدَّ القومُ فانتظِري

عُقبَى الوغَى وانظري ما تصنعُ الهِممُ

مَن كان يجهلُ في البانينَ موضعَهم

فالصَّاعدون بآمالِ البلادِ هُمُ

لولا يَذودونَ قوماً عن جَوانبها

طاحت قواعدُها أو طارتِ القِمَمُ

ليت المُدَمِّرَ تنهاهُ مَعاوِلُهُ

إذ يَنثنينَ وأمضاهُنَّ مُنثَلِمُ

أشقى الرجالِ بما تُملي وساوسُه

من ظَنَّ أنّ بناءَ اللهِ يَنهدمُ

وأكثرُ النّاسِ في أَحلامِه شططاً

من كان يَطمعُ أن تُستَعْبد الأُممُ

هو الجلاءُ وإن رِيعت له فئةٌ

يَودُّ ساداتُها لو أنَّهم خَدَمُ

ما أعجبَ القومَ رأيُ اللّاعبينَ بهم

حَقٌّ ورأيُ الجلائيّينَ مُتَّهَمُ

إن يُسألوا الهُون يُعطوهُ وإن طُرِدوا

عن موطن الذُلِّ ظنّوا أنهم ظُلموا

لا يهجعون ولا يفنَى لهم صَخَبٌ

إن جفَّ مُرْتَزَقٌ أو عزَّ مُغْتَنَمُ

تُغضِي البلادُ حياءً من لجَاجَتِهم

والحُرُّ يُغضِي عنِ العوراءِ يَحتشِمُ

رُسْلُ الصَّداقةِ من صرعى رسالتهم

حقُّ البلادِ ومن قتلاهم الشَّمَمُ

راحت تُخادعُ منهم كُلَّ مُختَبِلٍ

فما تَريعُ ولا يَنْأَى بها السَّأَمُ

لو أنَهم بذلوا الدُّستورَ تكرمةً

لمن يُبشِّرُهم بالحكمِ ما ندموا

هم خاصموا مصرَ ثم استرسلوا حَنَقاً

إلى الأُلى شرعوا العُدوان فاحتكموا

بني الكنانةِ كُفّوا عن مَقاتِلها

أما لها ذِمَّةٌ فيكم ولا رَحِمُ

إنّي أرى حادثاتِ الدّهرِ تصدمُها

وما تزالُ بها الأحزابُ تصطدمُ

الخَصمُ مُسْتوفزُ العُدوانِ مُرتقِبٌ

والشَّرُّ مُتَّقِدُ البُركانِ مُضطرِمُ

حَربٌ من العارِ ما يَفْرِي الكُماةَ بها

إلا المناصبُ والأموالُ تُلتَهمُ

عُودوا إلى الحقِّ يحميه غطارفةٌ

لم يَبْقَ من دونهم للحقِّ مُعتصَمُ

لا يعرِفون سوى الإيمان منزلةً

تعلو النفوسُ بها أو تعظم القيَمُ

أئمَّةُ الرُّشدِ جاءتهم رسالتُهم

فلا عَمىً حين جاءتهم ولا صَمَمُ

أتى بها من بقايا الرُّسْلِ مُنتَدبٌ

ما في شريعتِه أن يُعبدَ الصَّنمُ

مُوفَّقُ الرأي موفورُ النُّهى يقِظٌ

ما زَلَّ قطُّ لِسانٌ منه أو قلمُ

هذا الشّهيد الذي ما انفكّ من دمِه

في جَفْنِ كلّ فتىً بالمشرقَيْنِ دَمُ

شهِدتُ يومَ عليٍّ بعدَ مصرعهِ

فازددتُ في القلبِ جرحاً ليس يَلتئِمُ

صانَ الذّمارَ وأعلى شأنَهُ عَلَماً

صِينتْ به الحُرماتُ الغُرُّ والذِّمَمُ

حقُّ البلادِ عزيزٌ فيه مُمتنِعٌ

ما يُسْتباحُ ولا يَغشاهُ مُهتضِمُ

ما للكنانةِ إلا فارسٌ بَطلٌ

يحمي اللِّواءَ وإلا صارِمٌ خَذِمُ

إنّي أرى شُهداءَ النيل ما برحوا

مِلءَ الميادين والهيجاءُ تحتدِمُ

يَرمِي فريدٌ ويُرمَى بين رُفقتهِ

والحقُّ يَعبِسُ أحياناً ويَبتسمُ

لاَهُمَّ أدرِكْ حُماةَ الحقِّ مُنتصرِاً

إنّ الكنانةَ بالأحداثِ تَزدحِمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صاح الحمى ببني الهيجاء فاعتزموا

قصيدة صاح الحمى ببني الهيجاء فاعتزموا لـ أحمد محرم وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي