صاح بالوعظ شيب رأس مضي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صاح بالوعظ شيب رأس مضي لـ ابن المعتز

اقتباس من قصيدة صاح بالوعظ شيب رأس مضي لـ ابن المعتز

صاحَ بِالوَعظِ شَيبُ رَأسٍ مُضِيُّ

حَثَّني لِلتُقى وَقَلبي بَطِيُّ

وَأَراني وَجهَ المَنِيَّةِ مِن قُر

بٍ وَلَكِنَّني عَلَيها جَرِيُّ

سَحَرَتني الدُنيا وَعاداتُ لَذّا

تي فَجِسمي كَهلٌ وَقَلبي صَبِيُّ

أَصرَعُ العَقلَ بِالهَوى فَسِراجُ ال

راشِدِ مِن تَحتُ بِالظَلامِ خَفِيُّ

تَرَكَتني عَينُ الخَلِيُّ لِما بي

وَتَمَطّى عَلَيَّ لَيلٌ قَسِيُّ

غَيرَ لَيلاتي القَديمَةِ إِذ دَه

رِيَ غِرٌّ بِالحادِثاتِ غَبِيُّ

وَغُصونُ الدُنيا قَريبٌ جَناها

وَغَديرُ الحَياةِ صافٍ هَنِيُّ

لَم تَزَل بِالرَحيلِ دارُ سُلَيمى

يَتَهادى بِها المَها الوَحشِيُّ

مُشعَلَتٌ مِثلُ الفَساطيطِ قَدرُ

كَزَّ فيها الصِعادُ وَالخَطِّيُّ

وَمِنَ العُفرِ بارِحٌ وَسَنيحٌ

جامِدُ الظَلفِ قَرنُهُ مَلوِيُّ

وَثَلاثٌ حَنَّت لِنَوءِ رَمادٍ

يَأكُلُ الصُبحُ جَمرَهُ وَالعَشِيُّ

فَهيَ لِلريحِ كُلَّ يَومٍ وَلِلقَط

رِ غَريبٌ في رَبعِها الإِنسِيُّ

كُلُّ دارٍ لَها وَظيفَةُ دَمعٍ

مِن جُفوني حَتّى تَكِلَّ المَطِيُّ

عاقَبَتني شُرَيرُ بِالصَدِّ وَالهَج

رِ وَتَحتَ العِقابِ قَلبٌ جَرِيُّ

وَتَعَجَّبتُ مِن مَعاشِرَ دَسّوا

لِيَ شَرّاً وَاللَهُ كافٍ عَلِيُّ

حَذَراً أَيُّها الحَسودُ فَلا تَغ

فِر لِلَحمي فَإِنَّ لَحمي وَبِيُّ

أَنا جاهُ الناسِ الَّذي يَحمِلُ العِب

ءَ وَيُمري بِهِ الزَمانُ البَكِيُّ

ساحِبُ ذَيلٍ جَحفَلٍ يَملَءُ الأَر

ضَ كَما عَمَّ حافَتَيهِ الأَتِيُّ

راجِحٌ بي ميزانُ مُلكٍ وَمَجدٍ

لَيسَ فيهِ مِنَ الأَنامِ كَفِيُّ

ثُمَّ ظَنّي بِأَنَّ ما يَسعَدُ العا

قِلُ وَالحاسِدُ المُعَنّى الشَقِيُّ

ضَنَّ عَنّي فَلَم يَضِرني حَسودي

وَحَباني رَبٌّ عَلِيٌّ سَخِيُّ

وَفَلاةٍ عَمياءَ يَردى بِها السَفَ

رُ خَلاءٍ يَهابُها الجَنِيُّ

تَقِفُ العُصَّفُ الزَعازِعُ فيها

وَلَها قَبلَها جَناحٌ سَرِيُّ

قَد تَجاوَزتُها وَتَحتي سَبوحٌ

ذو مَطارٍ في عَدوِهِ مَهرِيُّ

وَيُمَدُّ الزِمامُ مِنهُ بِجِزعٍ

مِثلَ ما مُدَّ حَيَّةٌ مَطوِيُّ

كَاِبنِ قَفرٍ أَصابَ غَيثاً خَلاءً

جادَهُ صَوبُ وابِلٍ وَسَمِيُّ

وَأَجادَت بِلادُهُ بِنَباتٍ

عِرقُهُ بارِدُ الشَرابِ غَنِيُّ

قاعِداً في الثَرى يُطَيِّرُ ساقاً

يَتَمَشّى فيها شَبابٌ وَرِيُّ

وَلَهُ كُلَّما تَغَلغَلَ في الأَر

ضِ فِراشٌ مِنَ التُرابِ وَطِيُّ

فَخَلا مِنهُ آمِناً باغِيَ الطَل

عِ لَهُ مَشرَبٌ وَبَقلٌ جَنِيُّ

شاحِجٌ يَرفَعُ النَهيقَ كَما غَر

رَدَ حادٍ بِأَينَقٍ نَجدِيُّ

طابَ فيهِ لَهُ مَراحٌ وَمَغدىً

وَمَصيفٌ عِدٌ وَمَشتىً عَدِيُّ

فَلَهُ حينَ يَقبِضُ المالُ كَفَّي

هِ وَيَمشي النَهارَ بالٌ رَخِيُّ

شَغَلَتهُ لَواقِحٌ مَلَأَتهُ

عِبرَةً فَهوَ خَلفَهُنَّ كَمِيُّ

قابَلنَ جَمعَها إِلَيهِ كَما جَمَّ

عَ أَتباعَهُ إِلَيهِ الوَحِيُّ

فَدَعاها لِمَشرَبِ الماءِ عَطشا

نَ فَكَرَّت لِوَقعِهِنَّ بَغِيُّ

كُلَّما شَمَّ لاقِحاً شَمَّ مِنها

رَأسَ فَحلٍ بِرِجلِها مَغلِيُّ

خارِجٌ مِن ظِلالِ نَقعٍ كَما مَز

زَقَ جِلبابَهُ الخَليعُ الغَوِيُّ

قَد طَواها التَسويقُ وَالشَدُّ حَتّى

هُنَّ قُبٌّ كَأَنَّهُنَّ الرَكِيُّ

فَتَبَدّى لَهُنَّ بِالنَجَفِ المَقفِي

يُ ماءٌ صافي الجِمامِ غَرِيُّ

يَتَمَشّى عَلى حَصىً سَلَبَ الري

حُ قَذاهُ فَمَتنُهُ مَجلِيُّ

فَإِذا ضاحَكَتهُ دُرَّةُ شَمسٍ

خِلتَهُ كُسِّرَت عَلَيهِ الحِلِيُّ

وَسَطَ غابٍ وَأَيكَةٍ يَتَغَنّى

فَوقَ أَغصانِ أَيكِها القُمرِيُّ

عِندَها مُلحَمٌ لِسَهمٍ خَضيبٍ

كُلَّ يَومٍ لَهُ شِواءٌ طَريُّ

فَتَمَطّى لَهُ بِأَهزَعَ ماضٍ

موقَدِ النَصلِ مَتنُهُ مَبرِيُّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صاح بالوعظ شيب رأس مضي

قصيدة صاح بالوعظ شيب رأس مضي لـ ابن المعتز وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن ابن المعتز

هـ / 861 - 908 م عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس. الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم. آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ، فلقبوه (المرتضى بالله) ، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه. وللشعراء مراث كثيرة فيه.[١]

تعريف ابن المعتز في ويكيبيديا

عبد الله بن المعتز بالله وهو أحد خلفاء الدولة العباسية، وكنيته أبو العباس، ولد عام (247 هـ، 861م)، في بغداد، وكان أديبا وشاعرا ويسمى خليفة يوم وليلة، حيث آلت الخلافة العباسية إليه، ولقب بالمرتضى بالله، ولم يلبث يوما واحدا حتى هجم عليه غلمان المقتدر بالله وقتلوه في عام (296 هـ،909م)، وأخذ الخلافة من بعده المقتدر بالله. ولقد رثاه الكثير من شعراء العرب. وهو مؤسس علم البديع.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن المعتز - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي