صاح قد أسفر الصباح المنير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صاح قد أسفر الصباح المنير لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة صاح قد أسفر الصباح المنير لـ شرف الدين الحلي

صاح قد أسفر الصباح المنير

وتغنت على الغصون الطيور

وأعاد النسيم أنفاس روض

كسد المسك عنده والعبير

وبرود الربيع تضفو فتصفو

غُدرٌ في خلالها ونهور

وعلى الأرض للرياض سماء

مثل زهر النجوم فيها الزهور

وكأن الغمام والبرق نقع

شُهِرت فيه مرهفات ذكور

أو ستور ترخى على الأرض دكن

كتبت بالنضار فيها سطور

زمن صح للنديم سرور

فيه واعتلّ للنسيم مرور

فأجب داعيَ الصَّبوح فَدِيكُ الصُّبح

يدعو إليه والعصفور

وشموس المدام في شُهُبِ الكاسات

تسعى بها علينا بدور

كل بدر سماؤه من قِباء

وعليه من فرعه ديجور

رشأ للعيون منه نعيم

حين يبدو وللقلوب سعير

حاكم جائر الكؤوس عسوف

مستطيل على الندامى أمير

جاءنا بالكبار منها ونادى

إنما يشرب الصغار الصغير

فتناولت من يديه عُقاراً

تترك الهمَّ وهو منها عَقِير

بنت دَنٍّ شمطاء من عهد عيسى

أودعتها كنائس وديور

أكل الدهرَ ما تكاثف منها

فهي من لطفها تكاد تطير

فكأن الحَباب منها جُمان

فوق أرض من النُّضار نثير

قد خلعت العذار فيها وإني

في هواها بخلعه لجدير

وأزلت الوقار والنسك حتى

لا أبالي بما إليه أصير

ودعاني داعي التصابي فلبيت

ونادى فلم أجبه النذير

وحداني على الخلاعة علمي

أن ربي لكلِّ ذنب غفور

فلذا كلّ حانة أنا ثاوٍ

يزدهيني بَمٌّ هناك وَزِيرُ

راكعاً ساجداً إلى بيت حان

لا صلاة فيه ولا تكبير

هاتفاً في الصباح حيّ على الراح

وقد قام للفلاح بشير

قهوة كالحياة في كل يوم

لي موت بكأسها ونشور

كم نعتني القيان بين رياض

أنا فيهن مُلْحَدٌ مقبور

آنستني الولدان فيها إذا ما

أوحش المَيْتَ مُنْكَرٌ ونكير

وإذا أرهق الزمان بنيه

وغدا الخطب وهو صعبٌ عسير

فبغازي بن يوسف الملك الظاهر

من جور صرفه أستجير

أيّ مولى به نصرت على الدهر

فنعم المولى ونعم النصير

دع حديث الملوك عنك وما مهد

كسرى في العدل أو أزدشير

ملك كلّ رب ملك عظيم

خامل ذكره لديه حقير

تصدع المشكلات منه برأي

صبحه في ظلامهنَّ منير

غيث جدب يوم النوال هتون

ليث حرب يوم النزال هصور

في يديه من بأسه وعطاياه

يخاف الردى ويُرجى النشور

كل خلق له سواه شبيهٌ

حين يدعى بنو العُلا ونظير

ولديه خلق كأن الندامى

منه في حيث روضة وغدير

شيم لو بها يصاب جماد

نشأت منه نشوة وسرور

ومساعٍ طلعن في أفق علياه

نجوماً للمهتدين تنير

ذو أناةٍ تخفُّ منها الرواسي

وهباتٍ تقلُّ عنها البحور

وله الهمَّةُ التي كلُّ صعبٍ

وعسير صعبٍ لديه يسير

وكأن العلا ينوء بها منه

شَمَام ويستقل ثبير

ما رأينا من قبل مرآه بحراً

ضمنته أريكة وسرير

وهزبراً في كل هيجاء يضفو

حلق السرد فوقه والقتير

حسدت عصره العصور الخوالي

فتمنته والأماني غرور

فيميناً لو أنها تملك الكرَّةَ

كَرَّتْ أعوامها والشهور

يا غياث الدين الذي بنداه

عاد عودي اليبيس وهو نضير

وبنعماه فكنى من زمان

كنت في كفه أَسِيراً أَسِيرُ

قد تحلى الربيع يجلو ربوعاً

راق منظومهن والمنثور

في جنان كأنهن جنان

كل طرف بما لديه قرير

فتمتع بطيب أيامك الغرّ فلا

شاب صفوها تكدير

وابق ما روَّق الغمام غواديه

وما راق للحمام هدير

شرح ومعاني كلمات قصيدة صاح قد أسفر الصباح المنير

قصيدة صاح قد أسفر الصباح المنير لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي