صاح قم للبكر من حر الدنان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صاح قم للبكر من حر الدنان لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة صاح قم للبكر من حر الدنان لـ حسن حسني الطويراني

صاح قم للبكرِ من حرِّ الدنانْ

حنَّت الوَرقا وَحيّتنا الجِنانْ

وَاترك الأَحزانَ ما عمرُ الفَتى

أَلفُ عامٍ لا وَلا عمرُ الزَمان

وَانتهز يَوماً إِذا أُوتيتَه

قَبل فَوت الوَقت أَو تبديل شان

وَاغتنم ما أَمكنت من فرصةٍ

ربما أَصبحتَ فيمن قيل كان

وَاصرف العُمرَ عَلى ما تَشتهي

فَغَداً نَفنَى وَهذا الدهرُ فان

صاحِ لا تَبكي فَراغاً أَو صِباً

لَن يؤوبا أو يؤوب القارظان

وَشَبابُ المَرء إن وَلّى فَما

يُرتجَى عَودٌ لَه خلَّى وَصان

كَم رَأَينا الشِيبَ تَبكي حَسرةً

بَعدَما أَمضوه من حينٍ وَآن

أَيّ عذرٍ وَالصبا مستقبلٌ

وَزَمانُ الصَفو حيَّى بالأَمان

في اجِتلاها خمرةٌ ما واصلت

مدنفاً إِلا رَأَيتَ الهَمّ بان

وَرَجا ما لَيسَ يُرجَى باطلٌ

وَكَذا استبقاءُ ما لم يَبقَ شان

فَاجعل القَلبَ سَميراً لا تَكُن

تَرجُ دَهراً كَم وَفيٍّ ثَمَّ خان

وَقديماً قال أَربابُ الحجا

صافحِ الدُنيا بِأَطراف البَنان

وَاغضضِ الطَرفَ فَما أَلقى الفَتى

في هَوانٍ بَعدَ عزٍّ كَالحسان

فتنةُ الحُسنِ وَسُلطانُ الهَوى

يَجلبانِ للفتى ما يجلبان

فَاختبر آثار ما قَد قلتُه

إِنما أَخبرتُ من بَعد العَيان

إِنّ أَهنى الناس بالاً مَن غدا

خالي الأَفكارِ مَطلوقَ العِنان

حسبُ من يَهوى النَوى من آفةٍ

وَكَفى حُزناً تنائي من يدان

يا فُؤادي كَم وَكَم هذا الهَوى

وَأَرى ما مرّ يُغني عَن بيان

ناظرَي كَم ذا يَغرّ منظر

كَم سَهرنا كَم بكينا غدرَ جان

رُمْتِ خدّيهِ فَأجَّجنَ الحَشا

وَكَذا الجَمر بَعيداً بهرمان

إِنَّما يَدري الهَوى أَربابُه

كُلُّ ما لم يَبتليه المَرءُ هان

حدّثاني أَيُّ مرأىً سَرَّنا

ثم قولا ما بِهِ لاقى الجِنان

هَل عرفتُ النَومَ مذ عاينتُما

أَو كففتُ الدَمعَ يَوماً كَالجُمان

سرَّكم مِنهُ جَمالٌ ساعةً

وَأَنا اليَوم دُهوراً في هَوان

خانني ممن مضى من خلتُه

لا يغيّره اختلافُ الحدثان

فكَأني لَم أَبت من وَصلِه

لَيلةً ما بين راحٍ وَمثان

وَكَأني لَم أَهِم في خدّه

وليَ الأنسُ وَملكي جَنتان

أَصطفي من ظَلمِه راحاً صَفا

حَيثُما قَد ظلّلتني الطُّرّتان

فَكأني لَم أَنل بَعضَ الرضا

بَل وَلا كلَّ الأَماني وَالتهان

يا لَيالينا وَهَل من أَوبةٍ

تُنسي ما أَودى بقلبي الملوان

لا أَرى السلوان عنهم مذهباً

فَسلا من تعرفاه لِم سلان

ما كذا عهدي وَلا عهد به

جلّ من أَنساه ذكري وَابتلان

أَيُّها اللَيلات ما غيري وَلا

غَيرُكم يذكرُ عهداً بالمغان

هَل تَراه إِذ يَرى اللَيل دُجى

قائلاً ما حالُ مهجوري فلان

شرح ومعاني كلمات قصيدة صاح قم للبكر من حر الدنان

قصيدة صاح قم للبكر من حر الدنان لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي