صادح الشرق قد سكت طويلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صادح الشرق قد سكت طويلا لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة صادح الشرق قد سكت طويلا لـ علي الجارم

صادِحَ الشَّرْقِ قَدْ سَكَتَّ طَويلاَ

وَعَزِيزٌ عَلَيْهِ أَلا تَقُولاَ

أَيْنَ ذَاكَ الشعْرُ الذي كُنْتَ تزْجِيهِ

فَيَسْرِي في الأرضِ عَرْضاً وطُولا

قَدْ سَمِعْنَاهُ في الْمَزاهِرِ لَحناً

وَسَمِعْنَاهُ في الْحَمامِ هَديلا

وَشَمِمْنَاهُ فِي الْكَمائمِ زَهْراً

وَشَرِبْنَاهُ فِي الكُؤُوسِ شَمُولا

تَنْهَبُ الدُرَّ مِنْ عُقودِ الغَوَانِي

ثُمَّ تَدْعُوهُ فاعِلاتُنْ فَعُولاَ

خَطَرَاتٌ تَسِيرُ سَيْرَ الدَرَارِي

آبِيَاتٍ عَلَى الزمانِ أُفُولاَ

تَخْدَعُ الْجَامِحَ الشمُوسَ مِنَ الْقَوْ

لِ فَيُلْقِي الْعِنانَ سَهْلاً ذَلُولا

غَزَلٌ كالشبَابِ أَسْجَحُ رَيَّا

نُ يُذِيبُ الْقَاسي ويُدْنِي الْمَلُولا

وَنَسِيبٌ يَكادُ يَبْعَثُ فِينَا

مِنْ جَديدٍ كُثَيِّراً وَجَمِيلاَ

وَقَوافٍ سَالَتْ مِنَ اللُّطْفِ حتَّى

لَحَسِبْنَا الْمُجْتَثَّ مِنْهَا طَويلاَ

نَقَدَتْ جَيِّدَ الْكلامِ وَخَلَّت

سَقَطاً مِنْ وَرائِها وفُضُولاَ

عَبِئَتْ بالْوَلِيدِ ثُمَّ أَرَتْهُ

مِنْهُ أَنْقَى مَعْنىً وَأَقْوَمَ قِيلاَ

لَوْ وَعَاهَا مَا اهْتَزَّ يُنْشِدُ يَوْماً

ذَاكَ وادِي الأَرَاكِ فَاحْبِسْ قَلِيلاَ

قِفْ مَشُوقاً أَوْ مُسْعِداً أَوْ حَزيناً

أَوْ مُعِيناً أَوْ عَاذِراً أَوْ عَذولاَ

بَرَزَتْ نَفْسُهُ بِها فَرَأينَا

هُ نَبِيلاً يَنُثُّ قَوْلاً نَبِيلاَ

هَبَطَتْ حِكمَةُ الْبَيانِ عَلَيْهِ

فَاذكُروا في الْكِتابِ إِسْمَاعِيلاَ

لَو شَهِدْتَ الردَى يَحُومُ عَلَيْهِ

وَالْمنَايَا تَرْمِي لَهُ الأُحْبُولاَ

لَرَأَيْتَ الطَّوْدَ الأَشَمَّ الَّذِي كَا

نَ مَنِيعَ الذرَا كَثِيباً مَهِيلاَ

وَرَأَيْتَ الصمْصامَ لاَ يَقْطَعُ الضِغْثَ

وَقَدْ كَانَ صَارِماً مَصْقُولاَ

وَرَأَيْتَ الرُّوحَ الْخفِيفَةَ حَيْرَى

إِنَّ عِبءَ السقَامِ كَانَ ثَقيلاَ

شَيَّعَ الدَّمْعُ يَوْمَ شَيَّعَ صَبْرِي

دَوْلَةً فَخْمَةً وَعَصْراً حَفِيلا

خُلقٌ لَوْ يَمَسُّ هَاجِرَةَ الْقَيْظِ

لأَمْسَتْ عَلَى الأَنَامِ أَصِيلاَ

وَخِلالٌ مِثْلُ النَسِيمِ وَقَدْ مَرَّ

بِزَهْرِ الربَا عَلِيلاً بَلِيلاَ

وَحَديِثٌ حُلْوُ الْفُكَاهَةِ عَذبٌ

لَمْ يَكُنْ آسِناً ولاَ مَمْلُولاَ

يُذْهِلُ الصَبَّ عَنْ أَحادِيثِ لَيْلاَ

هُ وَيُنْسِيهِ حَوْمَلاً وَالدخُولاَ

يقصُرُ اللَّيْلُ حِينَ يَسْمُرُ صَبْرِي

بَعْدَ أَنْ كَانَ نَابِغيّاً طَوِيلاَ

يَوْمَ صَبْرِي هَدَمْتَ لِلْمَجْدِ رُكْناً

وتَرْكْتَ الْعَلْياءَ أُمّاً ثَكُولاَ

يَوْمَ صَبْرِي أَغْمَدْتَ في التُرْبِ سَيفاً

حِينَ جَرَّدْتَ سَيْفَكَ الْمَسْلولاَ

إِنَّمَا نَحْنُ فِي الْحياةِ إِلَى

حِينٍ شَبَاباً وَفِتْيَةً وَكُهُولاَ

نَتَمنَّى الْحَياةَ جِدَّ تَمَنٍ

وَهْيَ لَيْسَتْ إِلاَّ مَتَاعاً قَلِيلاَ

وَقَفَ الطِبُّ حَائراً وَالْمَنَايَا

ساخِرَاتٍ يَغْتَلْنَ جِيلاً فَجِيلاَ

دَوْرَةُ الأَرْضِ كَمْ أَمَدَّتْ قَبِيلاً

بِحَياةٍ وَكَمْ أَبَادَتْ قَبِيلاَ

نَضْرَةٌ فِي أَزَاهِرِ الصُبْحِ تُمْسِي

بَعْدَ لأْيٍ تَصَوُّحاً وذُبُولاَ

رُبَّ قَصْرٍ قَدْ كانَ مَلْعَبَ أُنْسٍ

صَيَّرَتْهُ الأَيَّامُ رَبْعاً مُحِيلاَ

وَفَتاةٍ طَوَى مَحاسِنَهَا الدَهْرُ

بَنَاناً غَضّاً وَخَدّاً أَسِيلاَ

نَأْكلُ الأَرْضَ ثُمَّ تَأْكُلُنَا

الأَرْضُ دَوَالَيْكَ أفْرُعاً وَأُصُولاَ

يا مَلِيكَ الْبَيَانِ دَعْوَةَ خِلٍ

وَجَد الصَبْرَ بَعْدَكُمْ مُسْتَحِيلاَ

أَنا أَرْثِيكَ شاعِراً وأَديباً

ثُمَّ أَبْكِيكَ صَاحِباً وخَلِيلاَ

قلْ لِحَسَّانَ إِنْ مَرَرْتَ عَلَيْهِ

فِي ظِلالِ الْفِرْدَوْسِ يُطْري الرَّسُولاَ

إِنَّ مِصْراً أَحْيَتْ مَوَاتَ الْقَوَافِي

وَأَقَامَتْ عَمُودَهَا أَنْ يَميلاَ

وَأَعَادَتْ إِلَى سَلِيلَةِ عَدْنَا

نَ شَبَاباً غَضّاً وَمَجْداً أَثِيلا

قُلْ لَهُ غَيْرَ فاخِرٍ إنَّ صَبْرِي

بَعْدَ سَامِي هَدَى إِلَيْها السَبِيلاَ

وَيْكَ يا قَبْرُ صِرْتَ لِلْفَضْل مَثْوىً

لا يُسَامَى ولِلنُّبُوغِ مَقِيلاَ

فِيكَ كَنْزٌ لَمْ تَحْوِ أَرْضُ الْفَرَاعِينِ

لَهُ بَيْنَ لاَبَتَيْهَا مَثيلاَ

فِيكَ سِرٌّ الْجَلالِ وَالْخطْبُ فِيهِ

كَانَ يَا قَبْرُ لَوْ عَلِمْتَ جَليلاَ

ضُمَّهُ ضَمَّةَ الْكَمِيِّ حُسَاماً

تَركَ النَّصْرُ حَدَّهُ مَفْلُولاَ

لَهْفَ نَفْسي عَلَيْهِ يَفْتَرِشُ التُرْ

بَ وَقَدْ كَانَ لِلسماكِ رَسِيلاَ

لَهْفَ نَفْسي عَلَيْهِ لَوْ كَانَ يُجْدِي

لَهْفَ نَفْسِي أَوْ كَانَ يُغْنِي فَتِيلاَ

كُنْ عَلَيْهِ يا قَبْرُ رُوحاً وَرَيْحَا

ناً ومَثوىً رَحْباً وَظِلاً ظَلِيلاَ

لَمْ يَمُتْ مَنْ يَزُولُ مِنْ عَالَمِ الْحِسِّ

وَتَأبَى آثارُهُ أَنْ تَزُولاَ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صادح الشرق قد سكت طويلا

قصيدة صادح الشرق قد سكت طويلا لـ علي الجارم وعدد أبياتها خمسون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي