صبابة منك لجت في تماديها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صبابة منك لجت في تماديها لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة صبابة منك لجت في تماديها لـ السري الرفاء

صَبابةٌ مِنك لّجَّتْ في تَماديها

ولوعةٌ خَطَراتُ الشَّوقِ تُبدِيها

فالوجدُ يُظهِرُها إن رُحتُ أُكمِنُها

والدمعُ يَنشُرُها إن بِتُّ أَطويها

كم في الظّعائنِ من رِيمٍ لواحظُه

تُميتُ أنفاسَها طَوراً وتُحييِها

وعَبرةٌ في احمرارِ الخدِّ حائرةٌ

كأنما مَرَحُ الصَّهباءِ جَارِيها

هي الظِّباءُ فإن رِيعَت بِوَشْكِ نَوَىً

رعَى القلوبَ بألحاظٍ تَوالِيها

أَغرَى بيَ الوجدَ منهنَّ القُدودُ فإنْ

رُمتُ السُّلوَّ ثَنَى قلبي تَثَنَّيها

لا أزجُرُ الدَّمعَ إن هَمَّت سَواكبُه

والنفسُ قد بَعُدَت منها أمانِيها

سقاكَ بالمَوْصِلِ الزَّهراءِ من بلَدٍ

جَوْدٌ مِن الغَيثِ يحكي جُودَ أهلِيها

أ أَندُبُ العَيشَ فيها أم أنوحُ على

أيامِها أم أُعزَّى عن لَيالِيها

أرضٌ يَحِنُّ إليها من يُفارقُها

ويَحمَدُ العيشَ فيها من يُدانِيها

مَيثاءُ طَيِّبةُ الأنفاسِ ضاحكةٌ

تكادُ تهتزُّ عُجْباً من نَواحِيها

تَشُقُّ دِجلةُ أنوارَ الرِّياضِ بها

مثلَ الصَّفيحةِ مَصقولاً حَواشِيها

لا أمِلكُ الصَّبرَ عنها إن نَأَيتُ ولَو

عُوِّضتُ من ظِلِّها الدُنيا بِما فِيها

مَحَلُّ قَومٍ ينوبُ الدَّهرَ جُودُهُمُ

عَنِ السَّحائبِ إن ضنَت هَوامِيها

ودَوحةٌ بفروعِ الأزدِ باسقةٌ

يَفنَى الزمانُ ولا تَفنَى مَساعِيها

ما نابتِ المجدَ والعلياءَ نائبةٌ

إلاّ وَجُودُ بني فَهدٍ تُحلِّيها

إنَّ المكارمَ أخلاقٌ تَسَرْبَلَها

أبو الفوارسِ فاختاَلَتْ به تِيها

مَواهبٌ كُلَّما راحَت رَوائحُها

من راحَتَيه غَدَت تَهمي غَوادِيها

وهِمَّةٌ لا تزالُ الدَّهرَ جاريةً

معَ الكواكبِ في أَعلى مَجاريها

وعَزمةٌ يَنطوي اللَّيلُ البَهيمُ بها

كأنَّما الصُّبح جُزْءٌ من تَلالِيها

عَمَّت فَواضلُه الدُنيا فَهِمَّتُه

إسعافُ طالبِها أو فَكُّ عَانِيها

يَحوي المُنى قبلَ بَذْلِ الوجهِ آمِلُه

إذا الملوكُ انثَنى باليأسِ رَاجِيها

أبا الفوارسِ كم أوليتَ من نِعَمٍ

سِيَّان في الجُوْدِ دَانيها وقَاصيها

وكم تَسَربلتَ مِن سِربالِ مَكرُمةٍ

جَلَّت ولكَّنها دَقَّت مَعانِيها

شمائلٌ مِنك يُخجِلْنَ الرِّياضَ إذا

تَبسَّمَ النَّوْرُ غَضّاً في مَغانِيها

كأنما الغَيثُ خُلقٌ مِن خَلائِقها

أو المِنَّيةُ إسمٌ مِن أسامِيها

لأصفحَنَّ عن الأيّامِ إذ صَفَحَتْ

عنِّي بأفعالِك الحُسنى مَساوِيها

يا آل فهدٍ أقامَت في دياركُمُ

نُعمى يُواصِلُ صَفوَ العَيشِ صَافِيها

فإنَّ بأسَكُمُ أمنٌ لِخائِفها

كما نَوالُكُمُ رَيٌّ لصَادِيها

إنَّ المكارِمَ أعطَتكم أَزِمَّتَها

فليسَ غيرُكُمُ في الناسِ يَحوِيها

شرح ومعاني كلمات قصيدة صبابة منك لجت في تماديها

قصيدة صبابة منك لجت في تماديها لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي