صبح الجبين بليل طرته سفر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صبح الجبين بليل طرته سفر لـ سعيد بن مسلم العماني

اقتباس من قصيدة صبح الجبين بليل طرته سفر لـ سعيد بن مسلم العماني

صبحُ الجبينِ بليل طُرّتِه سَفَرْ

أم فِي الدُّجُنَّةِ مَوْهِناً بَزَغ القمَرْ

أم شمسُ خِدْرٍ بارزتْ شمسَ الضحى

فتشابَها لولا التَّغَنُّجُ والخَفَر

برزتْ فكلّمت القلوب بصارمٍ

أبداً يُسَلُّ من اللواحظِ والحَور

وبدتْ فأَسبلتِ الشّقيقَ فما رأتْ

عيناي بدراً قَدْ تجلّل بالشّعر

وبوردِ وَجْنَتها لقد صَبغ الحَيا

سودَ الذّوائبِ إِذ تألّق وانتشر

من قوس حاجِبِها رَمتْ فأصابني

سهمٌ تُصاب بِهِ القلوبُ إذَا وُتِر

طلعتْ محجَّبةَ الجمالِ فلو بدتْ

للناظرين بحُسْنِها بَرِق البصر

وتلفتتْ فرأيتُ خِشْفاً راعَه

قَدْحُ الزِّنادِ فصَدَّ عنه وَقَدْ نفَر

أَوْ بانةً لعب النسيمُ بغُصنها

فتأوَّدت والريحُ تَعْبَث بالشجر

فطفقت أَرتَعُ فِي مَحاسنٍ وجهِها

فرأيتُ حُسناً لا يُكيَّف بالنظر

فبوجهِها روضٌ تَفتَّح زهرُه

عُجْباً لشمسٍ قَدْ تُفتَّح بالزَّهَرا

والأُقحوانُ عَلَى الغديرِ تألَّقتْ

أنوارُه والكأسُ رُصِّع بالدرر

فطمعت قَطْفاً من حَنيِّ ثمارِها

فإذا بلالٌ صاح فالحَذَر الحَذَرْ

فوقفت دون وصالِها مُتدلِّهاً

حيرانَ أَرتكب الرجوعَ أَوِ الخَطر

قالتْ وَقَدْ لعب الدَّلالُ بقَدِّها

مَا لي أراك تَهيمُ فِي وادي الفِكَرْ

تعجبتُ من ضمٍ بهيكلٍ شادنٍ

نَظَم الكلامَ وأَيَّ ذر قَدْ نَثَر

فشددتُ عزمي للدنوِّ وقالت يَا

ملكَ الجمالِ أأنت أنت من البشر

فاستضحكتْ عُجْباً وقالت مَا ترى

شعري بصِبْغِ الأرجوانِ قَدْ انتشر

صبغتْه شُقْرة عارِضيَّ من الحيا

لما رأيتك عارِضاً تَقْفُو الأثر

إن أنت لَمْ تخشَ الرقيبَ وَلَمْ يكن

بيني وبينكَ من يُشيِّع بالخبر

فانظرْ إذَا ذهب النهارُ وأَدبرتْ

شُهبُ الكواكبِ والظلامُ قَدْ اعتْكَر

فالليلُ أَكْتمُ مَا يكونُ عَلَى الفتى

والسرُّ أقبحُ مَا يكون إذَا اشتهر

قامتْ تودِّعني وقلت بلهفةٍ

لله مَا أَدْهَى الفراقَ وَمَا أَمَرّ

شَيعتُها نظراً وقلت لَهَا قِفي

كيما أزوِّدَك الفؤادَ عَلَى السفر

قالت وَقَدْ جرتِ الدموعُ بخدها

رِفْقاً بسائلِ مَدْمَعي لا تَنْتَهِر

أمستْ تُطارِحني الكلامَ أَظنُّها

رجلاً تَدَرَّع بالملابسِ واعْتَجَر

فأدرتُ طَرْفي فِي محاسنِ وجهها

فإذا بِهَا أنثى تَشبَّهُ بالذَّكر

أَأُليسُ مهلاً زَوِّديني نظرةً

إن الفؤاد عَلَى هواكِ قَدْ انْفَطَر

فسمعتُ صوتاً مازجتْه حسرةٌ

لله مَا حَكَم الإلهُ وَمَا أَمَر

إن الزمانَ أخو التفرقِ والقِلى

أبداً عَلَى حُكم الفراق قَدْ استمر

إن شئت صَرْمي يَا أليسُ فَمَفْزَعي

بوليِّ عهدِ المَلْك تيمور استقر

ملك نفيُّ الجانبينِ متوَّجٌ

بمَحاسنِ الأخلاقِ طُراً والخَطر

جُمعت إِلَيْهِ من الإلهِ مكارمٌ

فِيهَا تعمَّم والصِّبا وبها اتَّزَرْ

عَبِقتْ مكارمُه فعَطَّرت الصَّبا

فسَرتْ عَلَى أهل البداوة والحَضر

خُلقٌ أرقُّ من النسيمِ لطافةً

فاعجبْ بخُلق سال من قلبِ الحجر

يُمضي الأمور بفكرتين كلاهما

وَفّاتين إذَا نهى وإذا أَمَرْ

حكمٌ عَلَى وَمْقِ الفضيةِ شَرعُه

فكأنه يَمضي عَلَى حكم القَدر

لا يُستفَزُّ من العَظائم إِن دَهَتَ

إن العظيمَ مع العظيم لمُحتقَر

طَلْقُ المُحَيّا إن بدا متهللاً

كالزَّهْر باكرَه النديُّ من المطر

جاءتْ بِهِ الدنيا لرجمةِ أهلها

وغياثِهم من كل بأسٍ أَوْ ضرر

ما جاء مُنتصِراً بِهِ ذو فاقةٍ

من دهرهِ أَوْ حاجةٍ إِلاَّ انتصر

كرمٌ تَسلسل من كرام قُلِّدوا

بالمجدِ دهراً والرجالُ من البَذَر

تَهْنا الخلافةُ ولْتَشُدَّ بِهِ يداً

ملكٌ بِهِ الدهرُ السعيدُ قَدْ انتحر

شرح ومعاني كلمات قصيدة صبح الجبين بليل طرته سفر

قصيدة صبح الجبين بليل طرته سفر لـ سعيد بن مسلم العماني وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن سعيد بن مسلم العماني

سعيد بن مسلم العماني

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي