صبح محياك بليل العذار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صبح محياك بليل العذار لـ محمد سعيد الحبوبي

اقتباس من قصيدة صبح محياك بليل العذار لـ محمد سعيد الحبوبي

صبح محياك بليل العذار

أسفر أم ليل بدا في نهار

وصدغك الملوي أم عقرب

يلسع أحشائي فيعي القرار

فالصدغ من آس ومن نرجس

عيناك والخدان من جلنار

أيا أخا الغصن إذا ما أنثني

ويا أخا البدر إذا ما أنار

أني أهواك على ما أرى

من قلة الود وبعد المزار

كم جرت بالحكم على عاشق

أكل من قد ولي الحكم جار

أنت الذي أجج في أضلعي

ناراً تذكيها الدموع الغزار

إن يك في الأضلاع حر الجوى

فما دموع العين إلا حرار

يقدع زند الشوق في مهجتي

نارً ومن العين يطير الشرار

كم ليلة بالأنس قضيتها

يشدو المغني والحميا تدار

يطوف في كاساتها أغيد

دبت بخديه نمال العذار

لم يرق العين سوى حسنه

ما لم يكن من حسنه مستعار

يرتج من أردافه في نقا

يكاد ينشق عليه الأزار

فاعتقل الصعدة من قده

واستل من جفنيه بيض الشفار

ما زال يرمي الليل من كاسه

بشعلة حمراء حتى أنار

لو لم تكن ذهبية ما التوى

من رشحها في معصميه السوار

أقبل فيها باسماً ثغره

وهي كثغر فض عنه الخمار

والجو قد طبق في عارض

يهزم بالقطر محول الديار

كأنما الرعد فنيق به

يحدو غواديه حداء العشار

في روضة غناء مصقولة

لا غب سقياها ملث القطار

حاك الربيع الغض أبرادها

بنفسجاً طرزه بالعرار

سدى له السوسن حتى إذا

أطاله ألحمه بالبهار

فيالها مطارفاً وشعت

توشيع ربات الأزار الأزار

دبجها النرجس فاعجب لها

مدبجها قد دبجت بالنضار

والأيك في أعطافه راقص

إذ غنت الورق وصاح الهزار

وغارب للهو لم يعده

كوري ولم أشدده إلا وسار

طويت للعمر به مهمهاً

طي المذاكي حلبات المغار

فليتني ما جزت هذا المدى

كلا ولا قشعت هذا الغبار

وليت ذاك الليل لم ينطو

ولم يكن يطلع هذا النهار

إذ أغتدي والغيد يرمقنني

كأن من أهدابهن العذار

فعاد مبيضاً كنور الكبا

أرخص بهذا النور عند النوار

قطع حبل الود ما بيننا

بياضه تقطيع بيض الشغار

يا راكب الوجناء يطوي بها

مهامه البيد قفاراً قفار

عرج على الكرخ وسمل علي

من في محياه الندي استنار

الحسن الزاكي حليف الندى

إن فارق الزوار محل الديار

يا مؤل الوفد ومأوى الورى

ونجعة العافي وحامي الذمار

أقسم بالخوص تجوب الفلا

أنجد فيها سائق أو أغار

تحمل شعثاً فوق أكوارها

قد ألبسوا الليل رداء النهار

حتى أناخوها بحيث انجلت

مشاعر النسك ومرمى الجمار

لأنت رب المجد رب العلى

رب الأيادي البيض رب الفخار

أعيت أياديك الورى عدة

كالشهب إلا أن منها البحار

كأن من نيلك صوب الحيا

لو أنه من فضة أو نضار

وانت قطب والمعالي رحى

فلم يكن إلا عليك المدار

ولم يرق للمجد من معصم

لم يلو من علياك فيه سوار

وليس للعلياء من مفخر

ما لم يكن نعلك تاج الفخار

هل أمت العيس بركبانها

مأوى سوى مأواك أو مستجار

كأنما الأكوار آلت على

أظهرها إلا إليك الظهار

فاسلم رغيد العيش ما غردت

بلابل السعد وغنى الهزار

شرح ومعاني كلمات قصيدة صبح محياك بليل العذار

قصيدة صبح محياك بليل العذار لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن محمد سعيد الحبوبي

محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]

تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا

السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي