صبيحة الوجه ذي ليلية الراس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صبيحة الوجه ذي ليلية الراس لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة صبيحة الوجه ذي ليلية الراس لـ الحبسي

صُبْيحةُ الوجه ذِي ليْليَّةِ الراسِ

غزالةٌ قنصتْ بالكيْسِ والكاسِ

خَوْد من الغيدِ أعرابيةٌ فرَغَتْ

بمعشر دارهم شرقيَّ كاواسِ

جاءت على غفْلة الحساد زائرةً

برغم قومٍ من الأعراب حُرَّاس

زانَتْ بفرعٍ ووجه كالغزالة معْ

قدٍّ رشيقٍ رطيب العود ميَّاس

فقابلتْنا بما يُغنِى المُجاِلسَ عنْ

بدرٍ وعن ضوء مِقباسِ ونبراس

لما حكى الجسمُ منى جفن مقلتها

وغطَّت الورد منها ظلمةُ الراس

طلبتُ من فرعها برئى فواعجباً

من حادقٍ صار محتاجا إلى الآسى

راحت تذكرُني شيئا وتَشْغلني

عن ذكرِ شيء فكنتُ الذاكرَ الناسى

حتى إذا أصبحتْ قبل الصباح وقد

جاءتْ بإبريقها الملآنِ والطاس

جادتْ بأحمرَ يُمسِى منه ذائقهُ

كمنْ أُذيق الغنى من بعد إفلاس

طاقتْ علينا بها صِرْفاً وقد جعلَتْ

تُديرها بين نُيَّامٍ وجُلاَّسِ

حتى غدونا على حَرْدٍ ومقدُرةٍ

مع السلامةِ مِنْ رُعْبٍ ووَسواس

جعلتُ أرشُف من صهباء رِيقَتِها

خمراً ومِنْ قَدَحٍ ملآنَ قلاّسِ

تُعلُّنى وأُسقيها وقد شرِبَتْ

من بعد ما علّلْتنِي فضلةَ الكاس

حَتى أمالت فَعال الخمر مهجَتها

إلى الهوى وألانتْ قلبَها القاسي

باتت تغَنى على الصهبا مضمِّنَةً

يا نعمَ ما صنعَ الساقي مع الحاسي

يا حبذا حسَنُ الصوتِ المغردِ معْ

أخْذِ ابْنةِ الكرمِ مِنْ كفِّ ابنة الكاس

وحبذا العصرُ والأيامُ مُقْبلةٌ

بالسعد أيامُ أعيادٍ وأَعراس

والعدلُ سيفُ بنُ سلطان الذي مُزجَتْ

بكثرة الجودِ منه شدةُ الباس

المطْعِمُ الناسَ والكاَسى العراةَ بأيْ

يَامٍ تعذَّرَ فيها المطعمُ الكاسى

الطاهرُ العرضَ مِنْ شك ومن ريَب

ومِنْ عيوبٍ ومنْ عار وإدناسِ

هداك رَأسٌ وباقي الناس جملةُ أعْ

جازٍ فشتاَّن بين العجر والراسِ

كل الملوك مماليكٌ له وله

معاقلُ الملك شيدَت فوق آسَاس

نعمْ ويُنْزِلُ أهلَ البغْي منزلة

في الذل حتى يصيروا رهْن أرْماسِ

ذِمْر تكشَّفَ عن جودٍ وعن كرَمٍ

وسطوةٍ يَتَّقيها كلُّ هِرْماسِ

له عزائم أمْضى منْ مشَطَّبةِ الْ

هنْد وعقلٍ كمثل الشامخ الراسي

في جود حاتمَ في إقدام حيدَرةٍ

في فخر يعربَ في علم ابن عباس

بحرٌ فِلَوْ أمَّ أرض الشركِ طهرها

مِ الكفرِ طوفانُه غُسْلاً لأنجاس

بفيْلَق يترك الأمواه ناضبةً

على خيولٍ تقُضُّ الجلمدَ القاسى

فالراجلون ليوثٌ تقْفُ قائدَها

والراكبون أسودٌ فوق أفراس

كتيبةٌ من ليوث الحرب حِلْيتُها

بنادقٌ معْ قراضيبٍ وأتراس

بحرٌ من العرَب العرْباءِ عنصرُهم

بيضُ الوجوهِ ليوثٌ غيرُ أنكاس

يا نجلَ سلطانَ عشْ خيراً وعافيةً

ما دامت الناسُ في شوقٍ إلى الناس

هَنيت بالعيد والعُرِس الجديد على

رغم العدا كلِّهم مِنْ كلِّ أجناس

لو أنني رمتُ أُحْصِى بعضَ فضلكمُ

والخير أفنيْتُ أقلامي وقرطاسى

وإن أقِسْ جودَ وَهَّاسٍ بأيسرِ ما

أوليْتَنِي قلَّ عندي جود وَهَّاس

شرح ومعاني كلمات قصيدة صبيحة الوجه ذي ليلية الراس

قصيدة صبيحة الوجه ذي ليلية الراس لـ الحبسي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي