صب للقياك بالأشواق معمود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صب للقياك بالأشواق معمود لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة صب للقياك بالأشواق معمود لـ ابن حجر العسقلاني

صَبٌّ لِلقياكَ بالأَشواق معمودُ

فَقيدُ صَبرٍ عَن الأَحباب مَفقودُ

ناءٍ عَن الأَهلِ والأَوطان مُغتَرِبٌ

وَواجِدٌ ما لَهُ في الصَبر مَوجودُ

مُتَيّمٌ قَد بَكى بَعدَ الدُموع دَماً

كَأَنَّما هوَ في عينيه مَقصودُ

النارُ ذاتُ وَقودٍ في جَوانِحِهِ

شَوقاً وَفي خَدِّهِ لِلدمع أخدودُ

يا مُخجلَ الشمسِ بالإِشراق إِنَّ فَتىً

طلعتَ في داره يَوماً لمسعودُ

أَسرتَ قَلبي وَقَد حُجِّبتَ عَن بَصري

تيهاً فَكانَ لَهُ بِالقُرب تَبعيدُ

وبِنتَ عنّي فَطَرفي في مجاهدة

مَع الدموع وَقَلبي منك مَجهودُ

وَقَد تَطابق حالُ الصبّ مِن حزَنٍ

فَدَمعُهُ مُطلَقٌ وَالقَلب مصفودُ

وَالطَيفُ ما زارَ إِذ بابُ الزِيارة من

فرطِ السهاد بِفَتحِ الجفن مَسدودُ

أَبيتُ أَرعى النُجومَ الزُهرَ أحسبه

فيها إِلى أَن حلا لي فيهِ تَسهيدُ

وَكَم أَعدّدُ حُزناً إِذ أعدُّ لَهُ

أَيّامَ هجر فَدَهري فيهِ تَعديدُ

أَحبابَنا عبِثَت أَيدي السقام بِنا

مِن بعدكم فَبماضي ودّنا عودوا

إِن لَم يجد رَوضُ ذاكَ الوَجه لي بِجَنىً

فَلَيتَ لي أَنَّ ماء الثغر مورودُ

أَو كانَ صَبري عَن قَلبي لِبُعدكُمُ

مخرَّجاً ليت أَنَّ النوم مَردودُ

أَو كانَ دهريَ مَذموماً لفرقتكم

فَإِنّ قَصدي لإِسماعيلَ مَحمودُ

الأَشرَفِ الملكِ بنِ الأَفضَلِ بِن عَلي

يِ بنِ المؤيِّدِ حامي المُلكِ داودُ

المانِحُ الفَضلَ صَفواً فَيضُ راحتِهِ

وَالغَيثُ إِن جادَ تَعبانٌ وَمكدودُ

وَالمانِعُ السرحَ حيث الأَرضُ من دم من

عاداهُ في خَدِّها المغَبرّ تَوريدُ

وَالنَقعُ ثار دُخانا وَالظُبا شَرَرٌ

وَما سوى حطبِ الأَجسام مَوقودُ

نام الرَعايا وَقَلبُ البَرق يَخفق من

رعب بِه وبطرف النجم تسهيدُ

وأمّنَتهم مِنَ الآفات طلعة من

أَضحى وطالعه بِالنصر مسعودُ

وَقالَ داعي الندى في الناس حيّ عَلى

خَير الصِلات فَإِنّ الوقت مَشهودُ

وَقَد ناعي العدا في الحال مبتدراً

يَقول في الفقر يا أَعداءَه بيدوا

سُلَّت رؤوسهم بالرعب مِن أَمَدٍ

وَطرفُ مُرهَفِهِ في الجفن مَغمودُ

وَمظلمُ النَقعِ مِن إِشراق طلعته

منوِّر وَلَهُ في الأُفق تَصعيدُ

إِن قال صِدنا الثنا في السلم من كرمٍ

فَما يقال لنا في الحَرب قل صيدوا

أَو قال سُدنا الوَرى بيضَ الوجوه فَما

أَلوانُ أَوجهِ أَعدانا فَقل سودوا

عَلى التقى وَالنَدى والحلم مقتصرٌ

فأعجب لمقصور شيءٍ وَهوَ مَمدودُ

وَفَصلِ حُكمٍ وَصِدقٍ في الوعودِ فَهَل

عَلِمتم أَنَّ إِسمعيل داودُ

بعُظم عزّته الدنيا تَعِزُّ فَيا

زبيد مِنه هَناكِ العدل وَالجودُ

إِن يَجهل القاصِدُ المَعروفَ مِن ملكٍ

سواه فالعُرفُ مِن نُعماه مَعهودُ

مَخايلُ الجودِ لاحَت يَومَ مولده

في وَجهه قبل ما تقضى المَواليدُ

اِستَسقِ يمناه يا من قَلَّ ناصرُهُ

فأَنتَ مِن جود تِلكَ الكَفِّ منجودُ

وَاِطرُد همومك إِن يُحلِلكَ ناديَه

بِالسعد فَالعَكسُ في ناديه مَطرودُ

قَد أمّن الكون مِن خَوف ونوّره

أَبناؤهُ الغرّ أَو آباؤُهُ الصيدُ

وَقَد تعلّى عَلى بهرامَ منزلة

وَفاقَ ملكاً فَما كسرى وإفريدُ

وَقلَّدَتنا أَياديه حلىً فَشدا

بِالمَدحِ مِنّا لَهُ عِلمٌ وَتَقليدُ

وَفسَّرَت لأمانينا مَكارِمه

وَلاِبن عَبّاسَ في التَفسير تَجويدُ

يا مالِكاً مُلكُهُ العالي بِسؤدده

موطأٌ وَلَهُ بِالعَدل تَمهيدُ

يا من تطوَّل جوداً ها بَضائِعُنا

عرضَ المدائح وَالتَقصير مَوجودُ

إِلى علاك قطعتُ البحر في سفرٍ

يُواصِل القَلب دأباً فيهِ تَنكيدُ

حُرِمتُ لذّةَ عَيشي إِذ حللت بِهِ

وَبان عَنّي مَحبوب وَمودودُ

وَأَسكَرَتني كؤوسُ الهمّ فيهِ ومن

أَمواجِهِ الرَقصُ فينا وَالعَرابيدُ

وَفُطِّرَ القَلب مَمّا صام عَن فرح

فيهِ وَيَومَ أَرى ناديك لي عيدُ

نظرتَ نَحوي بعين العطف من كرمٍ

فَاِسمع مَديحاً لَهُ في الصدق تَوكيدُ

إِن كُنتُ بِالحُسنِ لَم أُطلِق قَوافيَهُ

فَبالكلال لِذِهني اليوم تَقييدُ

وَفكرتي عَقِمَت مِمّا لَقيتُ فَلَم

يُنتَج لَها مِثلَ ما أَرضاهُ تَوليدُ

ولطفُ خيرك لِلعافي الغَريب لَهُ

في الأَرضِ سَيرٌ وَفي الآفاق تَخليدُ

طَوِّق بِحلي النَدى عُنقي يَكُن لَكَ مِن

نظمي وَسَجعي عَلى الأَوراقِ تَغريدُ

وَدم مَليكاً عَلى الجدّ ترتع في

رَبيع عدلك شاةُ القَوم وَالسّيدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صب للقياك بالأشواق معمود

قصيدة صب للقياك بالأشواق معمود لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها خمسون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي