صب نأى فأفاعي البين تلسعه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صب نأى فأفاعي البين تلسعه لـ أبو الحسن التهامي

اقتباس من قصيدة صب نأى فأفاعي البين تلسعه لـ أبو الحسن التهامي

صَبٌّ نَأَى فَأَفاعي البَينِ تلسعه

وَلَيسَ عِندَ ذَوي الآلامِ يَنفَعُهُ

مشرق شَقَّ عنه ثَوبَ سَلوَتِهِ

حُزناً وَأَضحى سَلبياً مِنهُ ينزَعُهُ

في كُلِّ يَومٍ له من فِرطِ لَوعَتِهِ

جِنيَّةٌ في رَضى الأَحبابِ تَصرعُه

يا صاحِبيَّ أَصبِحاني راح عذركما

كَأَساً تردَّدَ في بؤسي تَشعشُعُه

وَخَلِّياني وطرف الحُبِّ أَركضه

حَتّى تَكَلُّ عَناءً منه أَربعُهُ

أَستودع اللَهَ في أَرض الحِجازِ رشاً

في رَوضَةِ القَلبِ مأواهُ وَمربَعُهُ

إِن يُعظِمُ البين قَلبي من تَعذُّبهِ

فَلِلصَّبابَةِ ثدي راح يُرضعُهُ

ما بنت عنه قِلىً مَنّي لصُحبَتِهِ

وَلا لودٍ سَها عنه يضيعُهُ

بَل غالَني فيهِ واشٍ ما قدرتُ عَلى

مرادهِ في مضرّاتي فأدفعُهُ

وآشٍ وَشا في أَذائي جهدَ طاقته

فَلا تَهنّا بحلو العيشِ يَجرَعُهُ

موكَّلٌ بِنَبات الخَيرِ يَحصُدُهُ

وَلا يَرى مِن صَوابِ الأي يَزرَعُهُ

قَد كانَ يَحكُمُ ما يَهوى فَأَقبَلُهُ

وَما أَتى مِن خِطابٍ كُنتُ أَسمَعُهُ

فَرُحتُ أَفرقُ مِن مَوتي بِمَنزِلِهِ

إِذ كانَ لَيسَ لَهُ حِفظٌ فَيُردِعُهُ

بِاللَهِ يا وَجدُ رِفقاً بِالفُؤادِ فَما

أَطيقُ أَكثَرَ مَمّا أَنتَ تَصنَعُهُ

كَيفَ العَزاء لمن في الغرب مُهجَتُهُ

وَجسمه بَلدُ الفِسطاطِ مَرتَعُهُ

صَبٌّ سَرى النَوم عَن جفنيهِ مُرتَحِلاً

فَالدَمع في إِثرِهِ جارٍ يُشَيِّعُهُ

وَأَنتَ يا وَصلُ عُج في رَبع فُرقتنا

عَساكَ تَجمع شَملاً عِزَّ مَجمَعُهُ

وَأَسقِهِ من حَيا التَقريب ساريَة

فَإِنَّهُ داثِر قَد مُجَّ مَوضِعُهُ

عَسى اللَياليَ بِأَوطاي الَّتي سلفت

يرجعن فيهِ رُجوعاً لا تُوَدِّعُهُ

فَكَم تركنا هلال الكأسِ طالعة

فيهِ تُغَيِّب هَمَّ النَفسِ مطلِعُهُ

سَماؤُهُ كَفَّ من كَفَّ الغَرامَ بِهِ

مَمدودَةٌ نَحوَ حَبل الصَبرِ يَقطَعُهُ

وَالرّاح رائِحَةٌ فينا وَغادِيَة

عَلى مَجالِسِ رَبعٍ جَلَّ مرتَعُهُ

راحٌ هيَ الرِيحُ فاجعلها عَلى طربٍ

تِجارة قَبلَ خُسرٍ لَيسَ يَنفَعُهُ

وَمُت بِها مَوتُ مَن يُرجى الحَياة لَهُ

فَمَيِّتُ الرّاحِ مَيتٌ صَحَّ مَرجِعُهُ

مَخبيَّةُ الدَهرِ كانَت في ذَخائِرِهِ

فَجادَ من صَفوِها ما كانَ يَمنَعُهُ

كَأَنَّها شفقٌ وَالمزجُ يكسِبُها

غَيماً سرياً بِلا ريثٍ يُقشِّعُهُ

وَلائِمٌ لامَني جَهلاً فَقُلتُ لَهُ

لي في الصَبابَةِ عُذرٌ لَيسَ تَدفعُهُ

لي فاصِرف اللَومَ قَلبٌ شاعَ منكَشِفاً

في مَذهَبِ الحُبِّ يا هَذا تَشَيُّعُهُ

وَمهجة لإِمام الحُسنِ يتبعها

فَالوجه عَهدٌ عَلَينا لَيسَ يَخلَعُهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صب نأى فأفاعي البين تلسعه

قصيدة صب نأى فأفاعي البين تلسعه لـ أبو الحسن التهامي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن أبو الحسن التهامي

أبو الحسن التهامي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي