صداق المعالي مشرفي وذابل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صداق المعالي مشرفي وذابل لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة صداق المعالي مشرفي وذابل لـ ابن المقرب العيوني

صِداقُ المَعالي مَشرفِيٌّ وَذابِلُ

وَسابِغَةٌ زَغفٌ وَأَجرَدُ صاهِلُ

وَطَعنٌ إِذا الغُزُّ المَساعيرُ أَقبَلَت

تَخُبُّ مَذاكيها بِها وَتُناقِلُ

وَضَربٌ إِذا ما الصِيدُ هابَت وَأَحجَمَت

وَفَرَّ مِنَ الفرسانِ مَن لا يُنازِلُ

وَنَصّ القِلاص القُودِ تَخدي كَأَنَّها

نَعامٌ بِأَعلى قُلَّةِ الدَوِّ جافِلُ

يَجُوبُ بِهِ البَيداءَ كُلُّ شَمَردَلٍ

يُسارِعُ في كَسبِ العُلى وَيُعاجِلُ

سَواءٌ عَلَيهِ لَيلُهُ وَنَهارُهُ

وَتَهجِيرُهُ وَقتَ الضُحى وَالأَصائِلُ

فَيا خاطِبَ العَلياءِ لا تَحسَبَنَّها

حَديثَ العَذارى أَنشَأَتهُ المَغازِلُ

تَنَحَّ وَدَعها هَكَذا غَيرَ صاغِرٍ

لِمَلكٍ هُمامٍ ما اِشتَهَت فَهوَ باذِلُ

أَغَرُّ عُيونِيٌّ كَأَنَّ جَبينَهُ

صَفيحَةُ سَيفٍ أَخلَصَتهُ الصَياقِلُ

نَماهُ إِلى العَلياءِ فَضلٌ وَعَبدَلٌ

وَأَحمَدُ وَالقَرمُ الهِزَبرُ الحُلاحِلُ

هُوَ المَشرَبُ العَذبُ الَّذي طابَ وِردُهُ

إِذا خَبُثَت لِلشّارِبينَ المَناهِلُ

سمامُ العِدى جَمُّ النَدى دافِعُ العِدى

بَعيدُ المَدى يَعلُو بِهِ مَن يُطاوِلُ

بِهِ اِفتَخَرَت هِنبٌ وَطالَت بِمَجدِهِ

لُكَيزٌ وَعَزَّت عَبدُ قَيسٍ وَوائِلُ

لَهُ ذِروَةُ المَجدِ المُؤَثَّلِ وَالعُلى

إِذا اِنشَعَبَت يَومَ الفَخارِ القَبائِلُ

حَميدُ السَجايا ما تَروحُ عِداتُهُ

مُسالمةً هاماتُهُم وَالمَناصِلُ

يُحكِّمُ في أَعدائِهِ حدَّ سَيفِهِ

إِذا حُطِّمَت في الدّارِعينَ العَوامِلُ

إِذا ما رَآهُ ناظرٌ خالَ أَنَّهُ

شِهابٌ عَلى جانٍ مِنَ الأُفقِ نازِلُ

يَرومُ ذَوو الأَغراضِ إِدراكَ شَأوِهِ

وَأَينَ مِنَ البَحرِ الخِضَمِّ الجَداوِلُ

وَهَيهاتَ نَيلُ الفَرقَدينِ وَلَو رَقى

عَلى مُشمَخِرّاتِ الذُرى المُتَناوِلُ

هُوَ البَحرُ لَكِن مَدُّهُ غَيرُ جازِرٍ

هُوَ البَدرُ إِلّا أَنَّهُ الدَهرَ كامِلُ

هُوَ الشَمسُ في جَوِّ السَماءِ وَنُورُها

عَلى كُلِّ مَن فَوقَ البَسيطَةِ شامِلُ

هُوَ المُزنُ إِلّا أَنَّهُ فَوقَ سابِحٍ

وَفي كُلِّ أَرضٍ مِنهُ سَحٌّ وَوابِلُ

هُوَ اللَيثُ إِلّا أَنَّ عِرِّيسَهُ القَنا

وَصيداتِهِ الصّيدُ المُلوكُ العَباهِلُ

هُوَ النَصلُ لَكِن لا يحُسُّ غِرارَهُ

بَنانٌ وَبِالأَيدي تُحَسُّ المَناصِلُ

إِذا صَبَّحَت راياتُهُ دارَ مَعشَرٍ

عِدىً كَثُرَت أَيتامُها وَالأَرامِلُ

وَإِن رُبِطَت بَينَ القِبابِ جِيادُهُ

فَهُنَّ بِأَكبادِ المُلوكِ جَوائِلُ

فَقُل لِلعِدى مَهلاً قَليلاً فَإِنَّهُ

سِمامٌ لِمَن يَبغي العَداوَةَ قاتِلُ

كَأَنَّكُم لَم تَعرِفُوا سَطَواتِهِ

إِذا الحَربُ فارَت مِن لَظاها مَراجِلُ

سَلُوا تُخبَرُوا مِن غَيرِ جَهلٍ لِفِعلِهِ

بَني مالِكٍ فَالحُرُّ بِالحَقِّ قائِلُ

أَلَم يَجلِبِ الجُردَ العِتاقَ شَوازِباً

مِنَ الخَطِّ تَتلُوها المَطايا المَراسِلُ

إِلى أَن أَناخَت بِالدَجانيّ بَعدَما

بَراها السُرى وَالأَينُ فَهيَ نَواحِلُ

فَصَبَّحنَ حَيّاً لَم تُصَبَّح حِلالهُ

قَديماً وَلا رامَت لِقاهُ الجَحافِلُ

فَكُم قَرمِ قَومٍ غادَرَتهُ مُجَدَّلاً

تَقُطُّ شَواهُ الخامِعاتُ العَواسِلُ

وَكَم مالِ نَحّامٍ مِنَ القَومِ أَصبَحَت

تُقَسَّمُ غَصباً جُلُّهُ وَالعَقائِلُ

وَكَم عاتِقٍ لَم تَترُكِ الخِدرَ ساعَةً

تُقلِّبُ كَفَّيها لَهُ وَهيَ ثاكِلُ

تَقُولُ وَدَمعُ العَينِ مِنها كَأَنَّهُ

جُمانٌ هَوى مِن سِلكِهِ مُتوابِلُ

حَنانيكَ يا اِبنَ الأَكرَمينَ فَلَم تَدَع

لَنا أَملاً تُلوى عَلَيهِ الأَنامِلُ

وَفي لِينَةٍ أَردى شَغاميمَ طَيِّئٍ

جِهاراً وَلَونُ الجَوِّ بِالنَقعِ حائِلُ

عَشِيَّةَ لا يَلوي عِنانَ جَوادِهِ

حِمىً وَالعَذارى دَأبُهُنَّ التَعاوُلُ

غَدا مِثلَ ما راحَ الظَليمُ يَحُثُّهُ

عَلى الجَريِ لَيلٌ قَد أَظَلَّ وَوابِلُ

فَإِن يَنجُ مِن أَسيافِهِ فَلَقَد نَجا

وَفي قَلبهِ خَبلٌ مِن الرُعبِ خابِلُ

وَكانَ لَهُم بِالحَزمِ يَومٌ عَصَبصَبٌ

وَقَد حَشَدَت لِلحَربِ تِلكَ القَبائِلُ

عَنينٌ وَآلُ الفَضلِ مِن آلِ بَرمَكٍ

وَكُلُّهُمُ لِلعِزِّ أَنفٌ وَكاهِلُ

وَجاءَت زَبيدٌ كَالجَرادِ وَطَيِّئٌ

وَكُلٌّ يُمَنّي نَفسَهُ ما يُحاوِلُ

وَكانُوا يَظُنّونَ الأَميرَ بِدارِهِ

مُقيماً وَجاءَتهُم بِذاكَ الرَسائِلُ

فَضاقَت عَلى أَحياءِ قَيسٍ رِحابُها

مِنَ الخَوفِ وَاِنسَدَّت عَلَيها المَناهِلُ

وَجاءَت إِلَيهِ الرُسلُ مُخبِرَةً لَهُ

بِما قَد دَهى وَالأَمرُ إِذ ذاكَ هائِلُ

فَسارَ مِنَ الأَحساءِ تَطوي بِهِ الفَلا

عِتاقُ المَذاكي وَالمَطِيُّ الذَوامِلُ

فَمَرَّت بِقَصرِ العَنبَرِيِّ وَلَم يَكُن

لَها بِسِوى دارِ الأَعادي تَشاغُلُ

فَما شَعَروا حَتّى تَداعَت عَلَيهِمُ

كَما يَتَداعى صَيِّبٌ مُتَوابِلُ

شَوائِلُ تشوال العَقارِبِ فَوقَها

لُيُوثٌ وَلَكِن غابُهُنَّ القَساطِلُ

فَثارُوا يُرِشّونَ الطّرادَ وَكُلُّهُم

يُطاعِنُ في مَوجاتِها وَيُجاوِلُ

إِلى أَن بَدَت مِن آلِ فَضلٍ عِصابَةٌ

قَصيرٌ لَدَيها الباذِخُ المُتَطاوِلُ

يَقودُ نَواصِيها أَخُو الجُودِ ماجِدٌ

وَفَضلٌ إِذا هابَ الكَمِيُّ المُنازِلُ

وَأَحمَدٌ السامي عَظيمٌ وَكُلُّهُم

أَخُو ثِقَةٍ يَعلُو عَلى مَن يُصاوِلُ

فَزادَ مَقاديمَ الفَوارِسِ بَعدَما

تَحَطَّمَ فيها مَشرَفِيٌّ وَذابِلُ

وَأَقبلَ لَيثُ الغابِ أَعني مُحمّداً

يُفَتِّشُ عَن أَشبالِهِ وَيُسائِلُ

فَقِيلَ لَهُ تَحتَ العَجاجَةِ دَأبُهُم

طِعانُ العِدى في حَيثُ تَخفى المَقاتِلُ

فَأَورَدَهُم صَدرَ الحِصانِ كَأَنَّهُ

بِأَخذِ نُفوسِ القَومِ بِالسَيفِ كافِلُ

فَطارُوا سِلالاً مِن أَسيرٍ وَهارِبٍ

وَمِن هالِكٍ تَبكي عَلَيهِ الثَواكِلُ

وَلَم يَبقَ إِلّا خائِفٌ مُتَرَقِّبٌ

حِماماً سَريعاً أَو نَزيلٌ مُنازِلُ

وَمِن بَعدِ ذاكَ العِزِّ أَضحَت مُلُوكُهُم

وَكُلٌّ لَدَيهِ خاشِعٌ مُتَضائِلُ

وَلا عارَ لَو عاذُوا بِأَكنافِ سَيِّدٍ

يَطُولُ فَلا تُرجى لَدَيهِ الطَوائِلُ

فَمِن قَبلِ ذا عاذَت بِأَكنافِ هانِئٍ

بَنُو مُنذِرٍ إِذ عارَضَتها الغَوائِلُ

فَقُل لِعُقَيلٍ غَثِّها وَسَمينِها

إِذا جَمَعتها في النُجوعِ المَحافِلُ

أَلا إِنَّما فِعلُ الأَميرِ مُحَمَّدٍ

لِإحياءِ ما سَنَّ الجُدودُ الأَوائِلُ

هُمُ بِخَزازَى دافَعُوا عَنكُمُ العِدى

وَذَلِكَ يَومٌ مُمقِرُ الطَعمِ باسِلُ

فَشُكراً بِلا كُفرٍ لِسَعيِ رَبيعَةٍ

فَما يَكفُرُ النَعماءَ في الناسِ عاقِلُ

إِلَيكَ اِبنَ شَقّاقِ الفَوارِسِ مِدحَةٌ

تُطَأطَأ لَها مِن حاسِديكَ الكَواهِلُ

أَتَتكَ كَنَظمِ الدُرِّ مِن ذي قَرابَةٍ

لِإِحياءِ وُدٍّ لا لِمالٍ يُحاوِلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صداق المعالي مشرفي وذابل

قصيدة صداق المعالي مشرفي وذابل لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها سبعون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي