صدت بنعمان على طول الصدى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صدت بنعمان على طول الصدى لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة صدت بنعمان على طول الصدى لـ مهيار الديلمي

صدَّتْ بنعمانَ على طول الصدَى

دعها فليس كلُّ ماءٍ مَوردا

لحاجةٍ أمسَّ من حاجاتها

تخطَّأتْ أرزاقَها تعمُّدا

ترى وفي شروعها ضراعةٌ

حرارةً على الكبودِ أبردا

عادةُ عزٍّ جَذَبَتْ بخَطْمِها

وكلُّ ذي عزٍّ وما تعوَّدا

لا حَمَلَتْ ظهورُها إن حَمَلَتْ

رِجْلاً على الضيم تقَرُّ أو يدا

إن لم يلِقْها جانبٌ مقاربٌ

فارمِ بها الجنبَ العريضَ الأبعدا

خاطرْ ولَو أردى الخِطارُ إنه

لا يأمن الذلَّةَ مَن خاف الردَى

لا يُحرزُ الغايةَ إلا بائعٌ

بغِلظةِ العيش الرقيقَ الرَّغَدا

يَطوي الفلا لا يستضيفُ مؤنساً

والليلَ لا يسأل نجماً مرشدا

إذا رأى مَطعمةً خافضةً

عوَّذَ بالله ومالَ الحَيَدا

يُعطي جِذابَ الشهواتِ عُنُقاً

شمساءَ لا تَعرف إلا الصَّيَدا

تمارسُ الأيّامُ منه كلّما

حارنَ أو لجّ غلاماً نَكِدا

يعزِفُ إلا عن فُكاهاتِ الهوى

وقد رأى فيه الحبيبَ المسعِدا

أَقسمَ بالعِفّةِ لا تيَّمهُ

ظبيٌ رنا أو غُصُنٌ تأوَّدا

ولا قَرَى صَبابةً فؤادَه

إلا السلوَّ حاضراً والجَلَدا

شأنَك ياابنَ الصَّبَواتِ فالتمسْ

غيري أخاً لستُ لهنَّ وَلَدا

مولاك من لا يخلقُ الشوقُ له

وجداً ولا طولُ البعاد كمدا

كأنما يَشهدُ من عَفافه

على المشيبِ يافعاً وأمردا

موقَّراً متَّعظاً شبابهُ

كأنما كان مَشيباً أَسْودا

تحسبه نزاهةً وكرماً

ومجدَ نفسٍ بابن أيوبَ اقتدَى

فِدَى عميدِ الرؤساء مُصفِرٌ

لو طاب لا يصلُح إلا للفِدَى

يرضَى بما ساق إليه غَلطُ ال

حظّ ولم يسعَ له مجتهدا

يعجَبُ من جهالةِ الأيّام في

وِجدانه ما لم يكن لينشُدا

تحسبه جاء يريد غيره

فضلَّ عن طريقِهِ وما اهتدى

وحاسدٍ فخارُه معْ نقصِهِ

في الناس أن عادى العلا وحسَدا

تُلهِبُ نارُ الغيظ في ضلوعه

جمراً يقول حرُّها لا بَرَدا

زال بنصرِ مجدِهِ غيران ما

نازلَ إلا ظافراً مؤيَّدا

مدّ إلى أخذِ العلا فنالها

يداً تبوعُ ساعداً وعَضُدا

تَقضِي له الأقلامُ من حاجاتها

ما استقضت الذابلَ والمهنَّدا

ما زال يرقَى في سماواتِ العلا

بروجَها الأسعدَ ثمَّ الأسعدا

مصاعداً نجومها حتى إذا

تطاولتْ خلَّفَها وصعِدا

رأى المعالي بالمساعي تُقتضَى

والشرفَ المحرَزَ من كسبِ الندَى

فصاعبَ الأُسودَ في أغيالها

صرامةً وجاودَ الغيثَ جَدَا

وكلّما قيل له قِفْ تسترحْ

جزتَ المدَى قال وهل نلتُ المدَى

ناهضَ ثِقلَ الدولتين فكفى ال

مُلكَ الطريفَ ما كفاه المتلَدا

وكان للأمريْن منه جُنَّةً

مسرودةً وصارماً مجرّدا

فاغترسَ القادرُ يومَ نصرهِ

واستثمرَ القائمُ بالأمر غدا

قام بأمرٍ جامع صلاحَهُ

فضمَّه بنفسه منفردا

فلستُ أدري أَلِوَحيٍ هابط

أم اختياراً لقَّباه الأوحدا

وزارةٌ وفَّرها لدَستِهِ

أنَّ أباه قبلُ فيه استندا

دبَّرها مستبصراً فلم يكن

مفوِّضاً فيها ولا مقلِّدا

يُسنِد عن آبائه أخبارَها

صادقةً إذا اتهمتَ المُسنِدا

وأعتقُ الناس بها من لم يزل

مكرَّراً في بيتِها مردَّدا

يا من مخضتُ الناسَ فاستخلصتهُ

بعدَ اجتهادي فالياً منتقدا

والبازلُ العَوْدُ وقد نبذتُهم

بَكِيّةً معرورةً أو نَقَدا

ذلّلتَ أياميَ واستقربتَ لي

غُلُبَّةً وفاءها المستبعَدا

هوّنْتَ عندي الصعبَ من صروفها

فخلتُ أفعاها الوَثُوبَ مَسَدا

أعديتَها بحفظك العهدَ فقد

صارت صديقاً بعد أن كانت عِدا

ولم تضيِّع حُرَماً أحكمها

قديمُ حقّي فيكُمُ وأكَّدا

أنتَ كما كنتَ أخاً مُخالِلاً

بحيثُ قد زدتَ فصرتَ سيّدا

فاسمعْ أقايضْك بها قواطناً

سوائراً معقَّلاتٍ شُرَّدا

عوالقاً بكلِّ سمعٍ صَلِفٍ

يلفِظُ أن يَقبلَ إلاّ الأجودا

مما قهرتُ فجعلتُ وعرَه

مُدَيَّناً وحرَّه مستعبَدا

مَطارِباً إذا احتبى الراوي لها

شككتَ هل غنىً بها أم أنشدا

تُخالُ أَرجازاً من استقصارها

وقد أطال شاعرٌ وقَصَّدا

يَمضي الفتى الموسومُ في فخارها

صفحاً وتُبقِي عِرضَه مخلَّدا

تَحمِلُ أيّامُ التهاني تُحَفاً

منها إليك بادئاتٍ عُوَّدا

ما دامت الغبراءُ أو ما حَمَلتْ

مدحوّةٌ من الجبال وَتِدا

سنينَ تطويهنّ حيَّاً سالماً

مُنَورِزاً في العزّ أو معيِّدا

لا الشعرُ تَبلَى أبداً رسومُهُ

فيك ولا تُعدَمُ أنت سَنَدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة صدت بنعمان على طول الصدى

قصيدة صدت بنعمان على طول الصدى لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ستون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي