صدت فجذت حبل وصلك زينب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صدت فجذت حبل وصلك زينب لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة صدت فجذت حبل وصلك زينب لـ ابن المقرب العيوني

صَدَّت فَجَذّت حَبلَ وَصلِكَ زَينَبُ

تِيهاً وَأَعجَبَها الشَبابُ المُعجِبُ

وَلَطالَما فَعَلَت تُطيلُ مُرورَها

وَتَجِيءُ عَمداً كَي تَراكَ وَتَذهَبُ

لا تَعجَبَن يا قَلبُ مِن هِجرانِها

فَوِصالُها لَو دامَ مِنهُ أَعجَبُ

أَغرى المَليحَةَ بِالصُدودِ ثَلاثَةٌ

نَأيٌ وَإِقلالٌ وَرَأسٌ أَشيَبُ

فَاِضرِب عَن اِستِعتابِها صَفحاً فَما

ذَو الشَيبِ وَالإِفلاسِ مِمَّن يَعتِبُ

وَاِستَبقِ ماءَ الوَجهِ فيهِ وَكُن بِهِ

حَجِياً وِلا تَقُلِ القُلوبُ تَقَلَّبُ

وَلَئِن طَمِعتَ بَأَن تُريعَ وَتَرعَوي

وَالحالُ تِلكَ فَمَرحَباً يا أَشعَبُ

يا حَبَّذا وَادي الحَساءِ فَإِنَّهُ

لَو ساءَني وادٍ إِليَّ مُحَبَّبُ

يا حَبَّذا دَربُ السَّليمِ وَحَبَّذا

ذاكَ القَطينُ بِهِ وَذاكَ المَلعَبُ

وَعِصابَةٌ فارَقتُهُم لا عَن قِلىً

مِنّي وَلا لي غَيرُ وَالدِهِم أَبُ

وَكَريمَةُ الطَرفينِ ذِروَةُ وائِلٍ

آباؤُها وَجُدودُها إِذ تُنسَبُ

شاطَرتُها شَرخَ الشَبابِ وَماؤُهُ

يَجري وَجَذوَةُ نارِهِ تَتَلَهَّبُ

لا تَحسَبُ الأَيّامَ تُبلي جدَّةً

أَبَداً وَلا بَردُ الشَبيبَةِ يُسلَبُ

وَبَعِيدَةٍ الأَقطارِ طامِسَةِ الضُّوى

تِيهاً تَموتُ بِها الظِبا وَالأَرنَبُ

يَتشابَهُ الطّرفُ المُجَلّلُ إِن بَدا

في عَينِ سالِكِ جَوِّها وَالثَعلَبُ

أَقحَمتُها شَرجَ النَّجاءِ شِمِلَّةً

أَحَداً يُباريها كمَيتٌ مُذهِبُ

ما لي بِها مِن صاحِبٍ إِلّا هُما

وَمُهَنَّدٌ عَضبٌ وَقَلبٌ قُلّبُ

وَلَقد حَلَبتُ الدَهرَ أشطُرَ نابِهِ

وَعَرَفتُ ما يُبدي وَما يَتَغَيَّبُ

فَإِذا مَوَدَّةُ كُلِّ مَن أَصفَيتُهُ

وُدّي لَدى الحاجاتِ بَرقٌ خُلَّبُ

يا هاجِرَ الأَوطانِ يَطلُبُ ماجِداً

يَلجا إِلَيهِ مِن الزَمانِ وَيَهربُ

اِنزل عَلى الملكِ الَّذي بِفنائِهِ

تُلقى الرِّحالُ وَيَستَريحُ المُتعَبُ

اِنزل عَلى البَحرِ الخِضَمِّ فَما بَقى

مَلكٌ سِواهُ بِهِ تُناخُ الأَركُبُ

اِنزل عَلى الطَّودِ الأَشَمِّ فَإِنَّهُ

حِصنٌ يُحاذِرُهُ الزَمانُ وَيرهبُ

اِنزل عَلى النَدبِ الهُمامِ فَما تَرى

أَحَداً سِواهُ إِلى المَكارِمِ يَرغَبُ

مُتَوَقِّدُ العَزماتِ يُخشى بَأسُهُ

وَيَخافُ صَولَتَهُ الهِزَبرُ الأَغلَبُ

أَمضى مِن الصِّمصامِ عَزماً وَالدِما

تَكسو المَناكِبَ وَالنُفوسُ تُسَلَّبُ

وَالبيضُ في أَيدي الكُماةِ ضِياؤُها

يَطفو مِراراً في الغُبارِ وَيَرسُبُ

وَكَأَنَّ أَطرافَ الأَسِنَّةِ أَنجُمٌ

شُهبٌ وَداجي النَّقعِ لَيلٌ غَيهَبُ

في مَعرَكٍ عاثَ الرَدى في أَهلِهِ

فَمُعَفَّرٌ وَمُضَرَّجٌ وَمُقَعضَبُ

أَلِفَ الحُروبَ جَوادُهُ فَكَأَنَّهُ

مِن ماءِ هاماتِ الفَوارِسِ يَشرَبُ

يَهوي اِنقِضاضاً في المكَرِّ كَما هَوى

لِقَنيصَةٍ حَجنُ المَخالِبِ أَشهَبُ

ما صَبَّحَت داراً هَوادي خَيلِهِ

إِلّا وَقامَ المَوتُ فيها يَخطُبُ

لِلّهِ دَرُّكَ أَيُّ فارِسِ نَهمَةٍ

وَاليَومُ يَومٌ بِالجِيادِ عَصَبصَبُ

وَمَلاذِ مَكروبٍ وَعِصمَةٍ آمِلٍ

أَذكى الرَجاءَ بِهِ وَعَزَّ المَطلَبُ

لَم يُمنَعِ العافونَ إِلّا عِرضَهُ

وَالعِرضُ عِندَ ذَوي النُهى لا يُوهَبُ

نَفسٌ لِعَمري مُرَّةٌ وَخلائِقٌ

أَحلى مِن الماءِ الزُلالِ وَأَعذَبُ

يَفديكَ يا خَيرَ المُلوكِ مَعاشِرٌ

ظَهَرُوا وَلَكِن عِندَما ظهرُوا غَبُوا

إِن يُمدَحوا غَضِبُوا عَلى مُدّاحِهِم

خَوفَ الجَزاءِ وَإِن هُجُوا لَم يَغضَبوا

أَموالُهُم فَوقَ السِماكِ وَجاهُهُم

يَغلو عَلى مُستامِهِ إِذ يُطلَبُ

جَعَلوا وِقاءَ حُطامِهم أَعراضَهُم

فَغَدَت تُمَزَّقُ في البِلادِ وَتُنهَبُ

فَلِذاكَ قالَ الناسُ في آبائِهم

قَبحَ الإِلَهُ أُبُوَّةً لَم يُنجِبُوا

لِلّهِ دَرُّكَ يا عَلِيُّ فَلَم يَعُد

إلّاكَ في هَذا الزَمانِ مُهَذَّبُ

أَضحَت بِكَ الأَحساءُ ساكِنَةً وَقَد

رَجَفَت بِمَن فيها وَكادَت تُقلَبُ

لَو لَم تَدارَكهَا وَتَرأَب صَدعَها

لَغَدت بِها خَيلُ الهَلاكِ تَوَثَّبُ

أَحيَيتها بَعدَ المَماتِ وَبَعدَما

قامَت بَواكيها تَنوحُ وَتَندُبُ

وَمَنَعتَها مِن بَعدِ ما كانَت سُدىً

في كُلِّ ناحِيةٍ تُغارُ وَتُنهَبُ

وَمَلأتَها عَدلاً وَكانَت عُمِّمَت

جَوراً تَغورُ بهِ الدِيّارُ وَتُخرَبُ

وَرَفَعتَ عَنها المُؤذِياتِ وَطالَما

راحَ البَلا في جَوِّها يَتَصَبَّبُ

حَتّى كَأَنَّكَ وَالمُشَبِّهُ صادِقٌ

عُمَرٌ بِها وَكَأَنَّها لَكَ يَثرِبُ

نامَ الغَنِيُّ وَكانَ قَبلَكَ لا يَني

خَوفَ المَظالِمِ ساهِراً يَتَقَلَّبُ

وَمَشى الفَقيرُ ضُحىً وَهَوَّنَ آمِناً

بِالإِلتِفاتِ وَأَسفَرَ المُتَنَقِّبُ

إِيهاً أَبا المَنصورِ يَقظَة ثائِرٍ

بَطَلٍ لِعَلياهُ يَغارُ وَيَغضَبُ

لا تَركنَنَّ إِلى العُدوِّ وَلا تُطِع

آراءَ مَن في حَبلِ غَيرِكَ يَحطِبُ

وَاِعصَ الذَّليلَ إِذا أَشارَ وَلا تَثِق

في الكائِناتِ بِكُلِّ مَن تَستَصحِبُ

وَاِعلَم بِأَنَّ الناسَ قَد جَرَّبتهُم

فَإِذا صَحيحُ الوُدِّ مِنهُم عَقرَبُ

وَاِقبَل نَصيحَةَ ماجِدٍ بِاعدتَهُ

عَنكُم لِضَعفِ الرَأيِ وَهوَ الأَقرَبُ

آباؤُكَ الغُرُّ الكِرامُ إِذا اِنتَمَوا

آباؤُهُ وَجُدُودُهُ إِذ تُنسَبُ

أَبقى لَكُم في كُلِّ دارٍ حلَّها

شَرَفاً يُشَرِّقُ ذِكرُهُ وَيُغَرِّبُ

يَشري عَدُوُّكُمُ المُداجي بُعدَهُ

عَنكُم بِأَنفَسِ ما يُباعُ وَيُطلَبُ

تَرِدُ الكِلابُ الواسِعِيَّةُ حَوضَكُم

وَأُذادُ عَنهُ كَما يُذادُ الأَجرَبُ

وَتُجِلُّني أُسدُ الشَّرى في أَرضِها

وَبِأَرضِكُم يَسطو عَلَيَّ الثَّعلَبُ

وَبِقَوسِكُم في كُلِّ يَومٍ أَرتَمي

وَبِسَيفِكُم في كُلِّ يَومٍ أُضرَبُ

وَأَقولُ ما قالَ اِبنُ مُرَّةَ مُعلِناً

لا أُمَّ لي إِن دامَ ذاكَ وَلا أَبُ

لي في بِلادِ اللَّهِ عَمَّن لا يَرى

حَقّي مَراحٌ كَيفَ شِئتُ وَمَذهَبُ

فَاِحفَظ وِصاتي يا عَلِيُّ وَلا تُضِع

ما قَد وُليتَ فَحولَ شاتِكَ أَذؤُبُ

وَعَلَيكَ بِالعَدلِ الَّذي أَحيَيتَهُ

فَدُعاءِ باكٍ في الدُجى لا يُحجَبُ

وَبَقيتَ مَعمورَ الجَنابِ مُؤَيّداً

ما قامَ داعٍ بِالصَّلاةِ يُثَوِّبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صدت فجذت حبل وصلك زينب

قصيدة صدت فجذت حبل وصلك زينب لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها سبعة و ستون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي