صدفت لهيا قلبي المستهتر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صدفت لهيا قلبي المستهتر لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة صدفت لهيا قلبي المستهتر لـ أبو تمام

صَدَفَت لُهَيّا قَلبِيَ المُستَهتِرِ

فَبَقيتُ نَهبَ صَبابَةٍ وَتَذَكُّرِ

غابَت نُجومُ السَعدِ يَومَ فِراقِها

وَأَساءَتِ الأَيّامُ فيها مَحضِري

في كُلِّ يَومٍ في فُؤادي وَقعَةٌ

لِلشَوقِ إِلّا أَنَّها لَم تُذكَرِ

أَرِني حَليفاً لِلصِبا جارى الصِبا

في حَلبَةِ الأَحزانِ لَم يَتَفَطَّرِ

أَمّا الَّذي في جِسمِهِ فَسَلِ الَّتي

هَجَرَتهُ وَهوَ مُواصِلٌ لَم يَهجُرِ

صَفراءُ صُفرَةَ صِحَّةٍ قَد رَكَّبَت

جُثمانَهُ في ثَوبِ سُقمٍ أَصفَرِ

قَتَلَتهُ سِرّاً ثُمَّ قالَت جَهرَةً

قَولَ الفَرَزدَقِ لا بِظَبيٍ أَعفَرِ

نَظَرَت إِلَيهِ فَما اِستَنَمَّت لَحظَها

حَتّى تَمَنَّت أَنَّها لَم تَنظُرِ

وَرَأَت شُحوباً رابَها في جِسمِهِ

ماذا يُريبُكِ مِن جَوادٍ مُضمَرِ

غَرَضُ الحَوادِثِ ما تَزالُ مُلِمَّةٌ

تَرميهِ عَن شَزَنٍ بِأُمِّ حَبَوكَرِ

سَدِكَت بِهِ الأَقدارُ حَتّى إِنَّها

لَتَكادُ تَفجَأُهُ بِما لَم يَقدُرِ

ما كَفَّ مِن حَربِ الزَمانِ وَرَميِهِ

بِالصَبرِ إِلّا أَنَّهُ لَم يُنصَرِ

ما إِن يَزالُ بِحَدِّ حَزمٍ مُقبِلٍ

مُتَوَطِّئاً أَعقابَ رِزقٍ مُدبِرِ

العيسُ تَعلَمُ أَنَّ حَوباواتِها

رَيخٌ إِذا بَلَغَتكَ إِن لَم تُنحَرِ

كَم ظَهرِ مَرتٍ مُقفِرٍ جاوَزتُهُ

فَحَلَلتُ رَبعاً مِنكَ لَيسَ بِمُقفِرِ

بِنَداكَ يوسى كُلُّ جُرحٍ يَعتَلى

رَأبَ الأُساةِ بِدَردَبيسٍ قِنطَرِ

جودٌ كَجودِ السَيلِ إِلاّ أَنَّ ذا

كَدِرٌ وَأَنَّ نَداكَ غَيرُ مُكَدَّرِ

الفِطرُ وَالأَضحى قَدِ اِنسَلَخا وَلي

أَمَلٌ بِبابِكَ صائِمٌ لَم يُفطِرِ

عامٌ وَلَم يُنتِج نَداكَ وَإِنَّما

تُتَوَقَّعُ الحُبلى لِتِسعَةِ أَشهُرِ

جِش لي بِبَحرٍ واحِدٍ أُغرِقكَ في

مَدحٍ أَجيشُ لَهُ بِسَبعَةِ أَبحُرِ

قَصِّر بِبَذلِكَ عُمرَ مُطلِكَ تَحوِ لي

حَمداً يُعَمِّرُ عُمرَ سَبعَةِ أَنسُرِ

كَم مِن كَثيرِ البَذلِ قَد جازَيتُهُ

شُكراً بِأَطيَبَ مِن نَداهُ وَأَكثَرِ

شَرُّ الأَوائِلِ وَالأَواخِرِ ذِمَّةٌ

لَم تُصطَنَع وَصَنيعَةٌ لَم تُشكَرِ

لا تُغضِبَنَّكَ مُنهِضاتي إِنَّها

مَذخورَةٌ لَكَ في السِقاءِ الأَوفَرِ

أَفديكَ مورِقَ مَوعِدٍ لَم يَفدِني

مِن قَولِ باغٍ أَنَّهُ لَم يُثمِرِ

قَد كِدتُ أَن أَنسى ظِماءَ جَوانِحي

مِن بُعدِ شُقَّةِ مَورِدي عَن مَصدَري

وَلَئِن أَرَدتَ لَأَعذِرَنَّكَ مُحمَلاً

وَالعَجزُ عِندي عُذرُ غَيرِ المُعذِرِ

ما إِن أَراني مادِحاً وَمُعاتِباً

إِلّا وَقَد حَرَّرتُ فيكَ فَحَرِّرِ

وَاِعلَم بِأَنّي اليَومَ غَرسُ مَحامِدٍ

تَزكو فَتَجنيها غَداً في العَسكَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صدفت لهيا قلبي المستهتر

قصيدة صدفت لهيا قلبي المستهتر لـ أبو تمام وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي