صديق يداري الحزن عنك مماذق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صديق يداري الحزن عنك مماذق لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة صديق يداري الحزن عنك مماذق لـ مهيار الديلمي

صديقٌ يداري الحزنَ عنك مماذقُ

ودمعٌ يُغبُّ العينَ فيك منافقُ

وقلبٌ إذا عانى الأسى طلبَ الأسى

لراحته من رقّ ودّك آبقُ

بكى القاطنون الظاعنون وقوَّضَ ال

حُلولُ وصاحت بالفراق النواعقُ

ولكنني بالأمس لم تسر ناقةٌ

بمختلَس مني ولم يحدُ سائقُ

سلا عنه في أيّ المفاوز فاتني

وطرفي له راعٍ وطِرفِيَ سابقُ

تباغضنا الدنيا على حبّنا وإن

رأت مللاً ظلّت خِداعاً تُوامقُ

سوى أننا نغترُّ يا يومَ وبلها

بعاجلةٍ والآجلاتُ الصواعقُ

تصدّت بزور الحسن تقنصنا وما

زخارفها إلا رُبىً وخنادقُ

تبسَّمُ والثغرُ المقبِّل ناهشٌ

وتحسرُ والكفّ المصافح حابقُ

أتأمل منها حظوةً وهي عانس

ولم يحظ أقوام بها وهي عاتقُ

أمات أخي في الودّ أم غاض زاخرٌ

من العيش عني أم تقوّضَ شاهقُ

أظلَّ غمامٌ ثم طلَّ حِمامُهُ

وقد كنتُ في عمياءَ وهي بوارقُ

أعُدُّ له الأيّامَ أرجو شفاءَه

ولا علمَ لي أنّ المنونَ تسابقُ

وأعدِلُ بالخوف الشكوكَ تعلُّلاً

فيا سوءَ ما جرّت عليّ الحقائقُ

بمن لستُ أنسى من رواحٍ وبُكرةٍ

مضى صابحٌ بالأمس قبلي وغابقُ

دعوت فما لي لم أُجَبْ إنّ عائقاً

أصمَّك عني أن يلبِّي لعائقُ

تخطَّى الدواءُ الداءَ وهو مجرَّبٌ

وفات طبيباً رأيُهُ وهو حاذقُ

خفرناك حقَّ الودّ إذ أنت آمن

وخنّاك يوم الموت إذ أنت واثقُ

وقمنا فأوسعنا إليك طريقَهُ

وحولَك منا جحفلٌ متضايقُ

نخالفك القصدَ اعتماداً وكنت من

تساق إلى أهوائنا فتوافقُ

رحيباً على الطرّاق منا فما لنا

بَعِلنا جميعاً يوم جاءك طارقُ

طوى معشرٌ ذاك التنافسَ واستوى ال

حسودُ المعادي فيك لي والموافقُ

وغاضت مودَّاتٌ أقضَّت وقُطِّعتْ

عُرىً كنت وصّالاً لها وعلائقُ

سروري حبيس في سبيلك وقفهُ

ولذة عيشي بعد يومك طالقُ

تمسَّك بما كنَّا عليه ولا تحُلْ

عهودٌ وإن حال الردى ومواثقُ

وكن لي على ما كنتَ أمسِ معوِّدي

غداً مستعِدّاً إنني بك لاحقُ

أتتك السواري الغادياتُ فأفرغتْ

عليك مِلاءً والجواري الشوارقُ

ولو لم يكن إلا البكاءُ لأنبتت

عليك بما تُجرِي الحِداقُ الحدائقُ

رَثيت بعلمي فيك حتى كأنها

تملِّي عليّ القولَ تلك الخلائقُ

وهل يبلغ القولُ الذي كنت فاعلاً

ولم تسمع الحقَّ الذي أنا ناطقُ

وأُقسم ما أعطتك فضلَ فضيلةٍ

أقولُ بها في مائق وهو فائقُ

وكيف يناجَى نازحُ السمع فائتٌ

عليه مَهيلٌ من ثرىً متطابقُ

إذا الحيّ يوماً كان في الحيّ كاذباً

نِفاقاً فإن الحيّ في الميت صادقٌ

مضى صاحبي عني وقد شاب ودّنا

فيا ليتَ هذا والوداد مُراهقُ

بجهدك لا تألفْ خليلاً فإنها

بقدر مسرّات الألوفِ البوائقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صديق يداري الحزن عنك مماذق

قصيدة صديق يداري الحزن عنك مماذق لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي