صرف الوجد نحو قلبي عنانه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صرف الوجد نحو قلبي عنانه لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة صرف الوجد نحو قلبي عنانه لـ ابن فركون

صرَفَ الوجْدُ نحو قلبي عِنانَهْ

مُعْمِلٌ فيهِ سيْفَهُ وسِنانَهْ

والِهاً قد جَفاهُ دمْعُ جُفوني

حينَ أبْدى غرامَهُ وأبانَهْ

ما لِقَلْبي وجيرةَ الحيّ لمّا

أتْلَفوهُ وأصْبَحوا سُكّانَهْ

ولمُغرىً بحبّهم حينَ أمْسى

ساهِرَ الجَفْنِ بعْدهُمْ يَقظانَهْ

وبرَبْعِ الحِمى غَداة اسْتَقلّوا

طَلَلٌ بَثّ عندهُ أشجانَهْ

ما لَهُ والوقوفَ طوْعَ هَواهُ

برسومٍ قد أنكَرَتْ عِرْفانَهْ

والتي هامَ في صِفاتِ حُلاها

قد جَفا النوْمُ بعْدَها أجْفانَهْ

ذهبَتْ كلَّ مذْهَبٍ في هَواها

بفؤادٍ لا يَرْتَجي سُلوانَهْ

أينَ منها بدْرُ الدُجَى إنْ تجلّتْ

وهوَ يخشَى في أفْقِه نقْصانَهْ

لحظةُ الظّبْي في شَذا الزّهْرِ طِيباً

في سَنا الشّمسِ في انعِطاف الْبانَهْ

أيْنَ يا راكِبَ المَطيّةِ تبغي

دونَك الحيَّ فاتّبِعْ رُكْبانَهْ

أيَضِلُّ الرّكْبُ اليمانيُّ قَصْداً

وسَنا البرْق قدْ هَدَى أظْعانَهْ

ورياضٍ جالَ النّسيمُ لديْه

فثَنى فيه للّقا أغْصانَهْ

وأدارَتْ كأسُ السّحابِ مُداماً

ردّد الطيْرُ عندَها ألْحانَهْ

ما لغُصْنِ النّوى وقد مالَ زهْواً

لوْ أقامَتْ ريحُ الصَّبا نَشْوانَهْ

أتُرَى السحْبُ أمْ دموعيَ جادتْ

ريّةً فانثَنَتْ بِها ريّانَهْ

لا ولكن جودُ الخليفَة لمّا

جادها أمْسكَ الحَيا هتّانَهْ

ثمَّ وافَى أُمَّ البِلادِ مُعيداً

بِنداهُ لعَهْدِها ريْحانَهْ

ساجَلَ الغيْثُ إذْ أتاها نَداهُ

فثنى حين لمْ يُطِقْهُ عِنانَهْ

وتوارتْ شمسُ الضحى إذ تبدّتْ

شمسُ مَرْآهُ فذّةً حُسّانَهْ

حسدَ البدْرُ والغَمامُ سَناءً

وسنىً نورَ وجهه وبَنانَهْ

قد قضيْنا أوْطارَنا عندَما قدْ

حلّ موْلَى مُلوكِها أوْطانَهْ

واصلَ الرّبْعَ وهْوَ أشْوَقُ شيءٍ

للِّقا بعْدَ أن أرى هِجْرانَهْ

كمْ عُيونٍ تشوّفَتْ للِقاهُ

وقلوبٍ مَشوقَةٍ هَيْمانَهْ

مَنْ يُضاهي في الأرضِ يوسُفَ مَوْلىً

قد خبَرْنا تمْكينَهُ ومكانَهْ

من يُضاهِيه يوسُفيَّ خِلالٍ

بيْنَ دُنْيا أعظِمْ بِها ودِيانَهْ

يوسُفُ الصَّدْق مُعْجِبٌ بينَ وصْفَيْ

حجّتَيْهِ إنابَةً وإبانَهْ

لعُلاهُ في الغَيْبِ سرٌّ عجيبٌ

كلّ مَلْكٍ يبْدي لهُ إذْعانَهْ

فالشقيُّ الذي اعتدَى قبْلَ هذا

قرَّب الدهْرُ حتفَهُ وأحانَهْ

ألمَوْلى الملوكِ شرْقاً وغرْباً

يوسُفٍ يظهِرُ امْرؤٌ عِصْيانَهْ

كانَ حلفَ النجاةِ لوْ قد أتاهُ

راجياً منهُ لطْفَهُ وحَنانَهْ

ووليُّ الضّلالِ والبغْي لمّا

أن غَدا وهْوَ مُظْهِرٌ طغْيانَهْ

ظاهَرَ الكافِرين واعتزّ حتّى

أظهرَ الحقُّ والهُدَى بُرْهانَهْ

لكأني بهِ وقدْ خاب سَعْياً

وجَلَتْ دعوةُ الرّدى بُهْتانَهْ

وسُيوفُ الهُدَى تُحَكّمُ فيهِ

قد أحانتْهُ كيفَ شاءتْ مكانَهْ

ولسانُ الزّمانِ ينشِدُ لمّا

أعْدمَ اللهُ في الورى وِجْدانَهْ

سُمْتَ أهْلَ الغرورِ منهُمْ نكالاً

وخَبالاً وذِلّةً وإهانَهْ

لمْ يَزالوا للغدْرِ والمكْرِ أهْلاً

وهَواهُمْ قد أصْبَحوا عُبْدانَهْ

كان فيهمْ عُثْمانُهُم وهْوَ منهُمْ

فأباحُوا حِماهُ بلْ سُكّانَهْ

والطّريفيُّ عبْدُهُ عبْدُ سَوْءٍ

جمعَ اللُّؤمَ والخَنى والخِيانَهْ

سار منْ قبلُ للجَحيمِ بَشيراً

مُخبِراً أنّ بَعْدَهُ إتْيانَهْ

أخْذَةٌ روّعَتْ وبالدّمِ روّتْ

حين وافَتْ جَنابَهُ وجَنانَهْ

أوَ لمْ يعْلَموا بأنّ ابْنَ نَصْرٍ

يوسُفاً كفُّهُ كفَتْ عُدْوانَهْ

خاب قصْدُ الملوكِ إن لم تؤمِّلْ

منهُ إحْسابَهُ ولا إحْسانَهْ

ربّما حلّتِ السُعودُ حُباها

لو تلقّى منَ السّعيدِ أمانَهْ

ولأصْفَى له مشارِبَ نعْما

هُ وأوْلاهُ فضْلَهُ وامْتِنانَهْ

أخذ اللهُ منهُ خَبّاً لَئيماً

تابعاً في ضَلالِه شَيْطانَهْ

وهْوَ يُبْدي على مُظاهَرة الكفْ

رِ معَ البَغْي والخَنى جَرَيانَهْ

يتَمادى على الخِلافِ ويَدْري

أنهُ غيْرُ مُفلِحٍ مَنْ خانَهْ

تركَ المُلك والمَمالِكَ والما

لَ لديْهِ وكُلَّ عِلْقٍ صانَهْ

وكأنْ بالسّعيدِ وارِثَ ما قدْ

أظهَروهُ أو أضمَروا كِتْمانَهْ

وكأنْ بالسّعيدِ قد ساعَدَتْهُ

نيّةٌ منكَ مهّدت بُلْدانَهْ

أسّسَتْ مُلكَهُ على البرِّ حتّى

أصْعَدَتْهُ وشيّدتْ أرْكانَهْ

حلّ منهُ السّعيدُ ذِرْوَةَ عزٍّ

فهوَ عيْنٌ وقد غَدا إنسانَهْ

بكَ أضْحى والمُلْكُ طوْعُ يَديْهِ

حيثُ رقّيتَهُ لأعْلى مكانَهْ

يورِدُ السّيفَ في دِماءِ عِداهُ

فيُروّي في بَحْرِه ظَمْآنَهْ

إنما الغَرْبُ في يديْكَ مجالٌ

ملأتْ شيعةُ الهُدى مَيدانَهْ

فتهنّأْ يا ناصِرَ الدّين مُلكاً

فاقَ منصورَهُ شأَى مروانَهْ

لوْ أتَى قيصَرٌ لقَصّرَ عنْهُ

ولألْقى كِسْرَى لهُ تيجانَهْ

وهَنيئاً بمَقْدَمِ العزِّ يا مَنْ

ألْبَسَ العِزَّ مُضْفِياً أرْدانَهْ

وهنيئاً بها سَوابحَ تأتي

وهْيَ بيْن اسْتِمالَةٍ واستِكانَهْ

وحَكتْ صفْحةُ البِحارِ مُحَيّاً

فيه تُلْفي أجفانُها أجْفانَهْ

والذي جاء بالبِشارةِ منْها

رفَعَ اللهُ في الشّوانيِّ شانهْ

تأخُذُ الرّيحُ عنْ حُلاهُ وتأبى

أن تُباري هُبوبُها جَريانَهْ

لوْ بذلنا النّفوسَ كان قَليلاً

للذي قدْ أتَى بهِ وأبانَهْ

وتهنّأْ منْ قَبْلِ ذلك فتحاً

قرّبَ الدّهْرُ وقتَه وأوانَهْ

لا تَسَلْ عنْ سِواهُ إذ سوفَ تُلْفِي

جبلَ الفتحِ تابعاً شمَّانَهْ

قد علِمْتُمْ والشِّعْرُ أصْدقُ فالاً

ما دَعا المُصْطَفى لهُ حسّانَهْ

دونَ مَوْلايَ من نِظامِيَ خَوْداً

فذّةَ الحُسْنِ والحُلَى فتّانَهْ

راقَ منها بالمَدْحِ فيكَ بَيانٌ

أفُقُ الطّرْسِ مُطْلِعٌ شُهْبانَهْ

أنا عبْدٌ غذَتْهُ نُعْماكَ حتّى

رفَعَتْ قدْرَهُ لديْكَ وشانَهْ

نِعمةٌ منكَ لِي بأنّ نِظامي

زَهَرٌ تجتَلي النُهَى بسْتانَهْ

أيُوَفَّى عليْكَ حُسْنُ ثَناءٍ

وبهِ اللهُ مُنزِلٌ فُرْقانَهْ

دُمْتَ والنّصْرُ عِند بابِكَ ركْبٌ

يجذُبُ السّعْدُ نحوَهُ أرْسانَهْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صرف الوجد نحو قلبي عنانه

قصيدة صرف الوجد نحو قلبي عنانه لـ ابن فركون وعدد أبياتها أربعة و سبعون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي