صريخ الهوى لبيك فيم تشير
أبيات قصيدة صريخ الهوى لبيك فيم تشير لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك

صَرِيخَ الهَوى لبَّيكَ فِيمَ تُشِيرُ
كِلانا خَبيرٌ بِالغَرامِ بَصِيرُ
دَعَوتَ سَميعاً واستَعَنتَ بِناصِرٍ
فلبّاكَ مِنّا مُنجِدٌ وَنَصِيرُ
هَتفتَ بِنا حتّى هَمَمنا تَسرُّعاً
إِلَيكَ عَلى حُكمِ الولاءِ نَطِيرُ
هتَفتَ بِنا عَمداً وحَولَكَ أُسرَةٌ
لُيوثٌ لَها عندَ الهياجِ زَئيرُ
فإِن كُنتَ قَد أَصبَحتَ مُستَنصِراً بِنا
فَقصدُكَ بادٍ عِندَنا وشَهيرُ
تفرَّستَ فينا ما اقتَضَتهُ سِمَاتُنا
وَقد عزَّ قَبلَ اليَومِ مِنهُ ظهُورُ
وَأَنتَ كَما شاءَ الصِّبا مُتَهَتِّكٌ
لَديكَ زَجاجاتُ الوِصالِ تَدُورُ
فشِئتَ بِنا خلعَ الأَعِنَّةِ في الهَوى
وكَم تمَّ في خَلعِ العِنانِ سرُورُ
لِكَيما نُرى فيهِ سواءً وَإِنَّ ذا
لَنَصرٌ لِذي اللبِّ العقولِ كبيرُ
فخُذ في التَصابي كيفَ ما شِئتَهُ بِنا
فكلُّ عسيرٍ في رِضاكَ يَسِيرُ
وَيا طالَما أَعرَضتَ عَن هاتِفِ الصِّبا
وفيكَ لعِزِّ المُلكِ عنهُ نفُورُ
فَلِلَّهِ ظَبيٌ أنتَ مِن بَعضِ صَيدِهِ
وَللِّهِ سِربٌ أَنتَ فيهِ أَسيرُ
فَإِن كانَ لِلصِّيدِ الملوكِ مَصَائِدٌ
فَما هِيَ إِلا أَعيُنٌ ونُحُورُ
وَبِيضُ وجوهٍ مُشرِقاتٍ كأنَّها
وَجالَ بِها ماءُ الجَمالِ بدُورُ
يَعُمُّ الضِّياءُ الأُفقَ وَالليلُ عاكِرٌ
إِذا حانَ مِن تِلكَ الوُجُوهِ سُفُورُ
وَصُبحُ أَدِيمٍ تَحتَ لَيلِ ذَوائِبٍ
أَلا إِنَّ لَيلَ الغانِياتِ شُعُورُ
وَهِيفُ قُدُودٍ كالغُصونِ نَواعِمٍ
يُرَنِّحُها سُكرُ الهَوى فَتَجُورُ
وَإِن أَنسَ لا أَنسَ الفَرِيقَ وَأَهلَهُ
وَرَبعاً بِهِ رَوضُ الهَناءِ نَضِيرُ
وَعيشاً سرقنَاهُ عَلى غَفلَةِ النَّوى
وَقَد بَسَمت لِي بِالسُرورِ ثُغُورُ
بِميّاسَةِ الأَعطافِ خَمصَانَةِ الحشا
لَها الصَّونُ مِن دُونِ السُتُورِ سُتُورُ
مِنَ الخَفِراتِ الخُرَّدِ العِينِ حُسنُها
عَلى حُسنِ رَبّاتِ الجَمالِ أَمِيرُ
مُنَعَّمَةٌ رَيّاءُ أَمّا سِوَارُها
فَمُثرٍ ولَكنَّ الوِشاحَ فَقِيرُ
إِذا سَحَبَت في الأَرضِ فاضِلَ مِرطِها
تَأَرَّجَ مِنها حَجَّتَينِ عَبِيرُ
تُدِيرُ بلَحظَيها كُؤُوسَ مُدامَةٍ
فتلعَبُ بِالأَلبابِ حِينَ تُدِيرُ
وَفِي مَوقِفِ التَّوديعِ بَينِي وَبَينَها
سَرائرُ لا يُفضَى بِها وَأُمُورُ
رَعَى اللَّهُ هاتِيكَ الشَمائِلَ إِنَّها
لِعَيني وَقَلبي بَهجَةٌ وحُبُورُ
وَيا أَيُّهذا المَاجِدُ السَيِّدُ الَّذي
تفَرَّدَ بِالآدابِ وَهوَ جَدِيرُ
لكَ الخَيرُ ماذا هِجتَ حَتّى بعثتَ لِي
غريضَ قرِيضٍ لِلغرامِ يُثيرُ
بَعثتَ بهِ لمّا بَعَثتَ بهِ جَوىً
يُشَبُّ لهُ بينَ الضُلُوعِ سعيرُ
وَدُونَكَ أَبياتاً لَها دُونَ غايَةٍ
سَبقتَ إِلَيها سَقطَةٌ وَعُثُورُ
فَخُذها وَلا تَعتِب عَلَيَّ لِعَيبِها
فأَنتَ بِعَجزِي عَن مَداكَ خَبيرُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة صريخ الهوى لبيك فيم تشير
قصيدة صريخ الهوى لبيك فيم تشير لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.
عن عبد العزيز بن حمد آل مبارك
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم. ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء. حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة. وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت. توفي في الأحساء. له: تدريب السالك.[١]
تعريف عبد العزيز بن حمد آل مبارك في ويكيبيديا
عبد العزيز بن حمد آل الشيخ مبارك (1862 - 1940) فقيه مالكي ومدرس ديني وشاعر سعودي. ولد في الهفوف في الأحساء. أقام في مكة والمدينة مدّة من الزمن، ثم اتصل بأعلام الأدب والسياسة في دول الخليج العربي. عيّن مدرساً بمدرسة الأحمدية في دبي بعد افتتاحه في 1912 وهو أول معلم لها. ثم زار البصرة وسكنها مدّة، واتّصل بأدبائها وتزوّج فيها، ثم زار الكويت بدعوة من أميرها، ودرّس في المدرسة المباركية. له كتاب في الفقه سمّاه تدريب السالك في فقه الإمام مالك وله مجموعة شعريّة زادت على ألف بيت.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ عبد العزيز بن حمد آل مبارك - ويكيبيديا