صعود العلا إلا عليك حرام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صعود العلا إلا عليك حرام لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة صعود العلا إلا عليك حرام لـ ابن المقرب العيوني

صُعُودُ العُلا إِلّا عَلَيكَ حَرامُ

وَعَيشٌ سِوى ما أَنتَ فيهِ حِمامُ

وَكُلُّ غَمامٍ لَم تُثِر غادِياتِهِ

رِياحُ نَدى كَفَّيكَ فَهوَ جَهامُ

وَما المَجدُ إِلّا ما بَنَيتَ وَشادَهُ

بِعَزمِكَ بَأسٌ صادِقٌ وَحُسامُ

وَلا سَعيَ إِلّا دُونَ سَعيِكَ فَليَنَم

وَيَدري اِمرُؤٌ ناواكَ كَيفَ يَنامُ

وَأُقسِمُ لَولا صِدقُ بَأسِكَ لَاِغتَدَت

قوى مُررِ العَلياءِ وَهيَ رِمامُ

وَلَو لَم تُلافِ المُلكَ مِن صَرعَةِ الرَدى

لَكُشِّمَ عِرنِينٌ وَجُبَّ سَنامُ

لِيَرقَ غَبيٌّ رامَ شَأوَكَ في العُلا

عَلى ظلعِهِ فَالنَجمُ لَيسَ يُرامُ

وَكَيفَ تُغاليكَ السِيادَةَ مَعشَرٌ

سَهِرتَ لَها اللَيلَ الطَويلَ وَنامُوا

بِكَ العِزُّ أَضحَت شَمسُهُ مُستَنيرَةً

وَكانَ عَلَيها لِلخُمُولِ قَتامُ

لَعَمري لَنِعمَ المَرءُ أَنتَ إِذا غَدا

فِئامٌ تُساقيهِ الحُتُوفَ فِئامُ

وَرِثتَ العُلى عَن أَحمَدٍ وَمُحَمَّدٍ

وَفَضلٍ وَكُلٌّ في العَلاءِ إِمامُ

وَإِنَّ لِمَسعُودٍ إِذا اِشتَجَرَ القَنا

لَطَعنٌ يَردُّ الجَيشَ وَهوَ لُهامُ

وَما الناسُ إِلّا آلُ فَضلِ بنِ عَبدَلٍ

إِذا جَلَّ خَطبٌ أَو تَنَكَّرَ عامُ

مَقالهُمُ فَذٌّ إِذا وَعَدُوا الغِنى

وَضَربُهُمُ تَحتَ العَجاجِ تَوامُ

مَساميحُ طَعّانُونَ وَالخَيلُ تَدَّعي

وَطَيرُ المَنايا وُقَّعٌ وَحُيامُ

وَما مِنهُمُ إِلّا هُمامٌ أَتى بِهِ

أَعَزُّ مِنَ اِولادِ المُلوكِ هُمامُ

يَرُوحُ الفَتى لِلكَدِّ مِنهُم وَما لَهُ

سِوى البَدرِ خِدنٌ وَالنُجُومِ نُدامُ

وَلا مالَ إِلّا ذابِلٌ وَمُهَنَّدٌ

وَسَرجٌ عَلى ذي أَولَقٍ وَلِجامُ

وَدِرعٌ كَأنَّ البيضَ وَالقُضبَ وَالقَنا

إِذا صافَحتَها بُورَقٌ وَثُمامُ

نَكالٌ لِجانٍ غَيرِهِم فَإِذا جَنَوا

فَبَردٌ عَلَيهِم ما جَنوا وَسلامُ

هُمُ القَومُ إِن حامَ المُحامُونَ أَقدَمُوا

وَإِن حَبَسَ القَومُ السَوامَ أَسامُوا

وَإِن رَحَلَ الأَحياءُ عَن قُربِ مَنزِلٍ

لِخَوفٍ بَنوا في جَوِّهِ وَأَقامُوا

وَإِنَّ لَهُم بِالأَريحِيِّ مُحَمَّدٍ

لَفَخراً لَهُ فَوقَ الأَنامِ مصامُ

فَتى الحَربِ يَومَ البيضُ في الهامِ تَنحَني

وَيَومَ العَوالي في الصُدورِ تُقامُ

وَلِلطَيرِ مِن نَقعِ المَذاكي مَواكِنٌ

وَلِلأرضِ مِن قاني الدِماءِ ذِمامُ

هَديرُ فُحُولِ الشَولِ حينَ تُحِسُّهُ

كَشِيشٌ وَزَأرُ المُخدراتِ بُغامُ

إِذا هَمَّ أَمضى هَمَّهُ لَو تَساقَطَت

أَكُفٌّ وَأَقدامٌ لِذاكَ وَهامُ

أَخُو الطَعنَةِ النَجلاءِ تَحسبُها فَماً

تَثَأَّبَ في حَيثُ الكَلامِ كَلامُ

لِصَمصامِهِ هامُ العِدى وَلِرُمحِهِ

كُلاها وَلِلبَوغا دَمٌ وَعِظامُ

ذُراهُ حَياةٌ لِلصَديقِ شَهِيَّةٌ

وَلُقياهُ مَوتٌ لِلعَدُوِّ زُؤامُ

تَفِرُّ كُماةُ الحَربِ مِنهُ كَأَنَّها

وَإِيّاهُ بازي مَرقَبٍ وَحَمامُ

حِذارَ فَتىً لَو صَكَّ بِالسَيفِ ضارِباً

شَماماً لَقال الناسُ أَينَ شَمامُ

صَوارِمُهُ مُذ لَم تَزَل وَرِماحُهُ

بِهِنَّ إِلى ماءِ النُحورِ أُوامُ

أَبَت عِزَّةً أَن تَقبَلَ الضَيمَ نَفسُهُ

وَذُو العِزَّةِ القَعساءِ كَيفَ يُضامُ

وَآلى وَلَم يَستَثنِ أَن ضاعَ نَبلُهُ

وَلَو حالَ عامٌ دُونَ ذاكَ وَعامُ

سَما لِلعلا رَتاً سُمُوَّ اِبنِ حُرَّةٍ

نَجيبٍ نَمتهُ مُنجِبُونَ كِرامُ

وَسامَ حِمى الأَعداءِ خَسفاً وَسَوَّمَت

بِهِ المالَ سامٌ في البِلادِ وَحامُ

وَساسَ رَعاياهُ بِرَأفَةِ وَالِدٍ

وَسَطوَةِ لَيثٍ هَيَّجَتهُ سَوامُ

حَليمٌ إِذا ما الحِلمُ كانَ نَباهَةً

وَفيهِ غَرامٌ إِن يُهَج وَعُرامُ

إِذا فَحلُ قَومٍ هاجَ وَاِنحَلَّ قَيدُهُ

فَفي سَيفِهِ قَيدٌ لَهُ وَخِزامُ

وَإِن نَبَّ في حَيٍّ عَتُودٌ فَعِندَهُ

حَصاةٌ بِها تُوجا الخُصى وَفِطامُ

فَيا مُفرِغاً في كَيدِهِ جُهدَ نَفسِهِ

لخَيرٌ مِنَ السَعيِ الغَوِيِّ نُوامُ

وَيا طامِعاً في نَيلِ ما نالَ مِن عُلاً

مَتى صَدَقَ الظَنَّ الكَذوبَ مَنامُ

وَيا باسِطاً كَفّاً لِإِدراكِ شَأوِهِ

بِكَفِّكَ فَاِضمُمها إِلَيكَ جُذامُ

وَيا مُضمِراً بَغضاءَهُ جُنَّ أَو فَمُت

فَداؤُكَ لا عُوفيتَ مِنهُ عُقامُ

لَهُ هَيبَةٌ مِلءُ الصُدُورِ وَعَزمَةٌ

تُريهِ الجِبالَ الشُمَّ وَهيَ إِكامُ

وَما زالَ يُغضي وَالمُلوكُ تَهابُهُ

وَيَقعُدُ وَالأَعداءُ مِنهُ قِيامُ

فَيا لائِماً في بَسطِ كَفِّ مُحمَّدٍ

مَتى لِيمَ في أَن يَستَهِلَّ غَمامُ

عَدا الذَمَّ عَنهُ وَالمَلامَ مُحمَّدٌ

وَمُنتَجَبُ الآباءِ كَيفَ يُلامُ

أَلا أَيُّها الملَكُ الَّذي لا جَنابُهُ

بِوَعرٍ وَلا مَن في خِباهُ يُضامُ

إِلَيكَ خَدَت بِي عَوهَجٌ شَدقَمِيَّةٌ

لَها السَوطُ عَن رَعيِ الخَميمِ كِعامُ

تَضِلُّ فَيَهدِيها سَناكَ كَأَنَّما

سَناكَ لَها دُونَ الزِمامِ زِمامُ

وقَد أَصبَحَت في خَيرِ دارٍ مُناخَةً

لَدى خَيرِ مَلكٍ في الأَنامِ يُشامُ

فَأَنتَ الَّذي لَولاهُ ما عُرِفَ النَدى

وَلا فُضَّ لِلفِعلِ الجَميلِ خِتامُ

وَلا كانَ لِلعَلياءِ أُمٌّ وَلا أَبٌ

نِصابٌ وَلا لِلمَكرُماتِ نِظامُ

أَيَجمُلُ أَن أُجفى وَأُنفى وَعِندَكُم

لِمَن لَيسَ مِثلي عِيشَةٌ وَمُقامُ

وَيُقبَلُ قَولُ الخَصمِ فِيَّ تَحامُلاً

وَأَسهَرُ خَوفاً مِنكُمُ وَيَنامُ

وَتُقطَعُ أَرحامي وَتُلغى مَوَدَّتي

وَيُقعَدُ بِي ما بَينَكُم وَيُقامُ

وَتُذنِبُ أَقوامٌ فَتُعزى ذُنوبُها

إِلَيَّ وَأُلحى عِندَكُم وَأُلامُ

هَبُونِيَ جاراً لِاِبنِ عَمٍّ مُصافِياً

فَلِلجارِ مِنكُم حُرمَةٌ وَذِمامُ

فَكَم مِن هُمامٍ قَد عَفا وَهوَ مُحرَجٌ

وَجادَ بِصَفحٍ وَالذُنوبُ عِظامُ

وَذُو المَجدِ لا يَستَغرِقُ الجَهلُ حِلمَهُ

وَلَو قَعَدَ الواشُونَ فيهِ وَقامُوا

لَقَد كُنتُ أَرجُو أَن أُرى في جَنابِكُم

وَلِي مِن نَداكُم سابِقٌ وَحُسامُ

إِذا كُنتُ أَخشاكُم وَأَخشى عَدُوَّكُم

فَإِنَّ حَياتي شِقوَةٌ وَغَرامُ

فَإِن كانَ ذَنبٌ فَاِترُكُوهُ لِما مَضى

وَهَل هُوَ إِلّا إِذ يُعَدُّ كَلامُ

وَوَاللَهِ ما أَوضَعتُ فيما يُريبُكُم

وَلا شُدَّ لِي يا قَومِ فيهِ حِزامُ

وَإِنّي لمنكُم سُؤتُمُ أَو سُرِرتُمُ

إِلى أَن يُوارِيني ثَرىً وَرِجامُ

أَلَستُ الَّذي سَيَّرتُ فيكُم غَرائِباً

لِكُلٍّ إِلَيها إذ تَمُرُّ هُيامُ

أَلَيسَ أَبي في الإِنتِسابِ أَباكُمُ

عَلى أَنَّني عَبدٌ لَكم وَغُلامُ

أَما اِجتيحَ مالي في هَواكُم وَأُسهِرَت

بِذا السِجنِ عَيني وَالعُيونُ نِيامُ

فَراعُوا ذِمامي قدرَ ظَنِّي فَكُلُّنا

صَدىً عَن قَريبٍ في التُرابِ وَهامُ

فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تُزَمَّ رَكائِبي

وَيُصبِحَ كَيدٌ بَينَنا وَسَنامُ

فَخَيرٌ مِنَ الأَحساءِ إِن دامَ عُتبُكُم

أُشَيٌّ وَوادِى مَنهَمٍ وَنَعامُ

وَما ذاكَ مِنّي بِاِختيارٍ وَلا رِضاً

وَلَكِن يَحِلُّ الشَيءُ وَهوَ حَرامُ

وَلَم أَرَ أَشقى مِن كَريمٍ بِبَلدَةٍ

يَجُرُّ وَيَجني غَيرُهُ وَيُلامُ

وَإِنَّكُمُ دِرعي وَسَيفي وَساعِدي

وَتُرسي إِذا ضَمَّ الكُماةَ زِحامُ

وَما لي لِسانٌ غَيركُم إِن تَطاوَلَت

عَلَيَّ رِجالٌ وَاِستَمَرَّ خِصامُ

فَلا تَسمَعُوا فِيَّ الوُشاةَ فَإِنَّهُم

لَأَكذبُ مِن آلٍ رَأتهُ حِيامُ

فَإِنّيَ سَيفٌ قاطِعٌ مِن سُيُوفِكم

وَبَعضُ السُيوفِ المُنتَقاةِ كَهامُ

وَمِن أَجلِ قُرباكُم حُسِدتُ وَسُدِّدَت

إِلَيَّ نِصالٌ لِلعِدى وَسِهامُ

فَبُورِكتُمُ يا آلَ فَضلٍ فَإِنَّكُم

ضِياءٌ وَبَعضُ المالِكينَ ظَلامُ

وَلا زالَ يُهدى كُلَّ يَومٍ إِلَيكُمُ

عَلى القُربِ مِنّي وَالبعادِ سَلامُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صعود العلا إلا عليك حرام

قصيدة صعود العلا إلا عليك حرام لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها اثنان و ثمانون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي