صفا الوقت فاسمح لي بضم قدود
أبيات قصيدة صفا الوقت فاسمح لي بضم قدود لـ صالح مجدي
صَفا الوَقت فاسمح لي بضمّ قدودِ
وَلَثم ثُغور عذبةٍ وَخُدودِ
وَدَع عَنكَ تَعنيفي وَخلّ مَلامَتي
فَقَلبي لِدين العشق غَير جحود
وَإِني لِأَحبابي وَلَو سَفكوا دَمي
سَميع مُطيع حافظ لعهود
فَلا تَنقضي عَهدي وَحبلَ مودّتي
وَلا تُشمتي بي عاذلي وَحَسودي
وَلا تَفجعي في مُهجَتي كُل عاشق
يقلدني في صَبوَتي وَهُجودي
وَضُنّي عَلى غَيري مِن الناس بالذي
عَلَيهِ لِمَن يَهوى مَدار وُجود
وَلا تَبخلي بِالوَصل في أَيّ حالة
عَلى مُغرم للغانيات ودود
فَإني عَلى ما تعهدين مِن الوَفا
وَلو جدّ بي وَجدي وَطال صُدودي
وَكَيفَ إِلى السلوان أَصبو وَدونه
مَواضي نصال في خِلال كبود
أَبى اللَه إِلّا أَن أَخالف في الهَوى
مَدى الدَهر ذا نصح وَكُل رَشيد
وَأَخلع جلباب الحَيا في مهفهفٍ
مِن الغيد مَيّاس القوام فَريد
وَأَرتع في رَوض الخَلاعة مَع ظِبىً
بِأَلحاظها تُصمي قُلوبَ أُسود
وَأَركض في مضمار كُل صبابة
بِأَفراس لَهو طارف وَتَليد
وَلا انثني في العشق عَن شَن غارة
عَلى عاذل صَعب المَلام شَديد
وَلا أَشتكي ما بي مِن السقم وَالضنى
وَفرط الجَوى إِلّا لذات نهود
عَساها بِطَيف إِن أَلمّ بي الكَرى
تَزور إِذا ما لاح نجم سُعود
فَيَشرح صَدري بِالوصال خيالُها
وَيَخضرّ مِن بَعد اليبوسة عُودي
وَتسعدني الأَيام في كُل دَولة
مجدّدها اِسماعيل خَير حَفيد
مجددها اِسماعيل أَسمى مُملَّكٍ
بِعَزم وَرأي في الأُمور سَديد
وَعدل أَباد الجُور مِنه بِمُرهف
رؤس العدا تومي لَهُ بسجود
وَبرٍّ محا آثار فقرٍ وَفاقة
ببحر نَوال وافر وَمَديد
وحسن التفات مِنهُ مصر تجمّلت
بِأَزهى رِياض حَول كُل مشيد
وَتدبير ماء النيل في كُل بُقعة
بِما خَصَّها مِن خصبه بمزيد
وَتَأييد عَهد الملك وَهوَ نَصيره
بِآيات تَوفيق وَنَشر بنود
فَيا ملكاً حُزت المَناقب كُلَّها
وَفُزت بِما لا يَنتَهي بِحُدود
وَأَبديت في حفظ البِلاد وَأَهلها
بِثاقب أَفكارٍ عَزائمَ صِيد
لَكَ السَعد في عيد الأَضاحي وَغَيره
يشير بملك دائم وَخُلود
وَفي مصرك الغَراء يَسعى كَما يَشا
إِلَيك بِأَرقى رُتبة وَصُعود
وَتَقضي لَهُ بِالامتياز مَدافع
تَهدّ مِن الأَسوار كُل جَديد
وَتَخطف أَبصار الأَعادي بُروقُها
مَتى أَومضت في هائِلات رُعود
وَمَن لَم يَشك الرُمح مِنهُ فؤاده
فَبالسَيف يَهوي في قَرار لحود
وَمَن فرّ مِن نار البنادق ساقه
إِلَيها مِن الزرخ اِختِلاف حَديد
وَمَن أَدركته الأوجيان بخفة
قَضى نَحبه في مصدر وَورود
فَإِن جَنَحوا للسلم فاجنح وَإِن أَبوا
فَسارع إِلَيهم مِن هُنا بِجُنود
وَحاصر صياصيهم بِكُل غضنفر
مِن الجَيش لا يَخشى لِقاء عَنيد
وَكرَّ عَلَيهم كرّةً حَيدريةً
بِها تَنمحي آثار كُل مَريد
وَقرّب لَهُم آجالهم في دِيارهم
فَما ذاكَ عَنهُم في الوَغى بِبَعيد
وَثق يا مَليك العَصر بِالنَصر دائِماً
عَلى مُعتد ما خافَ يَوم وَعيد
فَإِن قُلوب العالمين خَزائن
لحب عَلَيهِ جئتهم بِشُهود
لحب بِهِ الأَوطان أَصبَح أَهلُها
يَهيمون في أَغوارِها وَنُجود
لحب بإِخلاص دعاهم لبيعة
بِها أَنتَ أَولى دُون كُل عَميد
بِها أَنت أَولى حَيث أَحييت بَينهم
مآثر آباء لَهُم وَجُدود
وَأَوليتهم ما لا يَقوم بشكره
بِكُل لِسان ناظمٌ لِقَصيد
فَكُنت جَديراً بِالإِمامة حَسبَما
تَقرر في دِيوان كُل مجيد
وَها أَنا بِالبُشرى أَتيت مؤرخاً
أَضاء بإسماعيل أَوفقُ عيد
شرح ومعاني كلمات قصيدة صفا الوقت فاسمح لي بضم قدود
قصيدة صفا الوقت فاسمح لي بضم قدود لـ صالح مجدي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.
عن صالح مجدي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب