صفا مشرب الدنيا لي المتكدر
أبيات قصيدة صفا مشرب الدنيا لي المتكدر لـ السلطان الخطاب

صَفَا مَشْرَبٌ الدنيا ليَ المُتَكَدِّرُ
ويُسِّرَ لي من أَمْريَ المُتَعَسِّرُ
وأصبح وَجْهُ الدهر لي مُتَهَلِّلا
وقد مَرَّ دَهْرٌ وَهْوَ أَسْفَعُ أَغْبَرُ
وقابَلَني طَلْقَ الجَبِين ولم يكن
يراني إِلا وَهْوَ عنِّيَ أَزْوَرُ
أَأَخْشَى زماني ما حَيِيتُ وأَجْتَبي
رِضاك وفي ميمون وجهك مُسْفِرُ
وأُنْكِرُ منها طارِقاً لمُلِمَّةٍ
ولي منك راعٍ حافِظٌ ليس يَفْتُرُ
وأُغْضِى جُفوني للعَدُوِّ على القَذَى
وسَيْفُك بَتَّارٌ ورُمْحُك أَسْمَرُ
أَمالِكنَا قول المُنِيب تَعَطُّفاً
علينا ولُطْفاً أَنت باللُّطْفِ أَجْدَرُ
ورِفْقاً بنا رِفْقاً فإِنَّ قُلوبَنا
زُجاجٌ بأًَدنى جَفْوَةٍ تَتَكَسَّرُ
فلَسْنا نرى أنَّ الذي صار هالِكاً
عليه سلامُ مُمْسئٌ ثُمَّ مُبْكِرُ
سِواك أَبٌ حانٍ علينا وكافِلٌ
وما أَنت صِنْوٌ أَنت عن ذاك أَكْبَرُ
نُجِلُّك إِعْظاماً ونخشاك هَيْبَةً
ونَرْمِيك حِيناً بالعيون فتَحْسِرُ
ونُطْرِقُ إِجْلالا لقَدْرِك إِنَّه
ليَعْظُمُ منَّا في النفوس ويَكْبُرُ
وقد رَفَعَتْ عنَّا العُداةُ ونَمَّقَتْ
كلاماً غَدَتْ فيه تُسِرُّ وتَجْهَرُ
ولا وأَبيهم ما أَصابت ظُنونُهم
ولكنْ على قُبْحِ السرائِر أَخْبَروا
وإِنَّك لو جَرَّدْتَني فوق هامِهم
لَسَرَّك منِّي مَنْظَرٌ ثُمَّ مَخْبَرُ
وأَقْطَعْتَني منهم رقابَ مَعاشِرٍ
رَأَوْا أَنَّني فيهم لنُعْماك أَكْفُرُ
أَنا السيفُ في يُمْناك فَاضْرِبُ به العِدا
فإِنَّك بي من سائِر الناس أَخْبَرُ
ودَعْني ومِعْصاةَ الأمور ولَقِّها
غِراري فإِنِّي فيه لا أَتَغَيَّرُ
ونُطْ بي صعْبَ الأَمر وَارْمِ بمهْجَتي
عسيرَ أُمورٍ تَلْقَها تَتَيَسَّرُ
وخُضْ بي بِحارَ الموتِ تَلْقَ مُبادراً
إِلى كلّ ما تَهْوَى يَحُثُّ ويَجْسُرُ
وما أَنا إِلا من سخائك قطرةٌ
أُقِر بهذا في الورى لَسْتُ أُنْكِرُ
ولكنْ أَقِيك الهَوْلَ بالنفس طائِعاً
وأَنت قريرُ العين تلهو وتَحْبُرُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة صفا مشرب الدنيا لي المتكدر
قصيدة صفا مشرب الدنيا لي المتكدر لـ السلطان الخطاب وعدد أبياتها اثنان و عشرون.
عن السلطان الخطاب
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري. أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه: دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر، واختلف مع أخيه الأكبر (أحمد) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب