صفت مرآته وجلاه جال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صفت مرآته وجلاه جال لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة صفت مرآته وجلاه جال لـ محمد توفيق علي

صَفَت مِرآتُهُ وَجَلاهُ جالِ

فَلاحَ كَأَنَّهُ ذَوبُ اللآلي

وَغازَلَتِ الحَدائِقُ شاطِئَيهِ

وَأَلقَت فَوقَهُ خُضرَ الظِلالِ

فَناحِيَةٌ بِرُمّانٍ تَحَلَّت

وَناحِيَةٌ أُظِلَّت بِالدَوالي

وَنَخلٌ باسِقاتٌ كَالعَذارى

تَثَنّى في غَدائِرِها الطِوالِ

خَلَعنَ الحُسنَ مُنعَكِساً عَلَيهِ

فَآنَسنَ الحَقيقَةَ بِالخَيالِ

وَكَم غُصنٍ قَد اِرتَسَمَت حُلاهُ

عَلَيهِ يَهُزُّهُ رَوحُ الشَمالِ

كَما اِرتَسَمَت عَلى المِرآةِ خَودٌ

يُرَنِّحُ عِطفَها خمرُ الدَلالِ

وَحَلّى أَلسُنَ الأَطيارِ مِنهُ

وَقالَ لَها اِذكُري باري جَمالي

فَجُنَّ الطَيرُ بِاِسمِ اللَهِ حَتّى

تَدَلّى اللَهُ وَالسَبعُ العَوالي

فَآمَنَ بِالبَديعِ الصُنعِ قَلبي

وَفاضَ الطَرفُ بِالدُرَرِ الغَوالي

وَسارَ النيلُ يَطلُبُ وَصلَ مصرٍ

وَهَل يُرضي المُحِبّ سِوى الوِصالِ

تُضاحِكُهُ الغَزالَةُ في ضُحاها

وَبَدرُ التمِّ في أَوجِ الكَمالِ

عَذارى الغَربِ قَد سُحتُنَّ شَرقاً

وَغَرباً لِلجَنوبِ وَلِلشَمالِ

أَغَيرَ النيلِ شاهَدتُنَّ نَهرا

تَفَرَّدَ بِالمَحاسِنِ وَالجَلالِ

لَئِن كانَ الأُولى عَبَدوهُ ضَلّوا

فَرُبَّ هِدايَةٍ تَحتَ الضَلالِ

أُحِبُّ النيلَ حُبَّ أَبي وَأُمي

وَأَهوى مِصرَ فَوقَ دَمي وَمالي

وَبي عَن كُلِّ مَشروبٍ حَرامٍ

غِنىً بِرُضابِهِ العَذبِ الحَلالِ

بِلادي لا أَرومُ بِها بَديلاً

وَلَو أُسكِنتُ فِردَوسِ المآلِ

وَما فَكَّرتُ في الأَهرامِ إِلّا

بَكَيتُ مفاخِرَ الحجَجِ الخَوالي

فَلَولا يُمسِكُ التَوحيدُ رُكني

سَجدتُ لِتِلكُمُ الرِمَمِ البَوالي

أَلا أَمَلٌ يَجولُ بِنَفسِ حُرٍّ

لَهُ صَدرٌ جَحيم اليَأسِ صالِ

أَيَمضي الدَهرُ لا مَيتٌ فَأَنسى

وَلا أُشفى مِنَ الداءِ العُضالِ

وَما بالي أَهِمُّ بِما أُرَجّي

فَتَقعُدَ بي عَلى نِضوٍ رِحالي

بِمَن يا نيلُ أَرمي مَن رَمانا

وَقَد خَلَت الكِنانَةُ مِن نِبالِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صفت مرآته وجلاه جال

قصيدة صفت مرآته وجلاه جال لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي