صلى محبك بل عوديه أو زورى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صلى محبك بل عوديه أو زورى لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة صلى محبك بل عوديه أو زورى لـ الحبسي

صِلِى مُحِبَّكِ بل عُودِيه أو زُورى

خَفِيَّةً تحتَ أثوابِ الدياجيرِ

هجرُ الحبيبِ مُحبِّيه نحرِّمُه

عليه والوصلُ حِلٌّ غير محجورِ

فكيف يصبرُ مَنْ صارتْ سَرِيرتُه

بين الورى نفْثَةً من صدر مصدورِ

بمهْجتي غادةٌ حوراءُ قد قُصِرَتْ

ونُزِّهَتْ عن وصالٍ الساقطِ الزِّيرِ

ريَّا المقبَّلِ حواء المراشِف بيْ

ضاءُ السوالفِ سوداءُ الغدائيرِ

رشيقةُ القدِّ لو قِسْتَ الحسان بها

فاقتْ على البَهكنَاتِ الخُرَّدِ الحورِ

تُصْمِي الأسود بلَحْظَيْها فتقتل من

غدت تلاحظُه من غير تأثيرِ

غزالة كنستْ في خدر غانيةِ

شمسٌ تلاحظ من عينيِّ يعْفُورِ

شمسٌ تعظَّم بالتذكير تسميةً

ووصفها بين تأنيثٍ وتذكير

عزَّتْ على كل خَدَّاعٍ وقد مُنِعتْ

منعا بكل حجابٍ عنه مستور

عزيزةُ النفس تحمها جحاجِحةٌ

بالسمُّر والمشرفيَّات البواتير

وليلَةٍ زمَّلَتْنا مِنْ مدارِعها

بثوبِ ستر على الجلاّسِ منشورِ

بتْنا يُدار علينا مِنْ مُعتقَّةٍ

قديمة العصر منْ أيام سابورِ

فللسُّقاةِ من الحاسِين تزكيةٌ

لكل فعلٍ من الإحسانِ مذكورِ

وللنشاوَى غِناءٌ مُطربٌ حسَنٌ

مُزَيَّنٌ بإعاداتٍ وتكرْيرِ

ندعو ونندبُ من تهْوَى خواطرُنا

حسنَ النداءِ بتعْرِيفٍ وتنكير

لولا المشيبُ لما قهْقرْتُ عادِيتي

ولا أَصخْتُ لتعْنيفٍ وتَعْيير

لكن عداني زمانٌ كالبٌ خشنٌ

له عواقبُ تبديلٍ وتغيير

مالي أَرَى الناسَ أخشاباً مسندَّةً

تَكِلُّ عنْ نجْرها قُدْمُ النجاجير

عُوجاً موسَّعة الأجوافِ قد حُشِيتْ

أجوافُهنَّ عظيمَ الإفكِ والزور

تخفَى على كل فَدْمٍ لا يبين له

صوتُ المناحير من صوت المزامير

منْ جربَ الناسَ لم تخدعْه ضاحكة

في الناس شتَّان بين الأم والضِّير

منْ يجعل الإفْكَ شيئاً هيِّناً ويُرِدْ

بيانَه يتدَبَّرْ سورةَ النورِ

اللَّهُ يلعن أهل الضرِّ لعنةَ مذ

مومٍ به نطقَ القرآنُ مدحورِ

أهلُ النفاقِ رأوا رأيا وقد نظروا

بأعين الكُمْه والعميانِ والعورِ

مِنْ كل خَبٍّ خلوبٍ كاذب أشِرٍ

مُمَوَّه القولِ ملعونٍ ومثبور

احذرْ عدَتْك الرزايا كلَّ داهية

وعشْ غريراً عزوفاً غيرَ مغرور

ولا تغُرَّنْك أثوابٌ على خشُبٍ

تستوجب النار معْ نشر المناشير

ولا يغرَّنك منْ لانتْ ملامسُه

منهم فكمْ أُنْقُدٍ في جلد سمُّورِ

لا يخدَعنَّك ملاّقٌ سمعْتَ له

مذَبْذَبُ الطبع دِقْريرُ الدَّقارير

وإِنْ تملق ذو ميْنٍ وذو كذِبٍ

فلا يغرَّنك تملاقُ السنانير

همُ العُداةُ وأهلُ الترَّهاتِ وهمْ

أدهى الدُّهاة نهابيرُ النَّهابير

لا تحقِرنَّ صغيرا أنتَ تنظره

فالصلُّ يقتله لسع الزنابير

وقسْ أمورَك من قبل القضاءِ فما

ترى العواقبُ إلا بالتفاسير

إني حمدْتُ إلهي وابتدأتُ بتسْ

بيح وذكرٍ وتهلْيلٍ وتكبير

للَّهِ درُ أبي الهيجاء إنَّ له

في أمره حسْنَ تصْرِيفٍ وتدبير

يقضى الأمورَ فيقضيها مُيَسَّرة

بحسن رأىٍ لديه أيَّ تيْسير

اللَّه ملكه الأشياءَ فانْقلَبتْ

بأمره سهلةً مِنْ غير تعسْير

يجرى القضاءُ على مجْرى إرادَتِه

كأنه مالكٌ جرْىَ المقادير

والشمس والبدرُ في إظهار شُهْرتِه

كالغيْث والليْثِ في جودٍ وتشْمير

الجود بحرُ عطيَّاتٍ لوافِده

وللعدا بحرُ حتْفٍ غيرُ مسْجور

فاقصدْه تحظ بما أمَّلْتَ مِنْ أملٍ

مَنْ يستق البحرَ لم يحتج إلى بِيرِ

ورغِّب الناسَ طُرّاً في سماحته

وحذِّر الخِصْم منه أي تحذير

منْ لمُ يطعْ أمره في كل نائبّةٍ

يمتْ كفوراً بذنبٍ غيرِ مغفور

قلْ للجهول الذي قد كان يجهله

في الناس أنت ملومٌ غيرُ معذور

فكيفَ نجهل منْ قد سادَنا وغدا

يُدَبِّر الملكَ من صير إلى صِير

محمدٌ خيرُ أمَّارٍ ومُؤْتمِرٍ

وخيرُ ناهٍ ومنْهِىٍّ ومأمور

نجلُ ابن عامرٍ العدْل الذي رجَعتْ

عنه العداة بتَتْبيبٍ وتخْسير

الغافِريُّ الذي أضحى العباد له

طرا عبيداً بلا عتْقٍ وتحرير

كم غادر القومَ صرْعَى في ديارهمُ

كأنما قتلتْهم نفخةُ الصُّور

فما عفا قطُّ إلا بعد مقدرَةٍ

وبعد حسنِ سياساتٍ وتقدير

غضنْفَر صيدهُ أسْدُ الأسودِ وقد

يصيدُها بالظُّبَي لا بالأظافير

بازٍ لديه بُزاةُ الحرب حاصلةٌ

حاشاه عن ذكر بِيزانِ العصافير

يا مظهراً كلَّ فعل من محامدِه

وكلَّ سعْىٍ بعون اللَّه مشكور

خذْها وشِم وتقبل حسنَ معذرتي

فأنت تعلم إقصاري وتقصيري

واعرف إذا ما أتاكَ القولُ من رجل

نطقَ المناطيق منْ شعر الشعارير

اسلمْ تُعَمِّرْ وعشْ في خير عافيةٍ

والخير يا خير مسرور ومحبور

جزاك ربك عنا طول عافيةٍ

وقوةٍ وعطاءٍ غيرِ محجورِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صلى محبك بل عوديه أو زورى

قصيدة صلى محبك بل عوديه أو زورى لـ الحبسي وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي