صليني سواد العين يا مهجة الصب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صليني سواد العين يا مهجة الصب لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

اقتباس من قصيدة صليني سواد العين يا مهجة الصب لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

صِليني سَوادَ العَينِ يا مُهجَةَ الصبِّ

فَأَنتِ حَياةُ الرّوحِ رَيحانةُ القَلبِ

سَلَبتِ حشاءَ الصبِّ مِنهُ صَبابَةً

فَيا لَهفَ قَلبِ الصبِّ مِن ذلكَ السّلبِ

سَبيت الحجى مِنّي وَلا جَور أَنّهُ

خُلِقتُ لِأَنْ أُسبَى وَكنتِ لأنْ تسبِي

عَشِقتُك مَملوءَ الفُؤادِ مِنَ الهَوى

بِما ضاقَ عَنهُ الكونُ شَرقاً إِلى غَربِ

أَهيمُ بِك الولهان وَجداً وَصَبوةً

وَسيّان عِندي حالَتا البعدِ وَالقُربِ

وَأطعمُ فيك الوَجدَ أَطيبَ مَطعَمٍ

وَأَشرب خَمرَ الوَجدِ مِن أَعذَبِ الشّربِ

حرقت بِنارِ الخدِّ وَالخدُّ جَنّةٌ

ضُلوعي وَأَحشائي وَما حَلَّ في جَنبي

وَقَد شمت تِلكَ النّارَ تنبتُ وَردةً

سَقاها كَمالَ الحُسنِ مِن مائِهِ العَذبِ

وَحَقّ لِتِلكَ النّارِ في حَرقِ مُهجَتي

وَإِنباتُها وَرداً تَتيهُ مِنَ العجبِ

سَدَلْتِ عَلى الخدّينِ أَسنى سَوالِفٍ

فَكنَّ لأَسرِ الصبِّ سلسلةَ الصبِّ

وَصلتِ بِعَضبِ اللّحظِ حينَ سللتِهِ

فَذابَت قُلوب الأُسدِ مِن ذلكِ العضبِ

وَفيهِ أَذبتِ القُضْبَ في جَوفِ غمدها

وَلَيسَت قُلوبُ الأسدِ أَقسى مِنَ القضبِ

وَفاضَ اِحورار اللّحظِ سحراً بَعَثْتِهِ

رَسولاً لِعَقلِ النّاسِ بِالخطفِ وَالجذبِ

فَأَظهَرَ مِن آياتِهِ آيةً لَنا

وَهاتيكَ خطف العَقلِ مِن داخِلِ القَلبِ

فَآمنتُ في ذا السّحرِ مِنك مُصدّقاً

وَحدتُ عَنِ التّكذيبِ وَالرّمي بِالكذبِ

وَراشَت سِهام الحبّ أَجفانَكَ الّتي

رَمَتني بِسَهمِ العشقِ مِن وطف الهدبِ

فَتيهي دَلالاً رَبّةَ الحُسنِ وَالبها

فَحُسنك يَمحو دَولةَ البدرِ وَالشهبِ

وَوَجهكَ شَمس الحسنِ في قبّة البها

بِخَطّ اِستواءِ الحُسنِ لا الشّرقِ وَالغربِ

وَما عُدَّ بَدرُ الأفقِ في الحُسنِ مثله

وَأَنَّى يُعَدُّ البدرُ في ذَلكَ الضربِ

بِروحي الشّفاه اللعس مِن ثَغرِكِ الَّذي

قَدِ اِفتَرَّ عَن دُرٍّ وَعَن لُؤلُؤ رَطبِ

وَعَن حُسنِ ياقوتٍ بِدُرٍّ مُرَصَّعٍ

تَبَدّى لَهُ شَهدُ اللّمى أَفضَلَ الشربِ

وَتِلكَ الشّفاهُ اللّعس صِرنَ بِلا اِمتِرا

هِلالَيْ عَقيقٍ قَد أَضاءَ بلا حجبِ

أَقاما عَلى فيك العذيب وَأَغرما

بِرَشفِ السّلافِ الصّرفِ مِن ريقك العذبِ

وَبي قَدّك المَيّاد كالغصنِ مائِساً

بِهِ لَعِبَت أَيدي الصبا أَحسنَ اللّعبِ

فَيا عاذِلي في الحبِّ دَعني وَصَبوتي

وَنَحوَ الّذي يَدعو لِنَحو الهَوى عُجْ بي

فَنُصحِيَ عَن وَجدي مُحالٌ قَبولهُ

وَهَل حَلَّ نُصح الصبّ عِند ذَوي اللبِّ

عَذولي أَلَم تَعلَم بِأَنّيَ في الهَوى

تَسامَيتُ قَدراً لَيسَ يُدرَكُ بِالكسبِ

أَما فيهِ قَد نالَ المُحِبّونَ رِفعَةً

أَما عَلَتِ الأَشياخ يا غمرُ بِالحبِّ

فَشَيخي عَليٌّ كَرَّم اللَّه وجههُ

وَأَشهَده العِرفانَ في حَضرَةِ القلبِ

أَبو حَسن خدنِ المَعارِفِ وَالتّقى

جَمال كمالِ الفَضلِ في عِلمه الوَهبي

وَمَن نُصِبت لِلفَتحِ أَعلامُ رَفعِهِ

عَلى عَلمِ العَلياءِ مِن أَحسَنِ النّصبِ

تَصَدَّرَ للإِرشادِ نَجماً لسالكٍ

فَأَوضَحَ بِالإِرشاد مَعرِفَة الربِّ

أَبو المَجدِ وَالعلياءِ مَجد بَني العُلى

وَعِزّهم المَشهورَ في العجمِ وَالعربِ

عَديم نَظيرٍ واحد الدّهرِ فَرده

فَعن مِثلهِ كَم قَد خَلا سالف الحقبِ

هِزَبر الثّرى لَم يَخش لَومَة لائِمٍ

يَصولُ بِسَيفِ الحقِّ لَم يَخش في الضرِّب

شَريف المَزايا حاتم الجودِ وَالنّدى

بِبِشرِ مُحيّاه وَمَع صَدرِهِ الرّحبِ

وَمَن فيهِ أَضحَت لِلبِلادِ عَروسَها

حماةُ الّتي أَبدت بِهِ غايَةَ العجبِ

نَسيبٌ كَريمُ النّفسِ طابَ نِجارُهُ

حَسيبٌ فَخيمُ الأَصلِ في الأَرض والسحبِ

هُوَ اِبنٌ لياسينٍ فطه مُحمَّد

عَليهِ صَلاةُ اللَّه وَالآلِ وَالصّحبِ

كَذا جَدُّهُ السّلطانُ في كُلِّ مَوطن

وَقُطبِ ذَوي العرفانِ ناهيكَ مِن قُطبِ

وَذا أَشهَبُ البازاتِ مِن غَير مَجهل

تَسامى عَلى الدّنيا وَبازاتها الشهبِ

فَيا أَيّها المَولى الّذي أَنا عَبدُهُ

وَمَنْ مَدحُهُ قَد جاءَ في أَفضَلِ الكتبِ

إِلَيكَ أَخا العَلياءِ بِكراً يَتيمَة

عَلَيها نِقابُ الحُسنِ مِن أَحسَنِ النُّقبِ

بِمَدحِك قَد ماسَت قواماً وَتعطفا

وَفي مَيسِها أَزرَت بِغُصنِ الرّبى الرطبِ

فَهَبها قَبولاً أَيّها النَّدب علَّها

تَتيهُ فَخاراً بَينَ أَترابِها العربِ

وَدُم في أَمانِ اللَّهِ ما لاحَ بارقٌ

وَنَجمٌ سَرى مِن نَحوِ شَرقٍ إِلى غَربِ

كَذا ما اِبنُ فَتحِ اللَّه قَد قالَ واجِداً

صليني سَواد العَينِ يا مُهجَةَ الصبِّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صليني سواد العين يا مهجة الصب

قصيدة صليني سواد العين يا مهجة الصب لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن المفتي عبد اللطيف فتح الله

المفتي عبد اللطيف فتح الله

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي