صوت من الحريم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صوت من الحريم لـ نزار قباني

(( تُحبّني )) !
الجملة الجوفاء ذاتُها .. (( تحبني )) ..
اللفظة البلهاء ذاتها .. (( تحبني )) ..
النغمة القديمة التي بها دوختني ..
أوّل ما عرفتني ..
أضعتُ إحساسي بها ..
فلم تعد تهزّني ..
(( تحبني )) ..
كأيّ .. أي امرأة تحبني ..
وجه أنا .. وجه من الوجوه في دفترك الملونِ
جريدة صفراء تطويني إذا قرأتني ..
سوسنة تضيفها إلى ألوف السوسنِ ..
ولعبة من ورق .. تشيلُني ..
تحطّني ..
فإذا رأيتَ لعبة جديدة ..
حطّمتني ..
*
(( تحبّني )) !
لا .. لا تعدها مرّة أخرى .. فقد أضحكتني
يا لاعبًا في السرك .. يا مهرجًا ..
بألفِ وجه مستعار .. ألف دور متقنِ
كفى .. كفى .. فتلك مسرحيّة ..
مثلتها أول ما رأيتني ..
وعشتُ عامين بها ..
مأخوذةً بكل ما أسمعتَني ..
بالضوء ، بالحوار ، بالجوّ الروائي الغني
فمشهد يقيمني ..
ومشهد يقعدني ..
وأنتَ ، فوق المسرح المضاء تستثيرني ..
بالجمل الجوفاء .. بالحرف الذي يؤمنِ ..
ما أرخص الحرف إذا لم يؤمنِ ..
*
(( تحبّني )) !
معزوفة معادة رخيصة الملحنِ ..
تديرها .. تديرها لكل وجه حسنِ ..
قل غيرها ..
أتلفتَ أعصابي بها ..
أتلفتني ..
قل غيرها ..
قل تشتهي طيبي .. ودفء مسكني ..
قل إنني ..
جميلة .. وسهلة .. وإنني ..
أعطيتُ في بلاهة جميعَ ما سألتني ..
وآأسفي .. جميع ما سألتني ..
*
تريدني ..
مخطيّة جديدة ..
تدفنها .. وراء جدران الحريم المزمنِ ..
أما أنا فإنني ..
أبحث يا مُستثمرِي ..
عن رجل يحبّني ..
وأنتَ لا تعرف أن تحب .. أن تحبني ..
فأنتَ غاوي تحفٍ ..
ميدانك العيون .. لا ما وراء الأعينِ ..
وأنتَ طفل لاعبٌ ..
بالحَرَزِ الملوّنِ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي