صورة دوريان غراي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صورة دوريان غراي لـ نزار قباني

فشلت جميع محاوالاتي !
في أن أفسر موقفي ..
فشلت جميع محاولاتي ..
ما زلت تتهميني ..
أني هوائي المزاج ، ونرجسي في جميع تصرفاتي ..
ما زلت تعتبريني
كقطار نصف الليل ، أنسى دائماً
أسماء ركابي ، وأوجه زائرتي ..
فهواي غيب ..
والنساء لدي محض مصادفات ..
ما زلت تعتقدين .. أن رسائلي
عمل روائي .. وأشعاري شريط مغامرات
وبأنني رجل يعيش حياته
من غير ذاكرة ، وغير مذكرات ..
وبأنني استعملت أجمل صاحباتي
جسراً إلى مجدي .. ومجد مؤلفاتي ..
ما زلت تحتجين أني لا أحبك كالنساء الأخريات ..
وعلى سرير العشق ، لم أسعدك مثل الأخريات ..
الله من طمع النساء ،
وكيدهن ..
ومن عتاب معاتباتي..
كم أنت رومنسية التفكير ، ساذجة التجارب
تتصورين الحب صندوقاً مليئاً بالعجائب
وحقول غاردينيا ..
وليلاً لازوردي الكواكب
ما زلت تشترطين ..
أن نبقى إلى يوم القيامة عاشقين ..
وتطالبين بأن نظل على الفراش ممدين
نرمي سجائرنا ، ونشعلها ..
وننقر بعضنا كحمامتين ..
ونظل أياماً .. وأياماً ..
نحاور بعضنا بالركبتين ..
هذا كلام مضحك ..
أنا لست أضمن طقسي النفسي بعد دقيقتين ..
فلربما ، تتبخر الأنهار في عينيك ، بعد دقيقتين
ولربما تتيبس الأشجار في شفتي ..
بعد دقيقتين ..
ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين ..
ونعود .. في خفي حنين ..
من عالم الجنس المثير ..
نعود في خفي حنين ..
فشلت جميع محاولاتي ..
في أن أفسر موقفي
فشلت جميع محاولاتي
فتقبلي عشقي على علاته
وتقبلي مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي
فأنا كماء البحر .. في مدي ، وفي جزري
وعمق تحولاتي ..
إن التناقض في دمي ، وأنا أحب تناقضاتي ..
ماذا سأفعل يا صديقة .. هكذا رسمت حياتي
منذ الخليقة ..
هكذا رسمت حياتي ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي