صور الله فيك معنى الخلود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صور الله فيك معنى الخلود لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة صور الله فيك معنى الخلود لـ علي الجارم

صوّرَ اللّه فيكِ معنى الخُلُودِ

فابلُغي ما أردتِه ثمَّ زيدِي

أنتِ يا مِصْرُ جَنَّةُ اللّهِ في الأرْ

ضِ وعَيْنُ العُلاَ وَوَاوُ الوجودِ

أنتِ أمُّ المَجْدَيْنِ بَيْنَ طَرِيفٍ

يتَحَدَّى الوَرَى وبَيْنَ تَلِيدِ

كم جديدٍ عليه نُبْلُ قديمٍ

وقديمٍ عليه حُسْنُ جديدِ

قد رآك الدهرُ العَتِيُّ فَتاةً

وهو طِفلٌ يلهو بِطَوْقِ الوليدِ

شابَ من حَوْلِكِ الزمانُ ومَا زلْتِ

كغُصْنِ الرَّيْحَانَةِ الأُمْلُودِ

أنتِ يا مِصْرُ بَسْمةٌ في فم الْحُسْن

ودمعُ الْحَنانِ فوقَ الْخُدُودِ

أنتِ في القَفْرِ وَرْدَةٌ حَوْلَهَا الشَّوْ

كُ وفي الشوك عِزَّةٌ لِلْوُرُودِ

يَلْثِمُ البحرُ مِنْكِ طِيبَ ثغُورٍ

بَيْنَ عَذْبِ اللَّمَى وبَيْنَ بَرُودِ

يَابْنَة النيلِ أنتِ أحْلَى مِنَ الْحُبِّ

وأَزْهَى من ضاحِكاتِ الوُعُودِ

نَثَرَ النيلُ فيك تِبراً وأوْهَى

لِينُهُ من قسَاوةِ الْجُلمودِ

فَتَنَ الأَوَّلِينَ حَتَّى أشارُوا

نحو قُدْسِيِّ مائهِ بالسُّجُودِ

وَوَشَى للرِّيَاضِ ثوباً وَحَلَّى

كلَّ جِيدٍ من الرُّبَا بعُقُودِ

أنتِ للاّجِئينَ أُمٌّ وَوِرْدٌ

لِظِماءِ القلوبِ عَذْبُ الورودِ

قَدْ حَمَلْتِ السِّراجَ للنَّاسِ وَالكَوْ

نُ غريقٌ في ظلْمَةٍ وخُمُودِ

لا نَرى فيك غيرَ عهدٍ مَجيدٍ

قَرَنتْهُ العُلاَ بعهدٍ مَجيدِ

وجُهودٍ تمثَّلَتْ في صُخُورٍ

وصخورٍ تشَبَّهتْ بجُهُودِ

عِظَمٌ يَبْهَرُ السَّمَاءَ وشَأْوٌ

عَاقَ ذات الْجَناحِ دُونَ الصُّعُودِ

أنتِ يا مِصْرُ صَفْحَةٌ مِنْ نُضَارٍ

لَمَعَتْ بَيْنَ سَالِفَاتِ العُهُودِ

أَيْنَ رَمْسِيسُ والكُمَاةُ حَوَالَيْهِ

مُشاةٌ في الموْكِب المشْهُودِ

مَلأَ الأرضَ والسماءَ فَهذِي

بجنودٍ وهذِهِ بِبُنُودِ

وجُموعُ الكُهَّانِ تهتِفُ بالنَّصْرِ

وتتلو النّشيدَ إثْرَ النَّشيدِ

وبناتُ الوادِي يَمِسْنَ اخْتِيالاً

ويُحييّن بين دُفٍ وَعُودِ

أين عَمْروٌ فتى العُرُوبة والإِقْدامِ

أَوْفَى مُجَاهدٍ بالعقودِ

شَمَريٌّ يُحَطِّمُ السَّيفَ بالسَّيْفِ

ويرمِي الصِّنديدَ بالصِّنديدِ

لَمْ يكن جَيْشُه لدَى الزَّحْف إِلاَّ

قُوَّةَ العَزْمِ صُوِّرتْ في جُنودِ

قِلَّةٌ دَكَّتْ الْحُصون وبَثَّتْ

رِعْدَةَ الرُّعبِ في الْخِضَمِّ العَديِدِ

ذُعِرَ الموت أنَّهم لَمْ يَخافُو

هُ ولم يَرْهَبوا لِقاءَ الحديدِ

ينظرون الفِرْدَوْسَ في ساحةِ الْحَرْ

بِ فيستعجلون أجْرَ الشَّهيدِ

صَعِدُوا للعُلاَ بريشِ نُسورٍ

ومَضَوْا للرَّدَى بِعَزْمِ أسُودِ

أيْنمَا رَكَّزُوا الرِّماحَ تَرى العَدْ

لَ مقيماً في ظلِّها المَمْدودِ

وتَرى المُلْكَ أَرْيحِيَّاً عَلَيْهِ

نَضْرةٌ من سَمَاحَةِ التَّوحيدِ

وترَى العزمَ عابِساً لوُثُوبٍ

وتَرى السيف ضاحكاً في الغُمُودِ

وترى العِلْمَ يلتقي بهُدَى الدّ

ين على مَنْهَجٍ سَوِيٍ سديدِ

ملكُوا الأرضَ لم يسيئوا إِلى شَعْبٍ

ولم يحكموه حُكْمَ العبيدِ

هُمْ جُدُودِي وَأينَ مِثْلُ جُدودي

إِن تَصَدَّى مُفاخرٌ بالجُدودِ

فَسَحُوا صَدْرَهُم لحِكْمِة يُونَا

نَ وآدابِ فارسٍ والهُنُودِ

وأصاروا بالتَّرجَماتِ علومَ الرُّو

مِ وِرْداً للنّاهلِ المستفيدِ

حَذَقوا الطِبَّ والزمانُ عُلاَمٌ

والثقافاتُ رُضَّعٌ في المُهُودِ

وَشُعوبُ الدنيا تُعالِجُ بالسِّ

حْرِ وحَرْق البَخُورِ والتَّعقيدِ

هَلْ ترى لابن قُرَّةٍ من مثيلٍ

أو تَرَى لابن صاعدٍ من نديد

والطبيبُ الكِنْدِيُّ لم يُبْقِ في الطِّ

بِّ مَزِيداً لحاجةِ المسْتَزِيدِ

أَين أين الرَّازيُّ أين بَنُو زُهْ

رٍ دُعاةُ النُّهُوضِ والتَّجْدِيدِ

وابنُ سِينا وأينَ كابنِ نَفيسٍ

عَجَزَ الوَهْمُ عن مداه المَديدِ

هذه أُمَّةٌ من الصَّخرِ كانت

في قِفَارٍ من الحياة وَبِيدِ

تأكُلُ القَدَّ والدُّعَاعَ من الجُو

عِ وتَهْفُو شوقاً لِحَبِّ الْهَبِيدِ

وتُثِيرُ الحروبَ شَعْواءَ جهْلاً

وتدُسُّ الوَئيدَ إِثْرَ الوَئيدِ

نَبعَ النورُ بالنُّبُوَّةِ فِيهَا

فطَوَى صفحةَ اللَّيَالي السُّودِ

ومضَى يملأُ الممالكَ عَدْلاً

بَاسِمَ الوعْدِ مُكفَهِرَّ الوَعيدِ

أَطْلَقَ العقلَ من سَلاَسِلهِ الدُّهْ

مِ ونحّاه عن صَلَيلِ القُيُودِ

بَلغَتْ مِصْرُ في التَّآليفِ أوْجاً

فات طَوْقَ المُنَى بمَرْمىً بَعِيدِ

فاسأل الفاطِميَّ كَمْ من كتابٍ

زَان تاريخَهُ وسِفْرٍ فرِيدِ

والصَّلاحِيُّ والمماليكُ كانوا

مَوْئِلَ العِلْمِ في عُصورِ الرُّكُودِ

تلك آثارُهُمْ شُهُوداً عَلَى المَجْدِ

ومَا هُمْ بحاجَةٍ لشُهُودِ

اتَّئِدْ أيّها القَصِيدُ قَليلاً

أنا أرتاحُ لاتِّئاد القَصيدِ

وإِذا ما ذكرتَ نَهْضَةَ مِصْرٍ

فامْلأ الْخَافِقَيْنِ بالتَّغْرِيدِ

ثم مَجِّدْ مُحمَّداً جَدَّ إسْمَا

عيلَ واصْعَدْ ما شئتَ في التَّمْجيدِ

جاءَ والنَّاسُ في ظَلامٍ من الظُّلْمِ

وعَصْفٍ من الخُطُوبِ شَديدِ

حَسَراتٌ للذُّلِّ في كل وَجهٍ

وسِمَاتٌ للغُلِّ في كلِّ جِيدِ

فَأَزَاحَ الغِطاءَ عنهم فقاموا

في ذُهُولٍ وأقْبَلُوا في سُمُودِ

وهَدَاهُمْ إلى الحياةِ فَسَارُوا

في حِمىً من لِوَائِهِ المَعْقُودِ

كَمْ بُعُوثٍ للغَرْبِ بَعْدَ بُعُوثٍ

وَوُفُودٍ للشرقِ بَعْدَ وُفودِ

غَرَسَ الطبَّ في ثَرَى مُلْكِهِ الخِصْبِ

ورَوَّى من دَوْحِهِ كُلَّ عُودِ

وأَتَى بَعْدَهُ المجدِّدُ إسْمَا

عِيلُ ذُخرُ المُنَى ثِمَالُ الْجُودِ

وَ فُؤَادٌ تعيشُ ذِكرَى فُؤَادٍ

في نعيمٍ من رَحْمةٍ وخُلُودَِ

رَدَّ مَجْداً لِمِصْرَ لَوْلاَ نَدَاهُ

وَحِجَاهُ ما كانَ بالمَرْدُودِ

كلَّ يوْم لَهُ بناءٌ مَشِيدٌ

للمعالي إِلى بِناءٍ مَشِيدِ

ما اعْتَلَى الطِبُّ قِمَّةَ النَّجْمِ إلاَّ

بجِنَاحٍ من سَعْيه المَحْمُودِ

سَعِدَتْ مِصر بالْجَهابِذِ في الطِبِّ

فَكَمْ مِنْ مُحاضِرٍ ومُعِيدِ

وَعَلَى رَأْسِهِمْ أبو الحسن الْجرَّا

ح مَنْ كالرَّئِيس أوْ كالْعَمِيدِ

أيُّها الوَافِدُونَ من أمَمِ الشَّرْ

قِ وأشْبَاله الأُبَاةِ الصِّيدِ

اِهْبطُوا مِصرَ كَمْ بِهَا مِن قلوبٍ

شَفَّها حبكم وكَم من كُبُود

قَدْ رَأيْنَا في قُرْبِكُمْ يَوْمَ عِيدٍ

قَرَنَتْهُ المُنَى إِلَى يَوْمِ عِيدِ

إنَّ مِصراً لكم بلادٌ وأهْلٌ

لَيْسَ في الْحُبِّ بَيْنَنَا من حُدُودِ

جَمَعتْنَا الفُصْحَى فما من وِهَادٍ

فَرَّقَتْ بَيْنَنَا ولا من نُجُودِ

يَصِلُ الحبُّ حَيْثُ لا تَصِلُ الشَّمْس

ويجْتازُ شَامِخاتِ السُّدودِ

أُمَّةَ العُرْبِ آنَ أنْ يَنْهَضَ النِّسْرُ

فَقَدْ طَالَ عَهْدُهُ بالرُّقُودِ

صَفِّقِي بالْجَناحِ في أُذُنِ النَّجْمِ

ومُدِّي فَضْلَ العِنانِ وسُودِي

وأعِيدِي حَضَارةً زانَتْ الدُّنْيَا فكم

وَدَّتِ المُنَى أَنْ تُعِيدِي

إنَّمَا المَجْدُ أَنْ تُرِيدِي وَتَمْضِي

ثُم تَمْضِي سَبَّاقَةً وتُريدِي

لا يَنَالُ العُلاَ سِوَى عَبْقَريٍ

راسِخِ العَزْمِ كالصَّفَاةِ جَلِيدِ

قَدْ أَعَدْنَا عهْد العُرُوبَةِ فِي مِصْرَ

وذِكْرَى فِرْدَوْسِهَا المفْقُودِ

وَبَدأْنَا عَصْراً أغَرَّ سَعِيداً

بِمَليكٍ مَاضٍ أَغَرَّ سَعِيدِ

قَدْ حَبَاه الشبابُ رأياً وعَزْماً

عَلَوِيَّ المَضاءِ والتَّسدِيدِ

قام بالأَمْرِ أَرْيحيّاً رَشِيداً

فَذَكَرْنَا بِهِ عُهُودَ الرَّشِيدِ

إنَّ حُبَّ الفَارُوقِ وَهْوَ وَحِيدٌ

في مَكانٍ منَ القلوب وَحِيدِ

أَلْسُنُ العُرْبِ كلُّهَا دَعَوَاتٌ

ضَارِعَاتٌ بالنَّصْرِ والتَّأْيِيدِ

أبْصَرُوا في السَّماءِ مُلْكاً عَزِيزاً

رافعِ الرَّأْس فَوْقَ صَخْرٍ وَطِيدِ

وَرَأوْا عَاهِلاً يَفِيضُ جَلالاً

مِنْ هُدَى ربِّه العَزِيزِ الْحَمِيدِ

عَاشَ لِلْمُلْكِ وَالعُروُبَةِ ذُخْراً

في نعيمٍ مِنَ الْحَيَاةِ رَغِيدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صور الله فيك معنى الخلود

قصيدة صور الله فيك معنى الخلود لـ علي الجارم وعدد أبياتها تسعون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي